كرّم وزير الداخلية، رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية، نخبة من القيادات الأمنية والعلمية الذين تخرجوا هذا العام، وتجاوز عددهم أكثر من 418 خريجا وخريجة، لتدفع بهم الجامعة إلى البلاد العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

وكان حضورا لافتا يوم أن شرّف الحفل الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، كونه رئيس المجلس الأعلى للجامعة، والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، الذي أقر في جلسته الأخيرة الخطة الإستراتيجية الجديدة للأعوام 2019 - 2023، وهي خطة خمسية وصفها رئيس الجامعة الدكتور عبدالمجيد عبدالله البنيان، بأنّها بنيت على أسس علمية دقيقة، أخذت في الحسبان قواعد البناء ذاتها التي أسسها أمير الحكمة نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وجاء حفيده الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، ليكمل المسيرة الأمينة في قيادة منظومة عربية عالمية فريدة، لهذا جاءت هذه الإستراتيجية بالتأكيد، وبعد أخذ آراء المستفيدين من خدمات الجامعة، خصوصا وزارات الداخلية في الوطن العربي لمعرفة احتياجاتهم، كون الجامعة الذراع العلمية لمجلس وزراء الداخلية العرب، بحيث تكون الجامعة، وهو كذلك، المؤسسة الأولى في إعداد القادة والخبراء العرب في المجالات الأمنية.

وقد شاهدتُ خلال حضوري هذه الاحتفالية أن هناك تركيزا على الأبحاث التطبيقية لمعالجة جرائم العصر ومستجداتها، والقضايا الأمينة المُلحّة في مجالات الجريمة ومكافحة الإرهاب، وغسل الأموال والجرائم الإلكترونية.

كان يوم التخرج مختلفا في تخطيطه وتنوع برنامجه، إذ وقف وزير الداخلية على أحدث التطورات والبرامج التي ستطلقها الجامعة في برامجها المستقبلية، عبر كلياتها ومجالها التدريبي الجديد الذي تحول إلى وكالة تشرف على برامج التدريب مع القطاعات الأمنية في الداخل والخارج، والقيام بتصميم برامج تنُاسب، كما رسمت الخطة، كل دولة على حدة، ووفق برامجها التي تلبي رغبة وزارات الداخلية العربية، إذ بينها قواسم مشتركة يجب تعزيزها والدفع بها إلى نقلة نوعية تسهل على القيادات الأمنية الاستفادة من برامج الجامعة المتنوعة.

ويبقى أمام اللجان العاملة في وزارات الدول، كلٌّ فيما يخصه، أن يضع برنامجه وحاجاته حتى تضمّن خطة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي يظل اسمها مميزا من بين الجامعات في الوطن العربي، وهذا ما ستحقّقه الأيام المقبلة عبر رحلات مكوكية يقوم بها المختصون في هذه الدول وزملاؤهم في جامعة نايف العربية للعلوم الأمينة، عبر مجالات تهم المواطن العربي، مثل قضايا الإرهاب ومحاربتها والدور الإعلامي المنوط بهذه الدول للدفع بها نحو صياغة موضوعات إعلامية متناغمة تعطى للمختصين في الدول الشقيقة، إذ إن الخطة الإستراتيجية الجديدة للجامعة ستُعالج مختلف الموضوعات، وهو ما أُعلن عنه عبر هذه الاحتفالية المبهجة للجامعة ومنسوبيها والمستفيدين من برامجها في القطاعات الأمنية.

ويتطلع الجميع في المنظومة الأمنية عربيا، إلى أن تحقق لهم طموحاتهم التي أقرّها وزراء الداخلية في كل دولة، برئاسة الأمير عبدالعزيز بن نايف، في دولة المقر المملكة العربية السعودية، التي طالما وضعت كل إمكاناتها وقدراتها لإنجاح المشروعات العربية المشتركة. دام الجميع بخير.