ترددت بعض الشيء في كتابة هذا المقال، وقويت نفسي بمقولة شهيرة نصها: «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، والتي يحصرها بعض محدودي الفكر، في فكرة واحدة فقط، وهي (الإنكار)، لا غير، مع أنها موجبة -من زاوية أخرى- لنشر حقائق الفضائل، وضرورة القيام بتعداد المحاسن والنعم، لما لها من أثر بالغ في صبغ الحياة بالجمال، وملء القلوب بالسرور.

الأهداف المدونة لوزارة الداخلية هي: «تحقيق الأمن والاستقرار في كل أنحاء المملكة، وتوفير أسباب الطمأنينة والأمان لأبنائها، ومحاربة كل أشكال الجريمة والرذيلة والفساد، بهدف الحفاظ على سلامة المجتمع السعودي وضمان تقدمه»، و«تأمين سلامة حجاج بيت الله الحرام وحمايتهم من المخاطر، ليتسنى لهم تأدية مناسكهم وعبادتهم بحرية كاملة وأمان تام»، و«تحقيق التعاون والتنسيق الأمني مع الدول العربية المجاورة ودول مجلس التعاون الخليجي لحماية الأمن الداخلي والخارجي، ومكافحة الجريمة والمخدرات والتهريب، وتبادل المعلومات الأمنية، وتنظيم اللوائح والنظم المتعلقة بالهجرة والجنسية، وغيرها من المجالات»، و«دعم وتعزيز التعاون والتنسيق الأمني مع الدول العربية، بهدف حماية المكتسبات والإنجازات الحضارية الشاملة، وتوطيد دعائم الأمن الداخلي والخارجي في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة، ومكافحة الجريمة والإرهاب والمخدرات، وتطوير الأجهزة الأمنية العربية وتحقيق تقدمها وتطورها»، ومع أهمية هذه الأهداف السامية إلا أن هدفا آخر موجود، وغير مكتوب بالنص، ويستحق التنويه له، وهو ذلك الجانب المشرق لوزارة الداخلية في بلادي المملكة العربية السعودية، وأقصد تحديدا تسجيلها أسمى المواقف الإنسانية التي تعكس الوجه الحضاري لها، وتفردها في مختلف المسائل التي تعكس رؤى قيادتها الحكيمة في النهضة الوطنية الشاملة، وأخذ الجانب الإنساني لحيز كبير في اهتمام قائد ربانها: الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود، الذي ربما لا تكفيه الـ24 ساعة يوميا من أجل أعمال وزارته، لولا إتقانه فنون إدارة الوقت، فضلا عن الهمة العالية التي جعلته متميزا في تدبير أحواله، وترتيب أموره، ووسط مهام وزير الداخلية الجسيمة، سنحت لي فرصة الجلوس المنفرد، مع سموه في مكتبه الخاص بالوزارة، في عاصمتنا الغالية، الثلاثاء الماضي، بعد فراغه من اجتماع مجلس الوزراء، وحضور قسم السفراء، وأبهرني البعد الشرعي في حديثه، والجانب الإنساني الواضح في شخصيته، ولعل أهم ما أستطيع تلخيصه هنا، هو تقدير الأمير عبدالعزيز للاختلافات (الفقهية) و(الفكرية)، وتأكيده على التحذير من البدع المذمومة، التي لا يوجد لها أصل شرعي، يدل عليها، وتنويهه عن رحمة الاختلاف، وجمال التنوع، وعدم إمكانية تسيير كل الناس برأي واحد.

الأمير عبدالعزيز، شخصية إنسانية رائعة، ولديه قدرة كبيرة في بعث الطمأنينة، واحتواء الهموم وتخفيفها، وما تأكيده على (الباب المفتوح)، وأن (الإنسان السعودي) همه، وأنه (امتداد لمن سبق)، إلا بعض الأدلة على حالة التلاحم الأزلي الذي تعيشه مملكتنا العربية السعودية، وقوة العلاقة الفريدة المتميزة بين السعودي وقيادته الفذة: سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حفظهما الله ورعاهما، ومعاونيهما من القيادات الشابة الملهمة، وأخص بالذكر منهم من عرفت، الأمراء النبلاء: بدر بن سلطان، نائب أمير منطقة مكة، وسعود بن عبدالله، مستشار أمير منطقة مكة ووكيل محافظة جدة، وعبدالله بن بندر، وزير الحرس الوطني.