استطاع مهرجان القصيم للسيارات الكلاسيكية «كلاسيك القصيم 3» أن يجسد العديد من احتياجات واستخدامات السيارات مع بداية عهد النهضة الحديث للمملكة، في بداية الخمسينات الميلادية، وكيف كان التعامل معها بوصفها أحد مخرجات الثورة الحضارية في العالم أجمع.

قوافل الحجيج

يستوقفك وأنت تخطو خطواتك الأولى لمقر المهرجان، ذلك الصوت الجهوري القوي الذي ينادي «يالله يا حجاج.. مشينا مشينا» ليحكي للزائر كيف كانت حملات وقوافل الحجيج تستعد وتتهيأ للرحيل إلى الأماكن المقدسة لتأدية فريضة الحج، في ظروف اجتماعية واقتصادية متفاوتة ومتباينة بين أعضاء الحملة، منها ما هو مطمئن يجد قوت يومه، ومنها ما هو يرجو على الدوام صلاح الحال.

مظاهر الحياة

قال الرئيس التنفيذي للمهرجان أحمد الصقري: في هذه الفعالية تحتشد الجموع وتتوافد متحلقين حول «السيارة» التي ستقلهم إلى مكة المكرمة، بعد أن بدأت بواكير التطور والتمدن تطل برأسها على مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، ليتجاوز المجتمع قوافل الإبل، وقاطرات الراجلة التي تقطع المسير في شهور يشوبها كثير من الصعاب والمخاطر، مع ظهور بواكير السيارات والمركبات التي تعمل بالوقود.

وأضاف، ومع أن مطية الرحيل والسفر قد اختلفت تماما من الدواب إلى المركبات التي تعمل بالوقود والمحروقات، إلا أن تعامل المسافرين معها لم يختلف كثيرا من حيث كفاية أدنى ظروف الركوب وإيجاد المكان، فالتزاحم وعفوية الحاجيات والمؤنة، وبساطة الجلوس، وعدم التكلف في الاستعداد، كلها ثقافات بسيطة انتقلت مع الركاب إلى السيارات من الجمال والدواب، مبينا أنه تبدأ استعدادات السفر باكرا من حيث توفير النقود والأجرة لقائد المركبة، ومن ثم تجهيز الحاجيات والأغراض الشخصية، ومن ثم الاتفاق على موعد في المكان والزمان ليجتمع الجميع في ساعة مشهودة لتنطلق مركبات الحجيج وسط مظاهر توديع واشتياق تملأ الساحة من الأهل والأقارب .