المتطرف دينياً يصعد على المنبر ويخطب كل جمعة في المصلين ويبث روح الكراهية، اللهم دمر الغرب؟! اللهم شتت شملهم؟! اللهم مزقهم كل ممزق؟! ولم يدرك المجتمع أن هذا الذي يخطب هو أخطر على المجتمع من الغرب نفسه، وخطر أيضاً على نفسه، فزمان الصحوة الآن يحتضر ولكن لم يمت، وزمان الإخوان والسرورية والطائفية المتعصبة يحتضر ولكن لم يمت، فقد يعودون كما عادوا في مصر من بعد تسعين سنة، حكموا ودمروا كل شيء في سنة واحدة.

(2)

المعلم والأب والأم المتطرفون فكرياً واجتماعيا، الذين يتحفوننا في كل يوم بأن التعليم مختطف، وأن التعليم يمر بأسوأ مراحله بمنع الضرب مطلقاً، وتغييب دور المعلم، لم ينظروا بعين إيجابية، ولم يتصفحوا الإحصاءات التي وصلنا لها، ولم يدركوا حجم الاستثمار في تطوير العمران والإنسان، الذي أصبح الآن بمجتمعنا الأول بعقله بين الشعوب، حينما يشاركون في محافل عملية تجد الأول والثاني سعودياً. والشاب في العشرين والثلاثين يمتلك قدرات ومقومات تؤهله لأن يكون بين الدول العشر المتقدمة تعليماً وفكراً حضارياً.

(3)

الموظف المتطرف إدارياً هو الذي يطبل لمديره ويقدسه ويمجده ويضع صورته على حائط غرفته، وعلى طاولة مكتبه، وعلى وسادته، ويقبلها قبل أن ينام، وحيثما ذهب التقط صورته، ويكتب على الجدران (محقق الأحلام محطم المستحيل المنجز المبدع)، هو أخطر على المجتمع من البطالة، وأخطر من الجاهل والمتخلف، وأخطر من الأمي الذي لا يعرف دربا للقراءة والكتابة.

عزيزتي... عزيزي

كن وسطياً في دينك وفكرك وفي مجتمعك وفي بيتك، فعلماء الدين الذين شهدت لهم الأمة قبل أن يعلمونا دين الوسطية ما زالوا يناقشون، وحينما تأتي بالحق لا يجحدون ذلك، ولا ينكرون، وإنما يتفقون معك، وكانوا متواضعين، لم يتملقوا ولم يتزلفوا ولم يتشدقوا، وعلماء النظرية والفكرة كانوا من أهل الوسطية، لم ينحرفوا نحو بوصلة التطرف، ولم يتخلفوا يوماً، فكانوا وسطاً بكل شيء. فالوسطية ليست بالدين فقط وإنما في كل شيء من أمور حياتك.

فهل أنت بعد كل ذلك متطرف أم وسيط؟ أعد ترتيب أبجديات فكرك وعقلك؟!