أظهر استطلاع جديد نشر الأربعاء الماضي أجراه «مشروع كامبريدج للعولمة» ومؤسسة الاستطلاعات البريطانية YouGov في 23 دولة، أن 16 % من السعوديين يعتقدون أن النشاط البشري غير مسؤول على الإطلاق عن أزمة المناخ.

وأظهرت النتائج أيضا أن 13 % من المشاركين الأميركيين و18 % من الإندونيسيين يرون أن النشاط البشري لا علاقة له بحقيقة أن متوسط درجات الحرارة العالمية ارتفع بنسبة 0.8 درجة مئوية، منذ عام 1880.

خدعة تم اختراعها

يرى 17 % من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع أن مفهوم الأزمة المناخية، التي يتهم الإنسان بالتسبب فيها هو «خدعة تم اختراعها لخداع الناس»، بينما كان المشاركون في الدول الغربية الأخرى، بما في ذلك كل الدول الأوروبية تقريبا، أقل إنكارا من الأميركيين بأن المناخ يتغير، وأن البشر مسؤولون عن هذا التغيير، أقل من 10 % فقط في معظم البلدان في جميع أنحاء أوروبا يعتقدون أن التغير المناخي لا أساس له.

ضغط على الدول النامية

علق الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني لـ»الوطن» حول هذا الاستطلاع بالقول إن التغير المناخي موجود، ولكن ليس بالصورة المبالغ فيها في الدول الغربية خصوصا أوروبا، التي تتبنى هذا الملف، وهناك أسباب كثير وراء قيادة أوروبا لمسألة التغير المناخي، وأن للدول علاقة كبيرة به منها ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي. وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحب مؤخرا من معاهدة المناخ، ربما لأسباب سياسية، رغم إمكانية قناعته بوجود التغير المناخي، مشيرا إلى أن مشكلة التغير المناخي تستخدم في الغالب كوسيلة ضغط خصوصا على الدول النامية.

غياب الأدلة العلمية الدقيقة

يقول الحصيني إنه يختلف مع العينة السعودية التي أكدت أن لا علاقة للبشر بالتغير المناخي، إلا أن كلمة التغير هنا ليست كما يتصورها البعض، فالتغير المناخي يحتاج إلى أدلة علمية دقيقة ودراسات وأبحاث موسعة.

وأكد أن التغير المناخي ليس بالسهولة التي يعتقدها الكثيرون إذ أنه لو حدث تغير جذري في المناخ، فإن الأمر سيقود إلى كوارث خطيرة جدا على مستوى البيئة، وسيشمل ذلك تغيرا في الخارطة النباتية وخارطة توزيع الحيوانات والبيئة البحرية، وكذلك التيارات الدافئة والباردة في المحيطات والبحار، وسيخلف هذا التغير إن حدثت كوارث عظيمة ليست موجودة الآن على أرض الواقع.

سقوط الأمطار في الصحاري أمر مألوف

حول سقوط الأمطار والبرد في مناطق صحراوية خلال السنوات الأخيرة، أكد الحصيني أن ذلك أمر طبيعي لكون مثل مواسم الأمطار أمر معروف، ويتزامن مع دخول أو خروج فصول معينة من السنة، وبالتالي فإن سقوط الأمطار أو البرد في عدد من المناطق لدينا في المملكة أمر مألوف، ولكن الشيء الذي اختلف هو أن مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في نقل الصورة والفيديو إلى الكثير من الناس، الذين بدأوا يتعجبون من إمكانية سقوط الأمطار وحدوث السيول الكبيرة في مناطق صحراوية، وهو أمر كان يحدث قبل عشرات السنين من ظهور ثورة التقنية والاتصالات الحديثة، وربط البعض ذلك بمسألة التغير المناخي، وهو أمر يتنافى مع الحقيقة تماما.

أنواع النشاط البشري المؤثر على المناخ

قطع الأشجار

الرعي الجائر

رمي النفايات والمخلفات

رش المبيدات الحشرية

انبعاثات الغازات الدفيئة من المصانع

انبعاثات البيوت الخضراء الزراعية

انبعاثات الكربون من عوادم السيارات والشاحنات