الجامعة صرحٌ علمي يضم كليات تقدم برامج في كثير من التخصصات والعلوم: هندسة، فيزياء، جيولوجيا، طب، اقتصاد، قانون... إلخ!، تمنح الجامعة شهادات وهي: بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه!.

وهنا، إليكم الوقفات التالية:

أولا

الشهادات تحمل عناوين باللغة الإنجليزية تستخدم في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية لأنها لغتهم!.

ثانيا

عندما يتم استيراد هذه الشهادات من دول الغرب، وإعادة تكوين عنوانها وترويجها ليستخدمها الناطقون باللغة العربية، تؤكد تزاحمنا على باب جحر الضب، أو أنه مؤشر على عجز لغتنا الجميلة التي نباهي ونبالغ حين نقول إن في أحشائها الدر كامن!.

ثالثا

شهادتا البكالوريوس والماجستير، مؤهلات تؤهل حاملها لدخول ميدان سوق العمل في مهن حسب تخصصه: مهندس، محاسب، محامي... إلخ، في ميدان سوق العمل تطغى المهنة على الشهادة، أي تبرز المهنة وتتوارى الشهادة مهما كانت!. في الخطاب لا نقول: يا بكالوريوس أو يا ماجستير!.

رابعا

شهادة الدكتوراه: درجة جامعية علمية تركيزها على البحث العلمي تؤهل حاملها للعمل أستاذا في الجامعات، أو باحثا في مراكز البحث العلمي.

خامسا

يلاحظ استخدام شهادة الدكتوراه وكأنها هي المهنة، إذ تتوارى مهنة حاملها وتبرز شهادة الدكتوراه في الخطاب، ونقول يا دكتور، وأصبحت تعكس مركزا ووجاهة اجتماعية أكثر منها مؤهلا علميا!.

سادسا

التنمية المستدامة للمجتمع تقودها الجامعات ومراكز الأبحاث، وهروب حامل شهادة الدكتوراه من الجامعات ومراكز الأبحاث إلى ميادين أخرى في سوق العمل إهدار لإمكانات تم الاستثمار فيها لتأهيله إلى مهنة راقية تقدم خدمات ومبادرات لتنمية مستدامة للمجتمع!.

سابعا

يلاحظ أيضا حرص علماء الشريعة وعلوم القرآن وتفسيره على لقب الدكتور، مع أنه يبدو أن لقب فضيلة الشيخ أكثر هيبة وتعكس تخصصه.

ثامنا

رواد وقامات اللغة العربية والمنافحون والغيورون يغريهم استخدام لقب الدكتور في الخطاب، مع أنه فيه ترويج للّغة الإنجليزية.

تاسعا

غازي القصيبي -رحمه الله- له مقولة «شهادة الدكتوراه لا تضيف لحاملها سوى تطوير مهارة منهجية البحث العلمي عنده»، لذلك يلاحظ أنه عند اختياره الفريق التنفيذي الذي يعمل معهم لا ينحاز إلى الدكتوراه، فتجد ضمن من عمل معه: المهندس محمود طيبة «رحمه الله»، والمهندس يوسف حماد «رحمه الله»، والمهندس عبدالعزيز الزامل، وفهيد الشريف، والمهندس عبدالله الحصين

عاشرا

تطوُّر وتقدم الدول الصناعية تقوده الجامعات ومراكز الأبحاث، عندما تتولى الكوادر دورها فيها.

لعله تكون هناك مبادرة لإعادة توجيه بوصلة هذه الشهادة، نحو الاهتمام للعمل في الجامعات والبحث العلمي، ولا يكون الهدف منها الوجاهة في المجتمع.