أرجع محللون سياسيون أسباب تقارب الموقف الأوروبي من الأميركي بشأن العقوبات المفروضة على إيران، إلى وجود اتهامات لطهران بالإرهاب ومحاولة تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قوى المعارضة الإيرانية في أوروبا، إضافة إلى عدم توقفها عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، لافتين إلى اتساع دائرة الخلافات بين إيران والدول الأوروبية منذ فترة طويلة.

وقال المتخصص في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد عباس ناجي، إن تغير موقف دول الاتحاد الأوروبي بالانحياز للموقف الأميركي ضد طهران، جاء نتيجة سلوك إيران في ملاحقة معارضيها في أوروبا وتنفيذ عمليات اغتيال ضد معارضين، إضافة إلى رفض المطالب الأوروبية بالتفاوض حول برنامجها الصاروخي، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

اغتيال المعارضين

كان مقربون من المشهد الإيراني، أكدوا أن إدراج قوات الحرس الثوري على لائحة الإرهاب وتخبط النظام الإيراني ساعدا في كشف هوية أحد عناصر الحرس والذي شارك باسم مستعار «أمير منصور بزركيان» في اغتيال اثنين من المعارضين في أوروبا هما الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني عبدالرحمن قاسملو في يوليو 1989 بالنمسا، وممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في إيطاليا محمد حسين نقدي في مارس 1993 بإيطاليا، وسجل اسمه في ملف جريمة ميكونوس الإرهابية في ألمانيا.

أسماء وهمية ومستعارة

قادت معلومات إلى الكشف عن هوية «غفور درجزي» أحد قادة الحرس الثوري الذي يرأس نادي سايبا الرياضي، باسم مستعار «مصطفى مدبر»، المتورط في عملية الاغتيال وملاحقة المعارضين الإيرانيين في عدد من الدول الأوروبية، ليصبح فيما بعد رئيس مكتب علي لاريجاني، رئيس مجلس شورى النظام ومستشاره منذ أكتوبر 2013.

ونقلت وكالة أنباء إيسنا الحكومية عن علي دائي، كبير مدربي نادي سايبا، بعد طرده من النادي قوله: «إن مصطفى مدبر، المدير التنفيذي الحالي لنادي سايبا، ليس له وجود حقيقي بالنسبة له، وإنه يعرف شخصًا حقيقيًا باسم سردار غفور منذ أن كان يتولى رئاسة الحراسة في الإذاعة والتلفزيون».

ضغوط دولية

في هذا السياق، أكد الدكتور محمد عباس ناجي أن ما أقدمت عليه طهران أخيراً سيزيد من التقارب بين أوروبا والولايات المتحدة تجاه إيران في المرحلة المقبلة، ورأى أن اعتماد إيران على روسيا والصين لن يساعدها إلى حد كبير في مواجهة الضغوط الدولية التي ستفرضها واشنطن والدول الأوروبية، خاصة إذا ما تم نقل الملف الإيراني برمته إلى مجلس الأمن مرة أخرى.

وشدد ناجي على أن الاقتصاد الإيراني لن يصمد أمام العقوبات الأميركية لمدى طويل، لافتا إلى أنه مع الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي بدأ الاقتصاد الإيراني يواجه أزمات متزايدة، وزاد مستوى التضخم الذي ربما يرتفع إلى 50 %، مؤكدا أنه «مع ارتفاع مستوى العقوبات لتتحول إلى عقوبات دولية، فإن إيران ستواجه أزمة حقيقية لا تستطيع أن تحتوي تداعياتها».

أسباب الموقف الأوروبي

تنفيذ عمليات تستهدف المعارضة الإيرانية في أوروبا.

الكشف عن اغتيال اثنين من معارضيها.

التدخل في شؤون دول المنطقة.

رفض تفاوض إيران حول برنامجها الصاروخي.