أعرف نايف مدخلي قبل أن يعرفه كثيرون، وأعرف أنه شاب ذكي، وهو جيد في مجاله في سوشيال ميديا، ونحن ندين له ولعدد من الحسابات، كشفها دجل المعالجين بالشعوذة والمتاجرين بالدين مثلا، في فترة ما قبل الرؤية، وواصل بعدها نايفكو جهوده في تويتر، مع حسابات نظام الحمدين بطريقة تجعل من المخجل إنكار ما يفعل. لكن صوره المتكررة في وفود رابطة العالم الإسلامي وغيرها، جلبت له نقمة العديدين لأنهم يرون أنه ليس مكانه، لكن ما يحدد مسألة أنه مكانه أو لا، هو ماذا كان يفعل هناك، وما الهدف من الذهاب وحضور مثل هذه المؤتمرات؟ وما مبرر الرابطة في دعوة هذا الشاب وكل من دعتهم إلى مؤتمرات عقدت في أكسفورد وفيينا ونيويورك؟

هل الغرض نقل الحدث عبر حساباتهم ووصول أخبار جهود الرابطة لنا كسعوديين، أم كما ظهر مكتوب أمامهم وهو أنهم قادة مسؤولون في وفد المملكة؟

هذا ما نريد من رابطة العالم الإسلامي أن تجيب عنه لأن رغم كونه شابا جيدا في مجاله، هناك مئات الشباب السعودي القادر على تمثيل السعودية في محافل الثقافة، وأوساط النقاش، دفعت المملكة الجهد والمال لإعدادهم وتجاهل وجودهم لمصالح شخصية يهدف لها أفراد، غير مقبول أبدا. إننا دائما نلوم الإعلام العربي والغربي، على تقليله من أهمية ثقافتنا وحضورنا، بينما سبب ذلك بالدرجة الأولى هو عدم اعتمادنا على معايير عالية في اختيار من يمثلنا في الخارج، تتسق مع أهدافنا من الحضور في الملتقى أو المؤتمر.

لكن مع غياب الهدف والمعيار تتدخل العلاقات والمصالح الشخصية، وحب الظهور، فتوجه الدعوات لمن يحقق مصالح الداعي وليس مصلحة الوطن.

على كل حال كل السعوديين فيهم الخير لوطنهم، لكن لكل واحد منا مكانه المناسب الذي أهلته له قدراته وإمكاناته، وكلنا كسعوديين نحتاج من قيادات المؤسسات الوطنية، كرابطة العالم الإسلامي، أن تحدد أهدافها ومعاييرها من هذه الملتقيات، ثم تبحث عمن يمثل السعودية من المتخصصين في مادة المؤتمر، من أبناء السعودية التي لم تبخل في صناعتهم أبدا.