أزاحت بلدية المسيجيد التابعة للمدينة المنورة، مؤخرا، الستار عن تمثال مبنى مدرسة الصحراء الذي حققت شهرة تاريخية واسعة كونها أول مدرسة نظامية أسست في البادية بصحراء المدينة لتعليم أبناء البادية قبل 76 عاما. واختارت بلدية المسيجيد أن تخلد ذكرى مدرسة الصحراء بوضع مبنى يمثل المدرسة عند تأسيسها يكون بوابة لدخول المركز عند شروعها بأعمال توسعة لمداخل المركز. وتحتل مدرسة الصحراء اهتمام السواح ورجال الفكر والعلم والباحثين في تاريخ العالم الإسلامي ممن يقصد المدينة لزيارة المواقع التاريخية على طريق الهجرة النبوية. يذكر الباحث محمد الرتوعي أحد أبناء المنطقة أن مدرسة الصحراء أحد معالم تاريخ المدينة المنورة التعليمية، ولا يذكر تاريخ التعليم دون أن يتوقف عند مدرسة الصحراء بالمسيجيد، مشيرا إلى أنها أسست على يد علي وعثمان حافظ عام 1365، أول الأمر بـ13 طالبا في غرفة بقهوة، ثم تطورت المدرسة واحتلت مبنى واسعا، كما واجه العاملون عليها متاعب في تأليف الطلاب وأوليائهم لقبول الدخول في المدرسة، فقد كان شيئا جديدا عليهم، فأصدر الملك المؤسس أمرا بإعطاء مكافآت مالية بسيطة لكل طالب نصف ريال يوميا تدعيما للمدرسة وحثا لأبناء البادية على الدراسة والإقبال عليها.