قال موقع Modern Diplomacy المتخصص في التحليلات السياسية، في تقرير له، إن خطاب الكراهية المنتشر في الإنترنت لا تتحمله شركات الاتصالات والتقنية فقط، بل إن هذا الخطاب يشارك في ترويجه الأحزاب السياسية المتطرفة، سواء كانت يمينية أو يسارية، وهي مشكلة فشلت في حلها الكثير من الدول، خصوصا مجموعة السبع دول، التي وجهت دعوة جديدة شركات الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي إلى زيادة جهودها بشكل كبير لمواجهة المحتوى الإرهابي.

جوهر المشكلة

وفقا للموقع، فإن جهود مكافحة التضليل والتطرف وخطاب الكراهية من قبل مسؤولين في دول وشركات التكنولوجيا، هي جهود مستنيرة، ولكنها تفشل في معالجة جوهر المشكلة، وهو الاتجاه السائد للعنصرية والفكر السائد لدى زعماء العالم الحضاري والسياسيين والناشطين اليمينيين المتطرفين، واليساريين المتطرفين واليساريين في كثير من الأحزاب السياسية.

وبين الموقع أن الخطوة التي أعلنت عنها شركة «فيسبوك» تأتي في إطار محاربة خطاب الكراهية والعنصرية داخل الأحزاب السياسية، وهو الأمر الذي لم يكن أحد يعيره الاهتمام اللازم.

حذف حسابات

قالت شركة فيسبوك إنها ستحذف حسابات أليكس جونز وشخصيات سياسية أميركية أخرى مثيرة للجدل، بسبب انتهاك سياسة الشركة الخاصة «بالشخصيات والمنظمات الخطيرة»، مشيرة إلى أن معظم الأفراد الذين سيحذف موقع التواصل الاجتماعي الشهير حساباتهم، شخصيات تحظى بشعبية في تيار اليمين المتطرف، ومن بينهم المعلقون ميلو يانوبولوس ولورا لومر وبول جوزيف واطسون.

وذكرت فيسبوك أنها ستحذف حساب بول نيلين، وهو متعصب ينادي بسيادة العرق الأبيض، خاض انتخابات الكونجرس عام 2018، وكذلك حساب زعيم حركة «أمة الإسلام» لويس فرخان، الذي كان يدعو لفصل السود عن البيض.

محاولات التنسيق

وحسب الموقع فإن الشركة ستقوم بإزالة أي حسابات وصفحات ومجموعات وأحداث مرتبطة بالأفراد المحظورين سواء على شبكتها الاجتماعية الأساسية، أو على تطبيق إنستجرام لمشاركة الصور. وتقول فيسبوك إنها تحظر أي مستخدم يروج للعنف أو الكراهية. ومع ذلك لم تصل الشركة إلى حد منع مستخدمين آخرين من الثناء على الأشخاص المحظورين أو تأييدهم على منصاتها، كما فعلت في السابق مع جماعات متشددة مثل تنظيمي داعش والقاعدة.

ومن المتوقع أن يتزامن الاجتماع، الذي يشارك فيه وزراء من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، مع محادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء النيوزيلندي جاسيندا أرديرن، حول كيفية كبح انتشار الأيديولوجية المسلحة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقائع تاريخية منسية

يأتي حظر «فيسبوك» واجتماعات باريس لمجموعة السبع ردا على الهجمات المسلحة، التي وقعت الشهر الماضي على الكنائس والفنادق في سريلانكا، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى.

كما أن الحد من مكافحة العنصرية والتطرف والحرب النفسية في الانتخابات يجب أن يعالج جوهر المشكلة، وهي حقيقة يجب التنبه إليها بأن القادة الحضاريين المختلفين في عدد كبير من الدول لجأوا إلى التعبيرات المشحونة دينيا، كي يغطوا على كثير من السلبيات من أبرزها العنصرية العرقية وكذلك الدينية.

وذكر موقع Modern Diplomacy أن قادة العالم تجاهلوا بشكل كبير أكبر الفظائع في التاريخ، التي صنعها قادة سياسيون منها الإبادة الجماعية في راوندا، والمذبحة الجماعية لنحو 8000 رجل في سريبرينيتسا في البوسنة ومذبحة الأرمن، وكلها جرائم سبقت ظهور وسائل التواصل الاجتماعي.

مبررات تورط بعض الأحزاب في التطرف

ظهور ناشطين متطرفين في كثير من الأحزاب الأوروبية

الاتجاه السائد للعنصرية في بعض الأحزاب

فشل جهود مجموعة السبع دول في مكافحة التضليل والتطرف

التعبيرات المشحونة دينيا من قبل سياسيين لتغطية سلبياتهم

وجود وقائع سبقت ظهور وسائل التواصل الاجتماعي