بالأمس، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الجهات المعنية في المملكة بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية إلى السودان، تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية. وكانت المملكة أعلنت تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني الشقيق حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني الشقيق، مؤكدة دعمها الخطوات التي أعلنها المجلس في المحافظة على الأرواح والممتلكات، والوقوف إلى جانب الشعب السوداني، معربة عن أملها في أن يحقق ذلك الأمن والاستقرار للسودان الشقيق. ودعت الشعب السوداني -بجميع فئاته وتوجهاته- إلى تغليب المصلحة الوطنية، بما يحقق تطلعاتهم وآمالهم، وتجاوز جميع الظروف والصعاب. هذه هي الأخوة، وهذه هي الصداقة، وهذه هي نتيجة التقارب بين الشعوب العربية، وهنا يتحقق معنى الحديث الشريف: «المؤمنون كالجسد الواحد». ففي الصحيحين عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وفي الآخر: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى». هذا الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل «رحمهم الله أجمعين». تلك العبارات التي صدرت عن المملكة بالشأن السوداني، ما هي إلا بلسم على الإخوة السودانيين، وتأكيد لهم أن المملكة هي الصديق الذي تجده عند الضيق قبل السعة، ولا شك أن الشعب السعودي -وعلى رأسه خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين- تألموا أشد الألم مما أصاب هذا الشعب، ولهذا صدرت تلك التوجيهات الكريمة. هذا إضافة إلى الوفد الاقتصادي الذي سبق وزار هذا الجار الكريم الذي نتمنى له أن يفيق مما ألمّ به عاجلا، كما نتمنى أن يحرص هذا الشعب الأبيّ على تغليب المصلحة الوطنية العامة بما يحقق تطلعاته وآماله، وأن يتجاوز جميع الظروف والصعاب التي ألمّت به، وأن يعود الأمن والأمان والاستقرار في كل بيت، وأن يبقى السودان هو السودان الذي عرفناه وجاورناه. فاللهم أنعم على هذا البلد بالرخاء والاستقرار الدائم، واجعل وطننا دائما وأبدا آمنا قادرا على تقديم المشورة، ومد يد العون لكل محتاج، فأنت الكريم.