الحمد لله رب العالمين القائل (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) أي: هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك، له، ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة، المهتدون في الدنيا والآخرة)، الكل سمع وقرأ هذين الخبرين اللذين أعلنهما أمن الدولة، فبالأمس القريب حاول المفسدون في الأرض الاعتداء على مركز المباحث العامة بمدينة الزلفي، وخيب الله أمرهم فقد اصطادهم حراس الأمن قبل أن يصلوا إلى هدفهم، وهم أربعة من أبناء الوطن أزهقوا أرواحهم في سبيل الشيطان، ومن سيرهم سواء داعش أو غيرها، ثم اصطاد حراس الأمن -وفقهم الله- 14 من الجرذان، وكلهم أيضا سعوديون، هؤلاء تم القبض عليهم في عملية استباقية، وكان ذلك نتيجة لمتابعة الجهات المختصة لأنشطة العناصر الإرهابية، حينما رصدت مؤشرات قادت -بفضل الله- إلى الكشف عن وجود ترتيبات لتنفيذ أعمال إجرامية يستهدفون بها أمن البلاد ومقدراتها... إلخ. في البداية نشكر المولى -عز وجل- أن هيأ لهذه البلاد حكومة على رأسها صاحب العزم والحزم الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، وعلى يمينه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقه الله ورعاه، تسهـر على راحة وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها، ومن ثم نجزي عظيم الشكر والامتنان لأبناء الوطن المخلصين حراس الأمن الذين دائما وأبدا يعرضون أنفسهم للأخطار المحدقة بهم أثناء قيامهم بمثل تلك العمليات المحبطة لنوايا أولئك الإرهابيين، فالأمر محزن بسبب أن من قام ومن نوى أن يقوم بأعمال إرهابية ضد أمن الوطن ومقدراته من أبناء جلدتنا، ومن ثم فالأمر سار جدا لتمكن رجال الأمن من القبض على تلك الفئات الباغية قبل أن تصل إلى أهدافها. والعقوق يكون أشد ألما حينما نعلم أن هؤلاء أو بعضهم من تلك المحافظة ذات التاريخ، ومن ثم ألا يعلم هؤلاء الإرهابيون ومن هو خلفهم أن رجال أمننا لهم بالمرصاد حتى لو ناموا فعيونهم وقلوبهم لا تنام، فهم وراءهم حتى لو دخول جحور الجرذان فسيلاحقونهم حتى يمسكوا بتلابيبهم. والأمر العجيب كيف يجرؤ هؤلاء على عقوق والديهم قبل عقوق وطنهم الذي تنسموا عبير هوائه وشربوا من زلال مائه، وافترشوا أرضه، واستظلوا بسمائه وتعلموا على أيدي أساتذته، كيف يجرؤ هؤلاء على تلويث سمعة آبائهم وأمهاتهم بل وأسرهم وعشائرهم، أخص منهم من هو بسن الرجولة، وربما أنهم أرباب أسر، كانت تنتظرهم!!

وختاما أسأل المولى -عز وجل- أن يحمي بلادنا وأهلها من كل سوء، فهي أرض الخير والبركات، أرض الحرمين الشريفين اللذين شرفنا الله بخدمتهما. فالله يحميك يا بلادي.