أفصحت مجلة «TIME» الأميركية عن أن الأسباب ما تزال غامضة وراء استهداف تنظيم «داعش» الإرهابي كنائس وفنادق سريلانكا، كاشفا أنه فيما تضاءلت مكانة وقوة تنظيم «داعش» على الأرض، فإن التنظيم بدأ بتجنيد عدد من الخلايا النشطة والنائمة في بعض الدول.

وأضافت المجلة أن التنظيم أصيب بالشلل في سورية، ويقوم بتنشيط قائمته من الإرهابيين عن بعد، وذلك لاستهداف عدد من المناطق.


قالت مجلة الـ»TIME» الأميركية إن الغموض يحيط بأسباب تفجير تنظيم داعش لكنائس وفنادق سيرلانكا، مشيرة إلى أن التنظيم عندما أعلن مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية، التي طالت كنائس وفنادق في سريلانكا الأسبوع الماضي، وخلفت مئات القتلى والجرحى، كان وحده يملك الأسباب لذلك، غير أنه لم يفصح عنها عند الإعلان عن مسؤوليته عن الهجمات. وذكرت المجلة أن ما قاله وزير الدفاع السريلانكي «روان وييجواردين» أمام البرلمان الأسبوع الماضي من أن «الهجوم كان انتقاما من القتل الجماعي للمسلمين، على يد مسلح أبيض في نيوزيلندا في 15 مارس الماضي»، لا يوجد أدلة عملية تدعمه، كما أن هناك عددا من الأسباب التي تشكك في هذه النظرية.

لماذا بعيدا عن سورية؟

وأوضح تحليل مجلة «التايم» أن الأسباب لا تزال غامضة وراء استهداف سريلانكا، كما أن هذه الهجمات لا تتناسب مع أي من أنماط العنف السياسي، في دولة تعاني من مشاكل سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، فلماذا ضرب المسيحيين؟ ولماذا الفنادق؟.

وقال التحليل إن الهجمات تشبه العمل اليدوي القديم لتنظيم داعش الإرهابي، كون التنظيم سبق وأن استهدف كنائس ومناطق يتواجد فيها المسيحيون مثل الفلبين ومصر وباكستان وإندونيسيا، وكان من المفترض أن يهاجم مواطني التحالف الدولي، الذين نجحوا في طمس ما يسمى بـ»الخلافة» في سورية، كما أن كل العلامات تشير إلى انعدام أسباب منطقية وراء هجوم داعش على سريلانكا.

أيدلوجية مشوهة

من جانبه، قال موقع thedailybeast الإخباري إن أيدولوجية داعش المشوهة جعلت من الصعب التكهن بأفعاله أو هجماته، ففي حين أن هجمات داعش في أماكن مثل باريس وبروكسل وغيرها تم تأطيرها، ضد الدول التي يصفها التنظيم بـ»الصليبية» والمتحالفة ضده، فإن دولة مثل سريلانكا، ليست عضوا في التحالف المناهض لهذا التنظيم الإرهابي، وهذا لا يتفق تماما مع هذه المعايير، ومع ذلك، فإن هناك من يعتقد أن داعش كانت تستهدف مواطني هذه الدول في كنائس وفنادق سريلانكا.

قائمة منتشرة من الإرهابيين النشطين

حسب المجلة فقد تضاءلت مكانة وقوة تنظيم داعش، لكن لم يتم تدميرها، ولديه قائمة واسعة من الأهداف الثانوية، حيث تبقى له عدد من الخلايا النشطة في عدد من الدول، مضيفة أن الإرهابيين حاولوا الهجوم على مركز للمباحث في محافظة الزلفي بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، وذلك في نفس اليوم الذي حدثت فيه تفجيرات سريلانكا، وهذا يفسر بشكل منطقي أن التنظيم أصيب بالشلل في سورية، ويقوم بتنشيط قائمته من الإرهابيين المشاركين عن بعد، وذلك لاستهداف عدد من المناطق أيضا.

التراخي الأمني

أكد معهد أبحاث السلام في العاصمة النرويجية أوسلو في تقرير عن الهجمات الإرهابية على سريلانكا، أن أبرز الأسباب التي جعلت من هذه الجزيرة هدفا سهلا لتنظيم إرهابي كداعش، هو أن الكنائس خصوصا الكنائس الكاثوليكية، تعتبر سهلة الدخول كما أن الفنادق ذات الخمس نجوم اليوم أصبحت أهدافا سهلة أيضا، لأنه بعد عقود من الحرب الأهلية، أصبحت البلاد تعاني من تراخ أمني لم يسبق له مثيل منذ أيام الحرب.

فوضى سياسية

وأضاف المعهد أنه بالنظر إلى الاضطراب والتشرد في سريلانكا والفوضى السياسية الحاصلة، فإنه لم يتم تسجيل سوى القليل من حوادث العنف العرقي والانتقام خلال العشر سنوات الماضية، وهذا ينفي تماما نظريات الصراع العرقي، وكذلك على الرغم من التفجيرات الانتحارية التي كان يقوم بها الجنود في جبهة التحرير منذ سنوات طويلة، فلم تسجل أي محاولة معروفة لتفجير انتحاري في القطارات أو الحافلات، التي تسافر بحرية بين الجنوب والشمال كل يوم. بمعنى آخر، لم يكن هناك عنف يذكر بين ما يسمى بالجماعات العرقية المتحاربة، خلال عقد من الزمان، ومن الصعب أن تتبنى جماعة معينة فكر تنظيم داعش الإرهابي، من أجل إلحاق الضرر بالبلاد.

أسباب الغموض

الهجمات لا تتناسب مع أي من أنماط العنف السياسي في سريلانكا

معاناة سريلانكا من مشاكل سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى

انعدام أسباب منطقية وراء هجوم داعش على سريلانكا

يفترض أن يهاجم التنظيم دول التحالف الدولي وسريلانكا ليست من بينها

أيدلوجية داعش المشوهة جعلت من الصعب التكهن بأفعاله أو هجماته