أكد رئيس نادي الأحساء الأدبي، عميد كلية الآداب في جامعة الملك فيصل، الدكتور ظافر الشهري، غياب الأدب السوداني عن الساحة الأدبية، وأن النقد العربي اهتم ببيئات محددة في الوطن العربي كمصر والشام والعراق، وأغفل عن بيئات أخرى، من بينها السودان، محملاً المثقف السوداني الذي لديه الوعي مسؤولية عدم إشهار هذا الأدب، إذ إن في السودان مئات الروائيين والأدباء والشعراء والكتاب، بيد أنه لم يصل لنا في المملكة شيء من نتاجهم.

اهتمام نقدي أكاديمي

أبان الشهري، خلال مداخلته على هامش القراءة النقدية في المجموعة القصصية «قهوة برائحة التاريخ»، أن السودان لديها من العمق الأدبي الكثير، بيد أنها لم تصل هذه الإبداعات إلى النقد، ولم يدرس الأدب في السودان في مؤسساتنا العلمية والأكاديمية، مبديا تمنياته للأدب السوداني بالرقي والتطور وأن يجد طريقه للاهتمام النقدي والأكاديمي.

أجناس أدبية متعددة

قال رئيس قسم الاتصال والإعلام في جامعة الملك فيصل، الدكتور سامي الجمعان، إن هذا العمل جاء مسايرا للتطور القصصي والروائي فيما بعد الحداثة من ناحية تداخل الأجناس الأدبية، حيث يجد فيها القارئ أشكالا متعددة ما بين المقال والخاطرة الأدبية والمجموعة القصصية والرواية المتكاملة.

نجاح المجموعة القصصية

أشار مداخلون في القراءة النقدية إلى أن المجموعة، نجحت في رصد الكثير من العادات والتقاليد للشعب السوداني الشقيق، واتضح مدى تناغم المجموعة التي التحمت في قالب واحد لتشكل لوحة فنية عبر عنها غلافها بالشجرة الظليلة التي يأوي إليها المجهد وابن السبيل. وجاءت المجموعة في 13 قصة، رصد فيها الكاتب بعين الأمين الناقل للحدث، حيث أكد واقعية هذه الأحداث ومعايشته لكثير من تفاصيلها وأشخاصها. وأضافوا أن الغلاف يحوي دلالات ترتبط بمضمون يقصده الكاتب، وبالطريقة السردية التي اتبعها المؤلف، والعناصر الفنية التي اشتملت عليها المجموعة، فضلا عن الحديث في المكان والزمان الذي عبرت عنه المجموعة، والرمزية التي قصدها الكاتب في بعض قصص المجموعة، كما جاءت المجموعة من وجهة نظر النقاد عاكسة حالة الالتحام والتلاقي بين إقليم عطبرة البيئة التي جرت فيها أحداث القصص الموجودة بالمجموعة ومدينة الأحساء، بما بينهما من انسجام وتشابه في الحياة والناس والطبيعة.