ستبقى بلادنا المملكة العربية السعودية «عصية» على الإرهاب والإرهابيين، وعلى كل من يريد بها شرا أو فسادا، وستبقى بعون الله وسنده، ثم بفضل بسالة جنودنا الأبطال حراس الوطن، آمنة مطمئنة إلى قيام الساعة إن شاء الله، ولن يستطيع أعداء الوطن أن ينالوا أهدافهم، مهما حاولوا حبك الخطط والمؤامرات والدسائس، من أجل أن يعبثوا باستقرارنا وأمننا، وحتما، وبإذن الله، ستبوء كل محاولاتهم بالفشل ومن يقف خلفهم، كما حدث مؤخرا، حينما تصدى جنودنا الأبطال لمجموعة من الإرهابيين حاولوا الاعتداء على مركز مباحث محافظة الزلفي، تلك المحافظة الوادعة الهادئة التابعة لمنطقة الرياض، ظنا منهم باختيارهم لها، أنهم لن يجدوا من سيكسر شوكتهم ويلقنهم درسا في البطولة والإقدام، والدفاع عن الوطن، فكانت النتيجة ولله الحمد والمنة، قتلهم جميعا، ولعل الرسالة وصلت إلى كل إرهابي تحدثه نفسه بالنيل من الوطن الآمن.

ما انتهت إليه حادثة الإرهاب بقتل الإرهابيين، تجعلنا نعزز ثقتنا بالله أولا ثم برجالنا الأبطال، في أننا لن نخشى بعون الله وحوله وقوته على بلادنا من غدر الإرهابيين، فرجالنا البواسل كعادتهم على أهبة الاستعداد يحرسون كل شبر في الوطن بأعين يقظة، وقلوب لا تهاب الموت، وولاة أمرنا حفظهم الله وسددهم، يعملون دوما على بناء قوات لديها القدرة والاستعداد لحماية الوطن ومواطنيه من خطر الإرهابيين، قوات نجحت في مرات عدة في ملاحقة الإرهابيين وسحقهم بالضربات الاستباقية، وإحباط كل خططهم، وإجهاض كل أساليب الغدر والخيانة والخسة التي يسلكونها للطعن في خاصرة الوطن.

واليوم ونحن نعيش ملحمة وطنية في سحق هذه المجموعة الإرهابية في الزلفي، فهذا يدعونا مجددا إلى أن نذكر أنفسنا بضرورة أن نكون جسدا واحدا كما هو عهدنا كسعوديين متوحدين في خندق واحد مع ولاة أمرنا، وإلى جانب جنودنا في كل منطقة نكون جميعا «متيقظين» لكل محاولات المس بأمننا وإيذاء استقرارنا، فالإرهاب هو الإرهاب، لا لون له ولا مذهب ولا دين، بل ثبت أن كل من تورط في الإرهاب ضد بلادنا أنه فارغ من تعاليم الإسلام السمحة، ولا يمتلك فهما صحيحا للدين، وأنه ليس أكثر من أداة بيد من غسلوا دماغه، ولقنوه أفكارهم الخبيثة والملوثة، ليحولوه هو وأمثاله إلى حطب لوقودهم في سبيل حرق أوطانهم بأيديهم، وهذا ومن هم على شاكلته ستكون نهايته مخزية، لأنه لن يجد سوى قبضة من حديد للتعامل معه.

فنحن ندير عجلة البناء نحو السعودية الجديدة، والجميع مطالب بأن يكون مع الوطن في مواجهة الإرهاب والإرهابيين، وفي مواجهة الفساد والمفسدين والمنحلين، فأمن الوطن وسلامة أراضيه واستقرار مواطنيه، تتطلب كلها أن يكون المواطن على قدر من المسؤولية والوعي واليقظة، فلا مكان بيننا أو معنا لمتطرف يرى التشدد الديني طريقا لفرض أفكاره، ولا لمنحل يريد الانحلال الأخلاقي أسلوبا لحياته وطريقة عيشه، فكل من يريد أن يختطف الوطن وشبابه لخدمة أغراضه يمنة أو يسرة، وتحقيق أهدافه، فواجب على كل مواطن أن يتصدى لأفكاره ويعري خططه.

وسنبقى نقول «يظل الوطن خطا أحمر» فالوطن عهدة المؤسس طيب الله ثراه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن كان معه من الأجداد والآباء المخلصين، حيث جعلوه في رقاب الأبناء والأحفاد أمانة إلى يوم الدين، عليهم تحمل مسؤولية المحافظة عليه، والدفاع عنه، والتضحية من أجله ضد الإرهابيين والخونة والعملاء والمفسدين، وكل من يتربص بالوطن شرا، فهو عدو لن نتهاون في مواجهته، وما أصدق شوقي وهو يقول «وللأوطان في دم كل حر.. يد سلفت ودين مستحق».

#دام_أمنك_يا_وطن