انقضى نصف عام على إعلان الهيئة العامة للرياضة إنشاء 4 ملاعب خاصة بأندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي في غضون عامين، دون أن يتم تفعيل المشروع التاريخي الذي قوبل بترحيب كبير من رؤساء تلك الأندية وطارت به الجماهير فرحا، والذي كان يفترض أن تخصص المرحلة الثانية منه لإنشاء ملاعب لباقي الأندية.

ضعف الجاهزية

جاء الإعلان عن إنشاء الملاعب الجديدة جراء معاناة الأندية السعودية من أزمة ملاعب لإقامة المباريات عليها بسبب عدم جاهزية بعض الاستادات في بعض الأحيان، أو سوء زراعة أرضياتها أو حاجتها لإعادة التأهيل أو الصيانة التي تجري عليها. حيث تضطر الأندية إلى نقل المباريات أو تأجيل لقاءات في الجولة. فعدد من الملاعب السعودية تجد امتعاضا من الوسط الرياضي في كثير من الأحيان نظرا لتأثير سوء أرضياتها على سلامة اللاعبين وإصاباتهم، ودفع هذا الوضع إلى وجوب التدخلات في ملاعب المملكة التي طالما تحتاج إلى تطوير أو تغييرات.

مواقع مقترحة

كانت المواقع المقترحة لبناء الملاعب الأربعة للأندية عليها هي قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، لتمثل النصر أو الهلال. وكان الموقع الثاني أرض الرائد المملوكة لصندوق المستثمر العقاري بمساحة 612 ألف متر مربع. أما المنطقة الثالثة فهي منطقة وادي لبن، والتي تبلغ مساحتها 950 ألف متر مربع، ويصل طولها إلى 4 كم. وبالنسبة لعروس البحر الأحمر، فمن المفترض أنه كان يقام فيها استاد عالمي على موقع ملعب معهد قوات الدفاع الجوي والذي أنشأ عام 1989.

كما كان من المزمع إقامة ملعب دولي في أرض بقلب جدة تبلغ مساحتها 205 آلاف متر مربع، وموقع مصنع الإسمنت القديم بحي النهضة الاستراتيجي على مساحة مليون متر مربع، والذي يتميز بقربه من البحر الأحمر ومطار الملك عبدالعزيز الدولي.

الشكل الفني

ووفقا للإعلان، تبلغ السعة الجماهيرية للملاعب الـ4 الجديدة للأندية المستفيدة وهي الأهلي والاتحاد والهلال والنصر 35 ألف متفرج لكل على حدة، والهدف منها هو الدخول إلى عالم الخصخصة من خلال الاستثمار بتمويل من البنوك السعودية، وتنفيذ مرتكزات برنامج التحول الوطني، على أن يكون الشكل الفني يشبه تحفة معمارية مستوحاة من ملاعب شهيرة مثل ملعب مرسيدس بنز الأميركي في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، الذي يتميز بسقف متحرك، وصالات مجهزة لكل المناسبات، لتكون الملاعب الجديدة مناسبة لإقامة الفعاليات الرياضية والفنية والاجتماعية، وقابلة للتوافق مع كل الظروف والمتغيرات، على أن تخوض الأندية مبارياتها الدورية في ملاعبها الخاصة أمام الأندية الأخرى غير الجماهيرية، فيما ستكون مواجهات ديربي العاصمة في استاد الدرة، وديربي جدة في الجوهرة.

زيادة المداخيل

يعد ملعب النادي هو أهم مدخل لتحقيق مداخيل مالية من خلال زيادة الإقبال الجماهيري واجتذاب عقود رعايات وإعلانات كبيرة، فهو يشكل مكسبا ضخما للأندية. وهذه المداخيل تعتمد على مزايا ومواصفات الملعب الممتازة، وهي تمنح الأندية القوة في مجال الاستثمار، وعملية بناء ملاعب كرة قدم هو أفضل خيار لزيادة الإيرادات وتحفيز المستثمرين، بجانب مزايا النقل التلفزيوني حتى أن الأندية كانت تتهيأ لإنشاء متاحف لها في ملاعبها.

مصير مجهول

واليوم يضع الشارع السعودي علامة استفهام وسط غياب أي معلومات حول الشروع في تنفيذ مشاريع بناء ملاعب الأندية السعودية أم هناك تصور آخر لحل مشكلة الملاعب السعودية سواء بالتطوير الأمثل أم ببناء صروح جديدة لإقامة مباريات عليها للمسابقات المحلية، وأيضا تساعد على استضافة استحقاقات قارية ودولية للأندية والمنتخبات على حد سواء.

وجود استادات جديدة يجذب الجماهير ويحفز المستثمرين

المتاحف إحدى المزايا التي كانت ستتحقق في الملاعب

عدم الشروع في بناء ملاعب الأندية يفتح باب الأسئلة

هل سيتم البدء في المشروع أم يتعثر أم يتعلق أو يتوقف

الأندية كانت تتهيأ للخصخصة ورفع المداخيل المالية