واجهت فتاة يمنية تدعى «أصيلة»، 30 مسلحا حوثيا دفعة واحدة، حاولوا الاعتداء على منزل أسرتها بقرية ظفار، وتصدت لهم بمفردها بعد قتلهم عمها الذي حاول مقاومتهم، وتمكنت من قتل 4 منهم وإصابة 5 آخرين إصابات بالغة، فيما لاذ البقية بالفرار، لكنها ارتقت شهيدة متأثرة بما أمطرها به المهاجمون بوابل من طلقات اخترقت جسدها النحيل من مفرق الرأس إلى باطن القدم.

محطات

2002

ولدت أصيلة في قرية ظفار

2009

التحقت بالابتدائية

2011

تركت الدراسة في الثاني الابتدائي

تعلمت حمل السلاح وتعبئة الذخيرة وإطلاق النار على يد والدها


في موقف بطولي جديد يثبت جدارة المرأة اليمنية في مواجهة عناصر ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، واجهت فتاة يمنية اسمها «أصيلة»، 30 مسلحا حوثيا دفعة واحدة، حاولوا الاعتداء على منزل أسرتها بقرية ظفار بمنطقة العود في محافظة إب، لتتصدى لهم وجها لوجه بمفردها، وتتمكن من قتل أربعة منهم وإصابة خمسة آخرين إصابات بالغة، بينما لاذ من تبقى من المجموعة بالفرار، لتنال «أصيلة» بعد ذلك وسام الشهادة وتاج البطولة أمام فناء منزلها الحجري، بعد أن أمطرتها عصابات التمرد الإيرانية بوابل من الرصاص، لتخترق جسدها النحيل من مفرق الرأس إلى باطن القدم.

وجاءت بطولة «أصيلة» التي لها من اسمها نصيب كبير، لتجسد أروع بطولات المرأة اليمنية في مقاومة الميليشيات الانقلابية، من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والإنسان، وتؤكد من جديد رفض التدخل الإيراني في اليمن، ورفض تام لسلطة الحوثيين الانقلابية التي ارتكبت كل أنواع الانتهاكات ضد كل شرائح وفئات المجتمع اليمني على حد سواء، تلك العصابات الحوثية التي نسفت وضربت بكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، والعادات والتقاليد القبلية عرض الحائط.

الهجوم على منزل الأسرة

قال والد أصيلة صادق صالح علي الدودحي لـ»الوطن»: إنه كان على بعد قرابة خمسة كيلومترات من منزل أسرته وقت وقوع حادثة الاعتداء الحوثي على المنزل، وكانت الساعة قرابة 12 مساء، حينما حاصر قرابة 30 حوثيا المنزل مدججين بكافة أنواع الأسلحة، ومن مكان مرتفع أعلى البيت قاموا بالمناورة والاستفزاز، ليقوم شقيقه حسن «45 عاما» بتعبئة رشاشه الأتوماتيك ويخرج من المنزل لمواجهة تلك العصابات بمفرده والدفاع عن البيت والعرض والمال، ولكن بعد خروجه من البيت بثوان معدودة، أمطره الحوثيون بوابل كبير من الرصاص وأردوه قتيلا.

أصيلة تنتقم لعمها

أضاف صادق، أن ابنته أصيلة التي كانت تتابع إرهاب الحوثيين رأت عمها يسبح وسط دمائه، وقد سقط الرشاش من يده بجواره، وبينما اعتقد الحوثيون أن الأمر انتهى بمقتل حسن، وإذا بابنته أصيلة تخرج من المنزل وتزحف خلسة إلى موقع سقوط عمها الشهيد، وسحبت الرشاش الذي كان بجانبه، لتتوجهه إلى تبة مرتفعة اعتلاها الـ30 حوثيا بأسلحتهم الحديثة والمختلفة، وأطلقت عليهم من السلاح الرشاش 15 طلقة قتلت بها أربعة حوثيين وأصابت خمسة آخرين إصابات بالغة، بينما أمطرها الحوثيون بوابل كبير من الرصاص اخترق جسدها من رأسها إلى قدمها مع كافة محيط الموقع الذي كانت فيه، والذي تحول كل شيء فيه إلى أشبه بـ»المنخل أو المنجل»، لتسقط أصيلة شهيدة بين يدي ربها وتلحق بعمها حسن في ذات المكان والزمان.

تدخل الشقيقة نصيرة

وحسب والد أصيلة، فإنه بعد سقوط أصيلة شهيدة برصاص الحوثيين، خرجت شقيقتها نصيرة التي تكبرها ببضع سنوات، إلى موقع عمها وشقيقتها وأخذت الرشاش محاولة مواصلة مسيرة عمها حسن وشقيقتها أصيلة، وعند توجيهها السلاح تجاه الحوثيين ومع إطلاقها الطلقة الأولى، أمطرها الحوثيون بالرصاص لتتعرض لعدة إصابات متفرقة بين رأسها وجسدها، وهي الآن تتلقى العلاج في عدن.

موقف الأم وسلوك المجرمين

وأوضح والد أصيلة أنه بمجرد سقوط نصيرة جريحة لم يبق بالبيت غير والدته المسنة التي تجاوزت التسعين عاما، وزوجته والدة الشهيدة أصيلة والمصابة نصيرة، والتي خرجت فورا من البيت، وسحبت نصيرة بالتخفي لحمايتها من رصاص الحوثيين لتحملها بعد ذلك وتسير بها بها قرابة 4 كيلو إلى موقع طريق للسيارات من أجل إيصالها إلى المستشفى.

