أكد عدد من المنظات الدولية وأسرة الفلسطيني زكي مبارك والموقوف بأحد السجون في إسطنبول، رفضها مزاعم السلطات التركية بأنه أقدم على الانتحار، لافتة إلى أنه قتل جراء التعذيب على أيدي قوات الأمن بالسجن لإخفاء براءته، وداعية إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في واقعة القتل، بينما أثارت الحادثة اهتمام مواقع التواصل الاجتماعي والتي استنكرت عملية القتل من جانب السلطات التركية. وكان مصدر قضائي تركي قد زعم أن السجين زكي مبارك الموقوف في تركيا بشبهة التجسس، انتحر في السجن، مؤكداً بذلك معلومات نشرتها في وقت سابق وسائل إعلام تركية.

رواية غير واقعية

وقال مدير منظمة العدالة الدولية من لاهاي، قتيبة القطيط، لـ»الوطن» إن اتهام الفلسطيني زكي مبارك بالتجسس على نقاط أمنية غير واقعي، كون مبارك لا يتحدث اللغة التركية، كما أن التهمة لا يوجد لها أي مسوغات قانوية ولا أدلة ثابتة، ولو كانت هناك أدلة لأعلنتها الجهات الرسمية التركية في وسائل الإعلام.

وأضاف قتيبة القطيط، أن المؤشرات كلها تقول بأن زكي مبارك تم تعذيبه ليدلي بتصريحات معينة ونتيجة التعذيب قتل بشكل خاطئ، بما يعني أن الرواية التركية مفككة ولا تصلح بأن تكون حقيقية.

التعذيب حتى الموت

وحول الإجراءات لمنظمة العدل الدولية قال القطيط «نحن بصدد تشكيل لجنة دولية للتحقق من صحة الرواية لأسباب مقتل الشاب الفلسطيني والتأكد من مناسبة السجون التركية للاعتقال»، مضيفا «بحسب المادة الرابعة من اتفاقية جنيف 1949تمنع الاعتقال الإداري لشخص من دولة أخرى إلا بعد تبيين أدلة الاتهام وتوكيل محام للشخص للدفاع عنه ومعرفة الاتهام بلغة مفهومة يفهمها المتهم وهذا الإجراء لم يتم».

من جابنها، ذكرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا أن الأمن التركي قام بتعذيب الموقوف الفلسطيني زكي مبارك حتى الموت، مطالبة بإرسال لجنة لفحص جثة المعتقل وعدم السماح للسلطات التركية بإخفاء جريمتها ودفن الجثة دون إجراء تشريح محايد من قبل الأمم المتحدة، مشيرة إلى تكرار حالات التعذيب حتى الموت بسجون تركيا والتي تم تسجيلها من قبل المنظمات الحقوقية التركية والدولية.

مجرد مسرحية

وشكك يوسف زكي مبارك، ابن المواطن الفلسطيني زكي مبارك، بالرواية التركية، مؤكداً أن والده يعمل أستاذا بالعلوم السياسية، ولا يمكن أن يقدم على الانتحار، متهماً الأمن التركي بقتله، ومطالبا بلجنة طبية دولية تضم طبيباً فلسطينياً أميناً لتشريح جثة أبيه وتبيان الحقيقة.

كما أكد زكريا مبارك، شقيق الفلسطيني القتيل في سجن بتركيا، أن رواية الأمن التركي مجرد مسرحية، متسائلا: «كيف يمكن لشخص لا يتقن التركية أن يتجسس».

أسباب التشكيك في رواية أنقرة

القتيل زكي مبارك لا يتحدث اللغة التركية

التهمة لا يوجد لها أي مسوغات قانونية ولا أدلة ثابتة

المؤشرات كلها تقول بأن مبارك قتل تحت التعذيب

الرواية التركية مفككة ولا تصلح بأن تكون حقيقية