مقاطع كثيرة تصلني، وأخرى أشاهدها في مواقع التواصل الاجتماعي لكثير من أطفالنا وهم يمارسون سلوكيات، أو يعبرون عن أفكار بعيدة كل البعد عن واقعهم الطفولي الحساس، ونافرة من مخزونهم التعلمي نفورا بعيدا مهولا!. نشاهد أطفالا يمارسون الغناء والعزف الموسيقي، أو الضرب على آلات الإيقاع، وأطفالا يقدمون مقاطع الاستهبال على طريقة الكبار الذين يمثلون نماذج سيئة سلبية لكثير من أطفالنا، وأطفالا يتكلمون بطرائق غريبة أشبه بطريقة كلام الذين يظهرون ظهورا غريبا مريبا يؤصل للاستهبال، والسماجة المتجذرة في عقول أولئك الذين ضحك معهم الكبار وتناقلوا مقاطعهم، بل وربما عرضوها لصغارهم، ووقفوا داعمين لهم لإنتاج مقاطع غاية في الثقل والبلاهة والطيش والاستخفاف بعقول الناس!. كل هذا الذي يصلنا، ونشاهده عبر شاشات أجهزتنا، أو نراه في واقعنا الاجتماعي في كثير من الأماكن العامة يجعل المرء يتساءل عن هذه الفجوة بين التعليم والتطبيق، وهذا الانفصام الذي يعانيه الطفل والشاب بين واقعه التعليمي في المدرسة، وممارساته الحياتية في واقعه الذي اختاره لنفسه بسبب إما عدم اقتناعه بما يتعلمه في المنهج، وهذا يتطلب اعتبارات كثيرة، وإما بسبب مؤثرات كبيرة هائلة استطاعت أن ترضخه لها؛ فاستسلم لسيطرتها، وسلمها عقله وشعوره وميوله في غياب الاهتمام الكبير من قبل الأسرة والمسؤول والكاتب والمثقف والإعلام عن كل هذا! أطفالنا وشبابنا لديهم كثير من القدرات والإمكانات التي يجب أن توجه التوجيه الأمثل، وألا تترك فريسة سهلة أمام هؤلاء المستظرفين الذين يقدمون مواد سيئة ضررها أكبر من نفعها، حتى وإن كان هَم بعضهم النقد والإصلاح إلا أن أسلوب عرضهم القائم على السخرية المفرطة المصحوبة بحركات سريعة متلاحقة، والإغراق في اللهجات المحلية جعل فائدة الناس محدودة، ونالوا هم ما يتمنون من شهرة، وانتشار، ومعرفة، وأخطرها تأثيرهم على صغار السن! ومواهب أطفالنا، وقدرات شبابنا بحاجة إلى الرعاية المثلى، والتوجيه السليم، والإشباع المستمر ببرامج تربوية هادفة، وتثقيف علمي سليم، وتشجيع على العمل الجماعي المشترك الذي يعزز الثقة بالنفس، ويجدد الفكر وينميه، ويرقى به، ويجعله متطلعا للأفضل! أعتب على جامعاتنا ومصارفنا ومؤسساتنا الحكومية ذات العلاقة؛ لابتعادها عن التفكير في هذا الهم، وعدم مبادرتها للالتفاف حول شبابنا وصغارنا وتقديم البرامج والأنشطة والأندية والمكتبات والندوات والمعارض المدعومة بالأفكار الرائدة من الأساتذة المتخصصين، والممولة من قبل المصارف، والتشجيع والدعم من قبل المؤسسات الحكومية من أجل الوطن وأبنائه الذين هم حاضره ومستقبله! وطننا اليوم يتجدد، ويسير نحو المجد بخطى متسارعة، وقفزات تنموية هائلة، وهو الآن من الدول الثقيلة في العالم، رأينا هذا وشاهدنا الدلائل والبراهين على ذلك، ولا يزال الوطن يطمح للكثير والكثير في ظل قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين الذين يؤكدون دائما وأبدا أن المواطن هو أس التقدم والتطور والبناء في هذا الوطن المعطاء الخالد، أفلا يستحق أبناؤنا أطفالًا وشبانًا منا الاهتمام الحقيقي، والحرص اليقظ، والدعم الدائم.. هم جديرون بذلك.