وبين والد أصيلة أنه بعد مقتل أصيلة وإصابة شقيقتها نصيرة هرب عناصر الحوثيين إلى عمارة قريبة تحت الإنشاء وتوزعوا في نوافذ غرفة، ليواصلوا إطلاق وابل من الرصاص على المنزل، ومحاصرته لعدم خروج أي شخص منه.

وأضاف أنه بعد تحصن الحوثيين في تلك العمارة، عاد البعض منهم إلى تلك التبة التي كانوا يتمركزون فيها، وقاموا بسحب جثث قتلاهم، وأدخلوها العمارة، وقاموا بحمل المصابين الخمسة ونقلهم مع الجثث إلى داخل العمارة، فيما كان البقية يقومون بحراستهم وحمايتهم من نوافذ تلك العمارة المهجورة.

7 قتلى من الأسرة

أكد صادق صالح علي الدودحي أن الحوثيين قتلوا من أسرته 7 أشخاص منذ سيطرتهم على اليمن، وفي الفترة الأخيرة زادت اعتداءاتهم على أسرته بشكل شرس ومتواصل، مبينا أنه منذ قرابة سبعة أشهر قاموا بقتل أخ آخر قبل قتل شقيقه حسن وابنته أصيلة وإصابة نصيرة، مشيرا إلى أن «الحوثيين يقولون، إن أسرته مع المقاومة، وإنها تعارض وجودهم، ولا بد أن تعترف بهم وتخضع لسلطتهم».

وأضاف أن منزله في تلك القرية محاط بجيران حوثيين في قرية المحجر بالضالع، وأن أهالي القرية التزموا الصمت دون أن يحركوا ساكنا، وكانت الأسرة تدافع عن نفسها من جانبها فقط.

آلاف الطلقات

أوضح والد أصيلة أن شقيقه حسن وابنتيه أصيلة ونصيرة أطلقوا قرابة 20 طلقة فقط من الرشاش الذي بحوزتهم، بينما أطلق الحوثيون أكثر من ألف طلقة قتلوا بها أخاه وابنتيه، مبينا أن إطلاق النار على منزل أسرته استمر من الساعة 12 منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة صباحا، وأن الحوثين كانوا خائفين ويطمعون في الوقت من أجل نقل الجثث والمصابين قبل أن يفاجؤوا بامرأة أو رجل يخرج من البيت لمواجهتهم. وذكر والد أصيلة أنه وأسرته اضطروا للخروج من القرية التي شهدت الحادثة ونزحوا إلى قرية القعرة بمديرية قعطبة من أجل دفن أصيلة وأخي حسن، وقال «كنت أخشى أثناء الدفن في تلك القرية أن يقوم الحوثيون بالاعتداءات على المشيعين مثلما فعلوا من قبل عندما قبرنا أخي صالح قبل بضعة أشهر، ولذا خشينا من حدوث مجزرة في المقبرة».

وذكر أبو أصيلة أنه ربى بناته على الشجاعة وعدم القبول بالمهانة مهما كانت الظروف، مشيرا إلى أن زوجته ترقد حاليا بالبيت بعدما شاهدت ابنتها أصيلة المتوفاة، وبعدما عانت أثناء إسعاف ابنتها الأخرى نصيرة وقامت بحملها مسافة كبيرة.

مطالب للشرعية

طالب والد أصيلة الحكومة الشرعية بسرعة تحرير اليمن من ميليشيات الحوثي الإرهابية التي قتلت الناس وأرهبتتهم وأهانتهم، حيث لا يوجد ذمة ولا ضمير أو أمانة لهم، لكونهم جماعة من الفسقة والطغاة، مشيرا إلى أن عناصر الميليشيات اعتقلت في وقت سابق شخصا مريضا نفسيا يعرفه الناس منذ 20 عاما، حيث يهيم في الطرقات والممرات ولا يؤذي أحدا والجميع يعرفه، وقاموا بضربه واعتقاله بتهمة أنه جاسوس، بينما هو مريض لا يعي شيئا.

وأشار أبو أصيلة إلى معاناة أسرته من ظلم واضهاد الحوثيين، ولكن أمله يبقى في المملكة العربية السعودية هذه الدولة العزيزة والتي فضلها على اليمن كبير، مناشدا تحالف دعم الشرعية في اليمن تحريرها من عصابات الحوثيين وإنقاذ اليمنيين ليعيشوا حياة آمنة بعيدة عن الرعب الذي ترتكبه هذه الشرذمة التي حرمت الناس من النوم وشتت شملهم وهدمت بيوتهم وقتلت أهلهم

من أوراق الشهيدة أصيلة

2002

ولدت في قرية ظفار بمنطقة العود في محافظة إب

2009

تم التحاقها بالمدرسة الابتدائية.

2011

تركت الدراسة في الصف الثاني الابتدائي.

بقيت في المنزل لمشاركة أسرتها أعمال البيت

تعلمت حمل السلاح وتعبئة الذخيرة وإطلاق النار على يد والدها

2019

استشهدت أمام منزلها عندما كانت تواجه بمفردها 30 حوثيا.