أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله، موضحاً أن التكلف ما كان في شيء إلا شانه ولا نُزع من شيء إلا زانه.

جاء ذلك في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام، حيث أضاف «من المحزن جدا أن يرى المرء كثيرا من عادات الناس الاجتماعية تتقاذفها مضارب التكلف في اتجاهات شتى تخرجها عن سيطرة العقل والمنطق، إما هروبا من تغيير وإما طلبا للمباهاة وإما شدا لانتباه الآخرين، فثمة تكلف في الكرم وتكلف في الأفراح بل وتكلف في أحزان العزاء، وكم من عادات أوقعت أصحابها في ديون وحقوق وفرقت بين أسر ومحقت بها بركة في النفس والمال والولد».

نهي

أكد الشريم أن الإسلام يحض على الكرم وينهى عن التكلف، ويحب الجمال لكنه يبغض التصنع، والمسلم الواعي لا يتكلف ولا يكلف غيره.

كما شدد على أن من أخطر ضروب الغلو والتنطع هو الغلو المفضي بصاحبه إلى سلوك مسالك التكفير واستحلال أمن الناس ودمائهم لهتكه إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت عليها الملل قاطبة وهي ضرورة حفظ الدماء، لأن المغالين المتنطعين يقودهم غلوهم إلى التكفير جزافا فيستحلون بسببه دماء المعصومين فيرهبون ويهلكون ويفسدون والله لا يحب الفساد، مؤكدا أن هؤلاء وأمثالهم أول واقع فيما يحفرونه من حفر لا يخرج منهم فئة إلا محقها الله.

وقال «فلله ما أقبح الإرهاب وما أنذله بدأ بصاحبه فقتله، هتك شرع الله وأمن المجتمع ولحمة الأمة».

حدود وعقوبات

في المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، أن الدين الإسلامي دين الإحسان إلى النفس وإلى الخلق، موضحا في خطبة الجمعة، أن الحدود والعقوبات التي تقع على الجاني فيها خير، فهي تطهره وتكفه عن ارتكاب مثلها، وهي زاجرة لغيره عن اقتراف الجنايات والحدود.

وبين أن إقامة الحدود فيها إحسانٌ إلى المجتمع بكف الظلم والعدوان والشر عن المجتمع وحفظٌ لأمنه واستقراره وحرماته.

وشدد على أن الحادث الأليم الذي استهدف مقر بعض رجال الأمن يوم الأحد الماضي حادث أثيم وإفساد في الأرض وإجرام عظيم وخروج على جماعة المسلمين وإمامهم وإقدام على قتل نفوس محرمة معصومة واعتداء على أمن البلاد واستقرارها ونشر للرعب والإرهاب.