من الكارثي أن يشار إليك بالبنان في أمر ما عالميا، ولأن خبرتك تجاوزت الـ70 عاما في مجالك هذا، فأصبح يتعلم منك أبناء الدول العربية والأجنبية، وتأتي لك الأيام بطفل، سواء بموافقتك أو بدونها، ويبدأ هذا الطفل بمراقبتك ليتعلم كيف يخطو خطواته الأولى في حياته، ورغم أن هذا الطفل عانى في بداية حياته، لأن الناس من حوله يقارنون بينك وبينه رغم محدودية قدراته، مقارنة بقدراتك اللامحدودة، ولكنه يستمر ويستمر.

وتمر الأيام والسنون، وتبقى أيها العلامة في الاستمرار على طريقتك القديمة في إدارة أمور حياتك الخاصة والعامة، وهذا الطفل حاول إدارة أموره بطريقة بسيطة تقربه إلى من يتعاملون معك أكثر من تقربك إليهم، ويجدونه الملجأ الوحيد لهم حينما تتعنت لرأيك وتعتقد أن الكون لن يمشي إلا بك، أو على الأقل هذا ما تحاول إيصاله لهم.

ما ذكر أعلاه يحصل الآن في المطارات التي تصلها رحلات طيران الخطوط السعودية وطيران ناس على سبيل المثال، فتجد أنه بخطأ داخلي بسيط في تنسيق الرحلات ويمكن إصلاحه في فترة لا تتجاوز الساعة، يظهر للعلن سوء إدارة الخطوط السعودية لهذه الزنقة التي تمر يوميا بشركات الطيران حول العالم، وتجد أن أول من يعاقب ويأخذ على دماغه، هو العميل الذي يفترض أنه (دائما على حق) فترد عليه الخطوط السعودية بشعارها الجديد في خدمة العميل (العميل دائما عليه أن يحتاط بخطة بديلة)، وتجد المسافرين المجبرين على التعامل مع الخطوط السعودية كمرضى قرارات الإركاب عن طريق وزارة الصحة، وموظفي الجهات الحكومية وغيرها، تجدهم يخبرونك بمجرد حدوث أي لخبطة في جدولة الرحلات أنه عليك الذهاب فورا لإكمال رحلتك عن طريق طيران ناس أو غيرها من الطيران الداخلي الاقتصادي، لأنها لن تتأثر طويلا بهذا الخلل، أما الخطوط السعودية فستصل مرحلة تصحيح الخلل إلى اليوم واليومين، والمسافرون مبعثرون في صالات المطار، وكأنهم جماعات طائر البطريق في القطب المتجمد بعد موسم السبات، والمصيبة أن الخلل يلحق بالرحلات اللاحقة وبدلا من 100 مسافر متضرر فقط، تجد العدد قد وصل إلى 10 آلاف مسافر، والمدير المناوب في أي مطار كل ما عليه هو إقناعك بأن الحل الوحيد هو الشكوى عن طريق الموقع.

وتجد المسافرين المتضررين الجدد الذين ليس لهم خبرة بهذا المجال، يقولون لهذا المشرف أو غيره، (ليش ما تسوون زي الشركات الأخرى اللي دبرت مسافرينها)، والمصيبة أنهم يطالبون كهلا احتفل بعيد ميلاده الـ75 بالاقتداء بطفل لم يصل إلى مرحلة المراهقة بعد، ومع ذلك استطاع أن يجد الحل السهل، ولو استمعت لمطالبهم لوجدتهم (يطالبونك بالاقتداء بطفلك يالخطوط السعودية).

نظرة للسماء: لو أن كل مسؤول وضع نفسه في مكان من يخدمهم، وسخر كل الإمكانات لذلك، فبالتأكيد سيجد أن جميع المرافق والخدمات تقوم بخدمته بنفس الجودة التي قام بها في مجال عمله.