يقال أفضل الخدع وأسلمها هي الحقيقة البحتة فلا أحد يصدقها، وما فكرة أسبوع الإبداع البلدي إلا فكرة رائعة وجميلة ومواكبة للتطور، ومسارعة في دفع عجلة التنمية نحو التحول الوطني ووصول إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، وأجزم أن الوزير المُكلف يعرف مدلولات الإبداع في الوزارة، ويعلم عن التقارير الصورية. ولكن، ونضع تحت لكن ألف خط ونهتم بالأساس ونترك الديكورات الخارجية، إن ما يحدث من تنمية أمانة منطقة الباحة لا يوافق الإبداع، ولا يصل إلى تنمية مستدامة، ولعل أمير المنطقة المحبوب لديه اطلاع كامل حول إبداع الأمانة، وأكبر دليل الإنشاءات القديمة والحديثة، وما سوق الخضار ببعيد، ولا كوبري المستشفى بغريب عن الجميع. من أجمل الأفكار الإبداعية من أمانة المنطقة هي تغيير الأرصفة والإنارة في كل سنة من مرة إلى مرتين! كأنها قطعة «زولية» لا تؤثر على الناس ومصالحهم، وكأن الأهالي فرحون بهذا التغيير.. أليس من الأولى الاهتمام بطبقات الأسفلت ووجود المخططات الجديدة والتسهيل بالرخص لتنمية التجارة وفتح الطرق الجديدة ورعاية مصالح الناس أفضل من تغيير رصيف بمبالغ عالية، ولا ننسى الاستمرار بتغيير إنارة العقبة وكأنها علبة ألوان، فتجدها في نفق إنارة بيضاء تسر الناظرين، وفي نفق آخر زرقاء تعمي العين، وثالثة صفراء فاقع لونها، فيما كان الأحرى فتح متنزهات للمواطنين وإصلاح الحدائق المتهالكة أفضل من تغيير الإنارة. وأما أكثر فكرة إبداعية وأكملها وأغربها وأحسن ما توصلت إليه الأمانة، هي مخالفتها تصريح أمير المنطقة حيث قال في حديثه لجريدة المدينة بتاريخ 1440/2/19 ما نصه «.. أكد أن مشروع المنطقة المركزية سيتم نقله إلى موقع آخر يسهم في تنمية المنطقة»، وكان ذلك خلال إثنينية سموه، وهنا لا بد من التركيز على كلمة النقل وليس إعادة بناء أو ترميم أو إصلاحات، ويتضح أن الأمانة بالمنطقة فاهمة موضوع النقل بطريقة مختلفة عما نفهمه نحن، حيث ما زالت أوامر الإزالة قائمة والتعاويض مستمرة بالمنطقة المركزية الأولى بالباحة، وما زال البناء متوقفا في هذه المنطقة والأهالي لا يعلمون غير ما يُنشر في الصحف وما يتناقلونه بينهم مما ورد إليهم، كخبر نقل المنطقة المركزية، وما زال بعضهم مشتت الفكر هل ستزال المنطقة أم ستبقى، أم أنها ستُترك آثار وأطلال يُكتب على جدرانها بواسطة أحد موظفي الأمانة «عليكم مراجعة إدارة التعديات»، وهنا ليس للأهالي إلا قول «ما معاكم خبر زين يا رسول السلامة لا تخيب ظنوني..». إن ما يحدث من ازدواجية بمنطقة الباحة وعدم التنسيق الصحيح يؤديان إلى تشتيت المنطقة، ولا مستفيد من عدم التنسيق إلا فئة قليلة يريدون إيصال رسالة إلى الأهالي مفادها قول الشاعر «أحزن إذا شفتك مع الناس مرتاح.... وافرح إذا ضاقت عليك الوسيعة». يقول هيرمان ملفيل «من الأفضل أن تفشل في الإبداع على أن تنجح فيما قلدت به غيرك».