فيما أنقذ الدفاع المدني بمحافظة الدلم في منطقة الرياض، ثلاثة أشخاص محتجزين في وادي العين، كما أنقذ الدفاع المدني بالدرعية عائلة من 7 أفراد أغلبهم نساء وأطفال محتجزون في وادي العمارية، أرجع مختص بالمناخ الحالة المطرية الكثيفة التي شهدتها العاصمة الرياض أمس إلى الرياح الهابطة.

سيول منقولة

أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة الرياض المقدم محمد الحمادي، أن «فرق الدفاع المدني تعاملت مع سيول منقولة في مركز نعجان بمحافظة الدلم، ونتيجة لهطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بزخات من البرد على مدينة الرياض وعدد من محافظات المنطقة أمس وأول من أمس، سال على إثرها بعض الأودية والشعاب وحدثت تجمعات للمياه في عدد من الطرق والأحياء، وباشرت فرق الدفاع المدني بمدينة الرياض عددا من الحالات، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لتكثيف تواجد الفرق التابعة لها في المواقع الحرجة».

وأضاف أن «الفرق تعاملت مع عدد البلاغات بمحافظات القويعية والخرج والدلم وشقراء وتمثلت في وجود مركبات وأشخاص محصورين في تجمعات المياه في مواقع مختلفة وانقلاب مقطورات غرف جاهزة «كرافانات» بسبب شدة الرياح، حيث تمت مباشرة جميع البلاغات التي نتج عنها عدد من الإصابات».

الحيطة والحذر

أهاب المقدم الحمادي بالجميع إلى أخذ الحيطة والحذر والتقيد بتعليمات وإرشادات السلامة نتيجة استمرار التقلبات الجوية، وتوقعات استمرار هطول الأمطار، خاصة أثناء قيادة السيارة، والبعد عن التمديدات الكهربائية التي تعرضت لمياه الأمطار تفاديا للصعق الكهربائي، إضافة إلى تجنب الأماكن المكشوفة والقريبة من الأشجار أثناء البرق، وعدم المخاطرة بقطع مياه السيول، ومراعاة احتمال حدوث سيول منقولة، إضافة إلى الابتعاد عن الأجسام المتحركة وغير الثابتة أثناء نشاط الرياح.

سحب مياه الأمطار

باشرت بلدية محافظة الدلم، ممثلة في فرق الطوارئ، أعمال سحب مياه الأمطار من أماكن التجمعات التي خلفتها الأمطار الغزيرة، والتي هطلت الأيام الماضية على محافظة الدلم والمراكز التابعة لها، حيث نفذت البلدية خطة إدارة الفيضانات في وادي أم الحصاني ووادي جريف ووادي نعجان والأودية التي تصب في محافظة الدلم، لمراقبة هطول الأمطار وجريان السيول بالمحافظة، والتي حدت من الأضرار أثناء هطول الأمطار.

وأمنت البلدية المواقع الحرجة بالأحياء السكانية في المحافظة والمراكز التابعة لها كافة معداتها وآلياتها البالغ عددها 76 معدة و250 فردا للتعامل مع ما نتج عن الأمطار التي هطلت خلال الساعات الماضية.

الرياح الهابطة

أرجع أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند الحالة المطرية الكثيفة التي شهدتها العاصمة الرياض أمس إلى الرياح الهابطة.

وقال المسند -عبر حسابه في «تويتر»- إن «الرياح الهابطة هي المسبب في هطول أمطار صباح أمس، وهي تتشكل بفعل الحرارة العالية آخر النهار، والتي ترفع الهواء السطحي والرطوبة إلى أعلى، عبر ما يسمى بالرياح الحملانية، فتتكثف السحب، وعندما تصل الرياح الصاعدة «الحملانية» إلى قمم المزن الركامي بنحو 8 كيلومترات يبرد الهواء، فيكون كثيفا ثقيلا فيهبط».

وأضاف أن «هبوط الهواء قد يمر بطبقات جوية باردة عقب نزول قطرات المطر التي تبخرت عندها، مما يزيد من ثقل الهواء وتسارعه تجاه سطح الأرض بسرعة عالية تصل أحيانا إلى 100 كيلومتر بالساعة، وربما إلى 170 كيلومترا بالساعة، فتضرب الأرض بشدة مثيرة للغبار ومؤثرة سلبا على الممتلكات».

ظاهرة خطرة

أوضح المسند أن الرياح الهابطة قد تقلب بسرعتها الشاحنات المقطورة، مشيرا إلى أنها ظاهرة خطرة على الطائرات عند الإقلاع والهبوط، بل هي المسؤولة عن حوادث طيران سابقة.

وأكد أن «تأثير الرياح الهابطة يكون محصورا -عادة - في نطاق جغرافي ضيق نسبيا»، مضيفا أن مراقبة الرياح الهابطة والتحذير منها يتطلب مراقبة آنية بشتى وسائل الرصد الحديثة الأرضية والفضائية، حتى يتمكن المتنبئ الجوي من التحذير منها، وهذا الأمر يحتاج إلى جهات حكومية رسمية متخصصة.

تصريف السيول والأمطار

كشف أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، أن «جهات الاختصاص في الأمانة، فرغت من دراسة شاملة لمشاريع تصريف السيول والأمطار في المواقع غير المخدومة بالشبكة في المدن والبلدات والهجر، منها ما هو يجري العمل فيها، وأخرى سيتم طرح مشاريعها تباعا، وفق مشاريع مبادرات وزارة الشؤون البلدية والقروية الهادفة إلى تحسين المشهد الحضري لمدن المملكة».

تقلبات جوية

أبان المتحدث الرسمي بمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم عبدالهادي الشهراني، أن مركز القيادة والتحكم والتوجيه بالدفاع المدني في الأحساء لم يتلق بلاغات بسبب الأمطار منذ ورود التنبيه حتى صباح أمس.

وقال «وردنا تنبيه من الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن فرصة استمرار التقلبات الجوية وهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تصحب بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة، وقد تؤدي إلى جريان السيول على مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، والتي بدأت منذ مساء أول من أمس، وتستمر حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم في مدن ومحافظات المنطقة الشرقية».

أمطار متفرقة

هطلت أمس أمطار خفيفة على محافظة محايل، شملت معظم أرجاء المحافظة.

ونبهت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أمس، من هطول أمطار رعدية تصحب بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار على منطقة نجران، تشمل مدينة نجران ومحافظتي شرورة وحبونا والأجزاء المجاورة، تستمر حتى الساعة الـ2 فجرا أمس.

كما هطلت اليومين الماضيين أمطار خفيفة إلى متوسطة على منطقة القصيم، شملت محافظات البكيرية والرس وعددا من المراكز التابعة لها.