قيل قديما وبضدها تتميز الأشياء.

تحت وطأة سلم درجات التقويم المستمر يقع عدد من التجاوزات، ويفقد بعض الطلاب والطالبات بموجب بعض بنوده المصداقية في التقييم المناسب لمستواهم الدراسي، فقد يقفز الطالب أو الطالبة في مراحلهما الأولى متأرجحين بين حقول التقويم من المتمكن إلى المتقدم، بل أحيانا كثيرة يصل إلى سفح المتفوق، ممّا سيتسبب في ولادة جيل هش البنية والتأسيس!.

وإن حصل ونما مثل ذلك بأي بيئة تعليمية فما هي إلا مساعدة في ري تربة خصبة للتأخير الدراسي، نجني منها ثمار الاتكالية والسطحية، حيث تبدأ بعض الأسر -ونحسبهم القلة- بالاعتماد على المعلم أو المعلمة في العرض والطرح والمدخلات والمخرجات كافة، بل يبلغ الأمر حتى ينتهي بالتأفف والضجر من التكليف بالواجبات المدرسية.

قد يكون ذلك إذا صح التعبير، إخلاء مسؤولية وانشغال بثانويات!، وبالتالي مفاهيم مجردة وحقائب تمد أياديها تشحذ معاني التوجيه وتستدر العون من أهله وكتب وكراسات نبت الربيع على دمنتها، هي الأجدر بالمساندة والمتابعة المنزلية، ومما دفعني لترشيح تلك الفكرة والخوض في مضمارها ما حدثتني عنه بالأمس القريب، وكيلة شؤون طلابية في إحدى المدارس الابتدائية، عن النتيجة الإيجابية للطالبات بعد حصولهن على متمكن وغير مجتاز في الفترة التقويمية الثانية، مقارنة بما حصلن عليه في القياس الأول، وكانت بمثابة الصحوة من الأهالي بعد إطلاعهم على التقرير، فيا ليت شعري إلى أي درجة نرتقي لو حصل كل طالب على مستواه الفعلي بدون أي تدخلات وتعديلات، فغير المجتاز سيعاد فيه النظر من الجميع ويتم التركيز على مهاراته الأساسية من خلال اِتباع اللازم، كي يتسنى له صعود السلم بخطى ثابتة في مراحله القادمة بقدرات تؤهله للتدرج والوصول ونقيس على هذا النمط في بقية المستويات.

نحو مستقبل واعد كلنا متطلعون بجهود متضافرة نسعى ونجتهد بهمةٍ عالية، تغلفها باقات الإصرار وينيرها ضياء العزيمة والإرادة، وترفع رايتها مشاعر الفوز وأسلحة النجاح.

ولله الحمد والمنة منظماتنا التعليمية تزخر بالكفاءة والفاعلية، كيف لا والجودة مطلب في الإنتاج على كافة الأصعدة الحياتية والتعليمية.

في ازدياد العلم إرغام العدا

وجمال العلم إصلاح العمل

لا تقل قد ذهبت أربابه

كل من سار على الدرب وصل