تنظم مسابقات مزاين الإبل في دول كثيرة، ومنها دولة منغوليا، وبين التقرير المصور كيفية تنظيم المسابقات هناك وهي لا تختلف كثيرا عن تلك التي تقام في السعودية، وربما يكمن الاختلاف الأبرز في طبيعة نوع الجمال، فبينما نملك في المملكة الجمل العربي ذا السنام الواحد فقط، يوجد في منغوليا الجمل المنغولي ذو السنامين.

مهرجان الألف جمل

تكشف الصور المرفقة في هذا التقرير ما يحدث في بولجان، وهي مدينة صغيرة في منغوليا في وسط صحراء جوبي التي تبعد حوالي 160 ميلا عن شمال الحد الصيني. وتصل الجِمال ذات السنامين في جميع الاتجاهات على الأقدام، محملة الراكبين المجمعين بين السنامين.

وينطلق المهرجان رسميا مع بداية شهر مارس، حين تصبح السماء صافية، وبإمكان الرياح أن تكون سريعة جدا، ويُسمى «مهرجان الألف جمل»، وهو الجمع الذي يصل لبدء المهرجان، ومن ثم يبدأ احتفال لمدة يومين بمسابقة مزاين الإبل المغنولية.

ويقول الراعي انخباتار داشنيام: «يشارك معظم الشباب في مسابقة الزوجين الجميلين، ولكننا أردنا أن نمثل الجيل الأكبر سنا من الرعاة»، وذكر الراعي أنه في عمر 59 عاما، وزوجته، دولامسيرين ذات 47 عاما، قد كانا يقومان بالرعي طوال حياتهما، ويعتمدان على حيواناتهما كوسيلة للنقل وبيع المنتجات من صوفها وحليبها.

مواصفات خاصة

تبحث لجنة التحكيم على علامات التقاليد، فالمتسابقون الذين يرتدون زينات وأواني الرعاة ستكون فرصة فوزهم أكبر من غيرهم.

حيث تم استخدام الجِمال ذي السنامين منذ آلاف السنوات من أجل حمل البضائع والناس في أرجاء آسيا، متكيفة مع الظروف الصحراوية، وبإمكان الجِمال أن تؤدي إنجازات شبيهة بإنجازات الأولمبياد: فهي تحمل وزنا أكثر من 400 باوندا في رحلات طويلة، وتتحمل درجة حرارة تصل إلى 100 درجة فهرنهايت في الصيف، و20 تحت الصفر في الشتاء، وعند تغذيتها، تستطيع قضاء أسابيع دون طعام أو شراب، فسنماتها تعمل مخازن للدهون من أجل الطاقة. وسيقوم انخباتار ودولامسيرين باستعراض أفضل إبلهما (Mashan Huren و Hos Yagaan)، وترجمتها تعني «البني المرن» و»الوردي المزدوج». وبرها ذو لون تشوباكا، والذي يتدلى مثل اللحية، ومن ثم يتم حبسها مع ربط أنفها.

توثيق المسابقة للأجيال المقبلة

يركع الجملان للزوجين انخباتار ودولامسيرين كي يركبا فوقهما، ومن ثم يدخلان ساحة الاحتفال، وهي ساحة مغبرة يتم إخلاؤها من الإبل وتحتوي على متفرجين يقومون بتعبئة المساحة المحيطة.

عندما يأتي دورهما، يقوم الزوجان بركوب جمليهما بكل فخر ويمشيان في أرجاء الساحة. كما يقوم الجميع بالتقاط الصور، الأمر الذي يعتبر مهما للزوجين أكثر من الفوز. يريد انخباتار من الأجيال المقبلة بما في ذلك أحفاده أن يمتلكوا الصور كدليل على نمط حياتهما.

ولا تعلن لجنة التحكيم عن الفائزين حتى اليوم التالي، ولكن هناك الكثير مما يقام به في احتفال الألف جمل، إذ يبيع الرعاة حليب الإبل، إلى جانب دمى الإبل المصنوعة من الوبر، والأحداث الرياضية تستمر حتى الظهيرة.

وفي 2016، حقق الاحتفال رقما قياسيا في موسوعة جينيس لأكبر سباق إبل، حيث إن أكثر من 1100 جمل وصلوا إلى خط النهاية.

تقاليد منغوليا في الديموقراطية

تحت الشيوعية، كان الرعي مخططا بشكل محوري، فباع الرعاة منتجاتهم الحيوانية إلى الدولة. لكن مع ظهور الرأسمالية في 1990، واجه الرعاة ضغوطات أمنية داخل اقتصاد السوق الحر. وبالنسبة للبعض، كانت جمالهم الميتة ذات قيمة أعلى من بقائها على قيد الحياة.

ويقول منظم الاحتقال آريونسانا نارانتيوا: «رعاة الإبل لم يتمكنوا من الحصول على كمية كافية من المال من بيع المنتجات من الحليب والوبر». وأضاف أن مدينة بولجان تتميز الآن بحبها واهتمامها بالجِمال ذات السنامين.