أثارت تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصر الله، عن احتمال نشوب حرب مفاجئة مع إسرائيل هذا الصيف في لبنان، قلق أوساط سياسية لبنانية، خاصة بعد تأكيد إسرائيل حصول الحزب على صواريخ C-802 المضادة للسفن، ووضعها على شواطئ لبنان وسورية، محذرة من تهديد هذه الصواريخ لحرية الحركة البحرية للسفن الإسرائلية.

وقالت مصادر مطلعة، إن فتح حزب الله جبهة مع إسرائيل خارج قرار الدولة والإبقاء على السلاح غير الشرعي لحزب الله تحت مزاعم مقاومة إسرائيل، يجعل من لبنان خارجا عن القرارات الدولية والالتزامات المطلوبة لحفظ أمنه واستقراره، مشيرة إلى أن نصر الله أراد إيصال الرسالة في خبر الحرب الإسرائيلية في الصيف، ردا على العقوبات الأميركية التي فرضت على الحرس الثوري لأنه» كالعادة تخوض إيران حروبها بالوكالة وليكن لبنان البلد المرشح للموت والخراب. والنتيجة أن الموسم السياحي الموعود انتهى والأزمات إلى تفاقم، واللبنانيون سيقطفون في ذلك «ثمار» السلاح خارج الدولة».

الصواريخ المضادة للسفن

وكانت مصادر لبنانية، قد ذكرت في وقت سابق أن تأكيد إسرائيل الأخير يعني صحة المعلومات التي نشرت في أوقات سابقة حول امتلاك حزب الله لصواريخ C-802 المضادة للسفن، مشيرة إلى أن مخاوف إسرائيل قد تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التهديدات الإيرانية في محاولة أخرى لفك الحصار عنها نتيجة العقوبات والموقف الدولي شبه الموحد من أهمية الحد من نفوذها الذي يهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.

وقالت المصادر، إن الفرنسيين قدموا وثائق تثبت ادعاءات إسرائيل بوجود مصنع للصواريخ الدقيقة لدى حزب الله في لبنان، سعيا لتطوير المنظومة الباليستية، وطلبوا من لبنان اتخاذ مواقف واضحة من هذا الأمر لاسيما وأن الخيارات العسكرية قد تكون واردة عند إسرائيل بينما لبنان لن يتحمل تبعاتها. وأكدت المصادر أنه من الحكمة اتخاذ مواقف رسمية محددة من هذا الموضوع والعمل على تفكيك هذه المصانع صونا للاستقرار في لبنان وحتى لا يقع البلد في حالة حرب، بينما هو بأمس الحاجة إلى تجنب مصائبها.

ازدواجية الخطاب اللبناني

وأوضحت المصادر أن الدول لن تغفر ذنوب لبنان هذه المرة خصوصا أن التحذيرات الغربية مستمرة من خلال الزيارات واللقاءات، وقد جرت ملاحظة تهرب لبنان في سياساته الخارجية من تحمل مسؤولياته في التعامل مع حزب الله وإلقاء مشكلة التعامل مع سلاحه بالترويج إلى أنه مشكلة إقليمية وليست داخلية، أما الحديث عن سياسة «النأي بالنفس» فلم يجر تطبيقه من قبل الدولة، وهو ما أدى إلى إثارة «البلبلة» بين المسؤولين الغربيين الذين زاروا لبنان حيث لاحظوا ازدواجية الخطاب الرسمي، لا سيما ما يصدر عن وزارة الخارجية اللبنانية.

وقالت المصادر، «إنه حان الوقت لعدم لعب الدولة اللبنانية على الحبلين»، مشيرة إلى أن الأجدى للحكومة أن تتخذ مواقف واضحة ضد سلاح حزب الله قبل أن يجر الحزب لبنان لحرب جديدة ضد إسرائيل.