عافانا الله وإياكم من كل شر، ولكن يا أخي الذي تهتم للون بشرة الشخص الذي تقابله لتحدد طريقة تعاملك معه، لو كان قريبك مصاب بسرطان الدم، وبدأ ينتظم في جلسات العلاج الكيماوي، وكان أبيض البشرة قبل الجلسات، وأثناء هذه الجلسات بدأت تتغير ألوان بشرته إلى اللون الداكن، وأصبح أسمر البشرة بعد فترة من الجلسات.. فهل هذا يعني أن تغير معاملتك له؟ وبعكس السؤال عليك، إن كنت من ذوي البشرة السمراء.. فهل عليك أن تعامل قريبك هذا على أنه ليس ممن يشرفك الجلوس معهم ومعاشرتهم، بمجرد أنه تحول لون بشرته إلى لون غير لون بشرتك؟.

هذا المثال أعلاه يجعلنا نعرف أن العنصرية المبنية على التمييز بناء على اللون، هي ما يثبت متانة العلاقة بين عقل هذا العنصري، وبين القشور التي تتغير بمجرد تغيير المؤثرات عليها كأدوية السرطان وغيرها، ولا علاقة بين لون البشرة

وأصالة العرق أو أنه صنع في الصين مثلا.

قد يتعمد البعض أن يظهر بصورة العنصري (القشوري) لأنه سيجد من يملأ سماوات وأراضي مواقع التواصل الاجتماعي بالهاشتاجات وغيرها حتى من القنوات الفضائيه الرسمية، كي يثبت أن فلانا عنصري من عدمه، وكأنه موضوع يستاهل الحديث عنه، كما حدث مع أحد مشاهير السناب شات أثناء تصويره للحفل الذي نظمته الدولة لأسر شهداء الواجب، وبدلا من التركيز على تحسين جودة حياة أطفال وأسرة أحد الشهداء، وإظهار بطولات والديهم الذين غادروا الحياة بين رفقائهم في الحر والبرد، في الجوع والظمأ، في الخطر والنوم بعين واحدة لحراسة البقية، كي نبقى مستمعين بهذه الحياة التي تخلو مما عانوا منه، لنركز على بناتهم فقط إن ظهروا للعلن عن طريق هاشتاج لا علاقة له ببطولات والديهم، بل أقمنا الدنيا وأقعدناها لنثبت أن بيننا من يهتم بقشور الجلد، فإن كان كذلك بالفعل، فنحن من صنعنا منه شخصية مهمة، وحولنا توجه المجتمع ليهتم بهذه وبتفاصيلها أكثر مما يهتم بتفاصيل حياة الطفلتين ووالدهما قبل هذا الهاشتاج، ولذلك وجدنا من أعلن تبرعه بمبالغ مالية للطفلتين بعد ظهور الهاشتاج فقط، وكأنهم من قبل لم يصلوا إلى اهتمام وسائل الإعلام إلا بعد هذا الفعل (القشوري)، وإن كان صاحب هذا السناب ليس عنصريا كما نظنه، فهذا ليس من شأننا ولم نخلق لنفتش في قلوب المخلوقين مثلنا بدلا من التفتيش في قلوبنا وإصلاحها.. نظرة للسماء: قبل أن تعامل من يقابلك بناء على لونه الخارجي، تذكر أن هناك عوازل شفافة ملونة قد نضعها على قلوبنا وحسب قتامة ألوانها نرى الناس من خلالها، فتجدنا نرى البعض أسود أو أبيض من الواقع، والعيب في عوازلنا وليس في لونه الحقيقي.