شريحة الشباب هي الأكثر تأثرا بموجة التطرف والإرهاب التي اجتاحت العالم لأسباب عدة، منها (الجهل بالدين، والاستهانة بحرمة الدماء، وغياب احترام الأنظمة وولاة الأمر والعلماء، وضعف الحصانة)، وأصبحت فئات منهم عرضة للاستهداف والتجنيد للزج بهم في بؤر الصراعات والتوترات والحروب. إن ظهور حواجز وهمية مصطنعة بين الشباب والعلماء، وضعف دور الأسرة والعلاقات العائلية وتراجع دور مؤسسات التعليم والعلماء، وتوفر بيئة جاذبة للفكر المتطرف في بعض المجتمعات، ومع طفرة تقنيات الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي، ومع سهولة تداول الفتاوى المغشوشة، كل ذلك أوقع بعض الشباب في براثن العنف والتطرف والإرهاب.

أتساءل هنا، ما دور المؤسسات التربوية (التعليمية والأسرة) وماذا قدمت وستقدم لشبابنا؟!. لا يخفى على الجميع أن التعليم عملية إلزامية، حيث إن الطالب يسعى إلى المدرسة بعكس الوسائل الاختيارية الأخرى التي تسعى إليه.

وقد ذهب بعض المتخصصين إلى أن الأمن يرتبط ارتباطا وثيقا وجوهريا بالتعليم. لو تحدثنا عن الأسرة فهي النظام الاجتماعي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا ببقية النظم السائدة في المجتمع كالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري، وأي تغيِّر فمن الممكن أن يعكر صفو المجتمع وأنظمته. من هنا لا بد من تكامل الأدوار في مواجهة التحديات والصعوبات وصناعة المواطن الصالح، وغرس المفاهيم الصحيحة في عقول الناشئة بما تشتمل عليه من حصانة فكرية ووعي أمني، والحفاظ على المكونات والموروثات الثقافية الأصيلة، وفي المقابل مواجهة التيارات الثقافية الوافدة والمشبوهة، والإسهام في تهذيب السلوك القيمي، والاهتمام بجميع أنسق التربية وأبعادها، سواء أكانت جسدية أم نفسية، عقلية فكرية أم دينية، إعلامية تقنية أم وطنية. وجملة القول إن ترسيخ الأمن الفكري وبناء المناعة الفكرية يحققان للأمة أعظم ضرورات الحياة (الدين والنفس والعقل والمال والعرض) التي لا يمكن العيش دون المحافظة عليها.