قبل أيام أعلن الرئيس الأميركي ترمب عن تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية تضاف إلى الكيانات السابقة التي صُنفّت في مجاميع الإرهاب الدولي وخطرها على السلم العالمي.

وبعدها مباشرة انتفضت قوى الشر لتدافع ضد هذا القرار لأن هذه القوى كانت هي الأذرع التي تنفذ سياسة إيران في العالم كلُّه، ومن هنا كان لزاماً على ترمب وحكومته أن يُضيفوا إلى العقوبات السابقة هذا التصنيف الذي سيشل بالتأكيد حركة التمدد الإيراني ويقص أذرعه بالمنطقة.

وقد لاحظنا نتائج هذه العقوبات مبكرا بتراجع ميزانيات الميليشيات والعصابات الإجرامية في لبنان واليمن وغيرها من مناطق العالم، وهي سياسة رأتها الولايات المتحدة أنجح الطرق لتقطع دابر الإرهاب إن أردنا أن يعيش العالم بسلام.

وقد جاء حديث وزير خارجية أميركا بومبيو بعد هذا القرار مباشرة قائلا بوسعي أن أؤكد للعالم أن الرئيس ترمب سيواصل زيادة الضغط على إيران حتى يتغير سلوكها، ونحن نعلم أنه منذ عام 1979 بعد قدوم الملالي إلى طهران تغيرت مفاهيم كثيرة في خارطة الشرق الأوسط وبكل أسف، فظهرت الضاحية وحزب الله في لبنان، وفصائل الجماعات الإرهابية في آسيا وأفريقيا، حتى رأينا خطة برزت، وبكل أسف، قيام إيران بسلوكيات التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول كالبحرين واليمن وجماعة الحوثي، وحاولت مرارا التوغل في العراق في محاولة لجر المنطقة إلى الغوص وعدم الاستقرار أيام وزارة المالكي ومن على شاكلته، لكن العراق الصامد يرفض بعروبته إلا الحضن العربي، وهذا ما لمسناه أخيرا من التقارب العراقي السعودي في الزيارات الأخيرة المتبادلة بين البلدين، ورأينا تحرك إيران إلى بعض مناطق العالم ومحاولة إشغال المجتمعات عن التنمية.

ولو تتبعنا خسائر العالم العربي لوحدها من جراء تدخلات إيران وميليشياتها لوجدناها بالمليارات، خذ على سبيل المثال عندما أفرجت الولايات المتحدة عن 140 مليار دولار في عهد الرئيس أوباما، أين أنفقت بكل أسف والشعب الإيراني يتضور جوعا، لكنها ذهبت للإنفاق على الحرس الثوري وجماعات التطرف في إيران، وهذا ما حدا بترمب وغيره أن يتجه إلى فرض أقصى العقوبات ومنها تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، وكذلك استمرار فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ولكن نستغرب بعد هذا كله أن ينعَق أتباع الشر مثل قطر وتركيا إلى الاصطفاف إلى جانب إيران، وكذلك جماعة الإخوان، لأن هؤلاء وغيرهم يسؤهم هذا القرار ويعطل مشاريعهم في المنطقة، ولكن الجدية التي سلكها الرئيس الأميركي ربما تكون أحد الحلول الناجعة لصد إيران وشل حركتها في المنطقة، ووقف النزيف الدموي الذي يُراق من أجل التوسع الفاشل الذي قطعته الدول المخلصة على إيران الشر حتى رأينا فشلهم الذريع في اليمن وأُحبط مشروعهم في دعم ميليشيات الحوثي بعد عاصفة الحزم والعزم وقوة الإدارة السعودية بحمد الله، ولهذا ستظل إيران تحت طائلة العقوبات وسيظل حرسها الثوري مراقبا طالما نية الشر قائمة داخل عمائم الملالي، وستنهار مشاريعهم -بإذن الله-، وصدق الله القائل كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله، دام العالم بسلام.