ارتبط في أذهان كثير من الطلاب وللأسف حتى بعض أولياء الأمور أن الامتحانات عبارة عن كابوس دوره إشغال الآباء والأمهات والطلاب، فهي ثقافة اجتماعية ليس من السهل التخلص منها، رغم أن الهدف من الامتحانات هو معرفة مدى التحصيل الدراسي الذي حققه الطالب خلال الفصل الدراسي أو العام الدراسي، لكن هناك أسباب تقف خلف تحويل الامتحانات من أداة لقياس مستوى التحصيل إلى مجرد كابوس يشعر الطالب بالخوف أو حتى الهلع، وبعضهم أحيانا يأتيه (فوبيا الامتحانات).!

تطور التعليم وتطورت معه أساليب وضع أسئلة الامتحانات، فبعد أن كانت تعتمد على الأسئلة المقالية بكل أنواعها (تحدث، أذكر، متى، عدد، اشرح، وضح، قارن) حلت موضعها الأسئلة الموضوعية (اختيارات متعددة، المزاوجة، الصح أو الخطأ) كل هذا أتى خدمة للطالب ولمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، فمنهم من قد لا يجيد الإجابة على أسئلة مقالية، فبإمكانه أن يجد في الأسئلة الموضوعية فرصة لتحسين مستواه، وكل ذلك سعيا للارتقاء بأدوات التقويم.

سؤال يطرح نفسه: لماذا يبذل بعض الطلاب وقتا طويلا في المذاكرة ومع ذلك ينالون درجات أقلا؟ وفي المقابل، هناك طلاب يبذلون وقتا قصيرا، لكن يحصلون على درجات مرتفعة وعالية! قد يكون للذكاء علاقة، لكنه لا يعتبر السبب الوحيد في ذلك، فطريقة المذاكرة تصنع الفارق، فهناك طريقة خاطئة وهناك طريقة صحيحة، وأيضا بعض الطلاب لا يؤمن بالعبارة القائلة (كلما زاد الاستعداد قلة المخاوف) و(كلما تأخر الاستعداد زادت المخاوف) في كتاب (مهارات الحياة الجامعية) للدكتور محمد جمل يشير إلى نقطة فارقة مهمة في استقبال الامتحانات وهي: «تعامل معها على أنها شيء مفيد أو هواية أو تحد، ولا تتعامل معها على أنها كابوس أو وحش ينتظرك».

ليس بالضرورة أن يكون مفهوم الامتحان واحدا، فهناك أفكار مبدعة يمكن استبداله بها، مثلا: الامتحان عبارة عن مقابلة شخصية للتحاور مع شخص آخر عبر الإجابة على الورق، انظر إلى أنه كتاب قرأته وتحاول مراجعة المعلومات التي قرأتها، ومن الأفكار الإبداعية استبدال غلافه الخارجي بغلاف آخر واختر له ما شئت من المسميات، أو انظر إليه وكأنه مجلة تقرأها أو أعد تجليد غلافه وضع له عنوانا يناسب ذوقك، المهم تجاوز الحاجز النفسي بين العقل والمادة الدراسية.

وحتى أجنب نفسي المثالية، فهذه الأفكار لم أطبقها في حياتي سوى في نهاية دراسة الجامعة والماجستير، لكن وجدت لها أثراً في تجاوز بعض المواد الصعبة بالنسبة لي.