من بين 157 دولة شملها التقرير، استشهد البنك الدولي بالتجربة السعودية للتأكيد على أنه يمكن للضرائب والوفورات الأخرى أن تساهم في تمويل رأس المال البشري، وقال البنك في تقريره عن التنمية في العالم 2019 الصادر حديثا بعنوان «الطبيعة المتغيرة للعمل» استناداً إلى مجموعة بيانات الإيرادات الحكومية للمعهد العالمي للبحوث الاقتصادية الإنمائية، التابع للأمم المتحدة، إن الضريبة الانتقائية التي فرضتها المملكة في 2017 وشملت 50% على المشروبات الغازية و100% على مشروبات الطاقة ومنتجات التبغ ساهمت في تمويل رأس المال البشري ودعم تنميته، علاوة على تحسين مكونات مؤشر رأس المال البشري.

تحصيل الضرائب

أضاف التقرير الذي شمل 157 دولة أن الاستثمار في رأس المال البشري هو سياسة لا ندم فيها من شأنها إعداد الناس لمواجهة التحديات المقبلة ومع ذلك، هناك مجال واسع للتحسين، من خلال، على سبيل المثال، تحسين تحصيل الضرائب العقارية في بلديات المدن أو فرض ضرائب على السكر أو التبغ.

والأخيرة ستكون لها فوائد صحية مباشرة، كذلك فإن فرض الضرائب غير المباشرة، وإصلاح إعانات الدعم، والحد من تجنب دفع الضرائب من جانب الشركات العالمية، وخاصة شركات المنصات الجديدة، هي مصادر أخرى ممكنة للتمويل وتنمية رأس المال البشري.

ولفت التقرير الدولي إلى أن أهم الاستثمارات التي يمكن أن يقوم بها الأفراد والشركات والحكومات في مجال تغير طبيعة العمل هي تعزيز رأس المال البشري، مبينا أن هناك حاجة إلى مستوى أساسي من رأس المال البشري، مثل معرفة القراءة والكتابة والحساب، من أجل البقاء الاقتصادي.

عقد اجتماعي جديد

بين التقرير أنه لكي تستفيد المجتمعات من الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا، فإنها بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد يركز على ضخ مزيد من الاستثمارات في رأس المال البشري ويعمّم الحماية الاجتماعية تدريجيا، مبينا أنه رغم ذلك، يتطلب الاحتواء الاجتماعي مساحة في الموازنة، ويفتقر العديد من البلدان النامية إلى التمويل بسبب عدم كفاية القاعدة الضريبية، والقطاع غير الرسمي الضخم، والإدارة غير الفعالة.

استجابة البنك الدولي

أعلنت مجموعة البنك الدولي إطلاق مشروع رأس المال البشري في عام 2017. وهذا المشروع قيد التنفيذ حاليًا، مع إطلاق مؤشر جديد لرأس المال البشري في أكتوبر 2018 خلال الاجتماعات السنوية التي عُقدت في بالي، إندونيسيا. وطرح وزراء من نحو 30 بلدًا رائدًا أفكارا مبكرة حول كيفية تسريع الاستثمارات، وأُتبع ذلك بإتاحة فرصة نادرة لموظفيها للعمل شخصيا في مختلف المناطق والقطاعات. وقد ازداد عدد البلدان التي تشارك بنشاط في المشروع إلى أكثر من 40 بلدا حتى أوائل 2019.

رأس المال البشري

رأس المال البشري هو مصطلح أنشأه غاري بيكر، وهو خبير اقتصادي من جامعة شيكاغو، ويشير إلى مخزون المعرفة والعادات والسمات الاجتماعية والشخصية، بما في ذلك الإبداع، المتمثل في القدرة على أداء العمل لإنتاج قيمة اقتصادية. ويحدد مؤشر رأس المال البشري وفق الأمم المتحدة مقدار مساهمة الصحة والتعليم في الإنتاجية المتوقع أن يحققها الجيل القادم من العمال. ويمكن للبلدان الاستعانة بهذا المؤشر لتقييم مقدار الدخل الذي تخسره بسبب الفجوات في رأس المال البشري، والسرعة التي يمكنها بها تحويل هذه الخسائر إلى مكاسب إذا ما تحركت على الفور.

مكونات وحالة رأس المال البشري في المملكة

مؤشر رأس المال البشري. 58% من الأطفال المولودين في السعودية في (أكتوبر 2018 ) سيكونون منتجين عندما يكبرون إذا تمتعوا بالتعليم الكامل والصحة الكاملة. (المتوسط العالمي 57%)

احتمال البقاء على قيد الحياة إلى سن 5 أعوام: 99 من أصل 100 طفل ولد في السعودية سيبقون على قيد الحياة حتى سن 5. (المتوسط العالمي 97%)

السنوات المتوقعة من المدرسة: في السعودية، فإن الطفل الذي يبدأ المدرسة في سن 4 يمكن أن يتوقع أن يكمل 12.4 سنة من المدرسة بحلول عامه الـ18.(11.2 المتوسط العالمي)

درجات الاختبارات الموحدة: 407 نقاط في السعودية (المتوسط العالمي لدرجات الاختبارات الموحدة لدى الفتيات والأولاد على مستوى العالم 431 نقطة)

سنوات الدراسة المعدلة بحسب مقدار التعلم. السنوات المتوقعة في السعودية هي 8.1 سنة فقط. (المتوسط العالمي 7.9 سنوات)

معدل البقاء على قيد الحياة للبالغين: في السعودية، فإن 91% من الأطفال ممن هم بعمر الـ15 اليوم سيبقون حتى عمر 60 عاما. (المتوسط العالمي 88% من الأطفال ممن هم بعمر الـ15 اليوم سيبقون حتى عمر 60 عاما)

الأطفال دون الخامسة غير المصابين بالتقزم: بيانات التقزم غير متوفرة في السعودية (المتوسط العالمي 77 من كل 100 طفل يعانون من التقزم)