أعطت مؤشرات التواصل الاجتماعي التي أعقبت صدور الموافقة الكريمة لمجلس الوزراء باعتماد الهيكل التنظيمي لوزارة التعليم، ورفع وزيرها الدكتور حمدان الشيخ شكره وتقديره للقيادة على ذلك، تأكيدا على الاهتمام بهذا الهيكل، فما أهميته؟ وما الجديد الذي يحمله والأثر الذي يضيفه في مرحلة الرؤية؟

لعل قراءة متأنية لهذا التنظيم تجعلنا نطمئن على الرغبة الأكيدة للوزارة في أن يعمل كل فريق نحو رسالته من واقع إدارات الوزارة المثقلة بالأعمال التعليمية والتخطيطية والإبداعية، من خلال اعتماد إدارات توفر لسوق العمل وظائف على مدى السنوات العشر المقبلة، التي أوكلت لها مهمة تنشئة جيل متمكن من قيادة مرافق العمل التي برزت مع برنامج التحول الوطني وبرنامج رؤية المملكة 2030، الذي أكده التنظيم الهيكلي بإيجاد مكتب للرؤية يعنى برسم المبادرات وتوزيع مهامها بين إدارات التعليم على مستوى المملكة ومناطقها ومحافظاتها، وهنا سيجد الطالب الموهوب والمبدع في جبل فيفاء مثلما يجده من دعم الطالب الذي يجلس على كرسي المدرسة في قلب الرياض أو جدة، لوجود المحفزات التي تمنحها صلاحيات مديري التعليم بالمناطق، وفق توجه وزير التعليم الذي جعل الإبداع والتميز أحد مخرجات المرحلة المقبلة.

وقد لاحظت من خلال الهيكل الجديد سرعة تجاوب الهيئة التعليمية مع مباركة مجلس الوزراء لهذا الأمر، فرأينا ما تناقلته وسائل التواصل وتويتر والمواقع الأخرى عن هذا الخبر السار لنقل التعليم إلى رؤية جديدة، يقودها الوزير آل الشيخ ابن الوزارة وابن جامعة الملك سعود التي تخرج منها وعمل فيها، وهي مؤسسة عرفت بجودتها على مدى عقود من الزمن.

وقد عني الهيكل بالمسار الإلكتروني والبحث العلمي والابتكار والاستثمار والتخصيص، ورفع من شأن التعليم الجامعي، وأعطى تميزاً في عملية الابتعاث، كونه أحد مسارات صناعة الجيل المدرب الذي يخدم رؤية المملكة الطموحة، ولعل من صفات هذا الهيكل الاهتمام بوعي الشباب وفكرهم وتنويرهم في مرحلة تعد من أهم مراحل حياة الإنسان، ووفق توجهات الدولة التي حرصت على تنشئة الجيل على الوسطية والانتمائية للوطن والارتكاز على محور حب الوطن وهوية الإنسان السعودي، ولهذا جاء ارتباط مركز الوعي الفكري بالوزير مباشرة، وله دلالة واضحة لإعطاء البرامج الفكرية عناية فائقه ومتابعة دقيقة تتجلى في مراجعة الأنشطة والمناهج والقيمين على هذا المرفق الهام من مراحل عمر الطلبة والطالبات، والحرص على أن تكون مخرجاته وفق الاعتدال الذي رسمه ولي العهد بقوله إننا لن نضيع من عمر بلادنا ثلاثين سنة أخرى، في إشارة إلى العناية بالشباب وجيل المستقبل والأخذ بهم إلى منهج الوسطية عبر هذا المركز وغيره.

كل هذا وغيره جعل بشائر التواصل العام والخاص تبارك لهذه الوزارة دخولها مرحلة التجديد والإبداع في معية وزير التعليم وفقه الله، الذي عملت معه عن قرب من خلال اللجان العليا التي تشرف على مرفق التعليم وخططه وبرامجه.

اليوم لم يعد لأحد عذر أمام تحمل مسؤولياته تجاه أبناء وبنات الوطن والاهتمام بالتعليم في مراحله وبرامجه وابتكاراته والعناية بالمبدعين وصناع الأجيال وأعني بهم المعلمين والمعلمات.

أقول.. هذا ميدان التنافس للخروج بجيل يأخذ بالتنمية ويصل بنا مع دولتنا إلى نجاح رؤية المملكة التي يساهم كل مواطن في العمل في منظومتها وفي مقدمتها وزارة التعليم ورجالها، لكم التوفيق وأعانكم الله.