ما ذُكر أعلاه هو ما كان يحدث قبل 12 عاما تقريبا، أما منذ أن تم تغيير شعار الأحوال المدنية، وأصبح يضاف إليه «أحوالكم أحوالنا»، فتحول المبنى المتهالك إلى ما يشبه مباني الشركات التي تبحث عن أرباح من مرتاديها، وتحول إلى مبنى متكامل وبخدمات ضيافة عالية المستوى، وصار الموظف الذي كان لا ينجز لك طلبك إلا بعد 7 ساعات من الانتظار، قليل الحديث، كثير الإنتاج، سريع الخدمة، يتصف باللباقة والمعاملة بلطف، سواء كان يعرف أباك أو جدة جارك أو لا يعرفهما، كل ما يهمه الآن أن تغادر الفرع بعد خدمتك بشكل مثالي خلال مدة لا تزيد على نصف ساعة في الأوقات المزدحمة، ورغم أنه الموظف نفسه إلا أنها ليست الإدارة نفسها. ولأنها ليست الإدارة نفسها، وبتغيير الإجراءات الإدارية واعتماد الخطط التطويرية، فقد أصبحت كمراجع تحجز موعدا من جوالك الشخصي، لتحضر وتجدهم بالفعل قد عملوا على استقبالك، بما يشعرك وكأنهم يخدمونك مقابل المال وليس بالمجان كما هو الحال، وأصبح المريض وغير القادر على الحركة تتم خدمته في منزله، وأصبحت قوافل الأحوال المدنية تجوب المحافظات والقرى لتصلك وأنت في بيتك، وغيرها من الخدمات التي تشعرك بأن المبالغ التي صرفت على هذا القطاع لم تذهب عبثا، وكل هذا لأن المسؤولين هناك يعنون فعليا مقولة «أحوالكم أحوالنا».
السؤال هنا إلى المسؤولين في القطاعات الخدمية بالمملكة، والتي يتعامل معها المواطن والمقيم مباشرة، وما زالت تعمل بآلية الأحوال السابقة حتى يومنا هذا، نقول لهم: «متى ستشعرون أن أحوالكم أحوالنا؟».