تتابع هاجر المحارفي في كتابها «سينمادروم» الصادر عن دار مدارك رصد المتلازمات والأمراض النادرة، التي حولها صانعو السينما إلى أفلام حظيت بكثير من المتابعة والاهتمام، وتحولت إلى سلاسل ما زالت تحظى بالتشويق، وتبنى عليها السيناريوهات التي تجذب المشاهد.

متلازمة اليد الغريبة الفوضوية

وتسمى أيضا باليد الفوضوية أو متلازمة اليد الملقوفة أو متلازمة الدكتور سترينجغلوف، هي حالة مزمنة يعاني فيها الإنسان من عدم القدرة على التحكم بحركات يده، هي عبارة عن أعراض ناجمة عن إصابة في المخ، وتكثر في الحالات التي يكون فيها الشخص معتمدا على نصف واحد من نصفي المخ أو بعد القيام بعمل جراحي للدماغ، أو الإصابة بالسكتات الدماغية أو أورام مرتبطة بالدماغ.

الإنسان المصاب بهذه المتلازمة يعاني من عدم القدرة على التحكم بحركات يده؛ حيث تتصرف من تلقاء نفسها، ولكنها في الوقت نفسه غير قادرة على السيطرة على تحركاتها.

السبب المباشر لهذا المرض غير معروف، ولكن بعض الأطباء قالوا: إن هذا المرض ناتج عن تلف في الجسم الثفني، وهو عبارة عن ملايين الألياف العصبية، التي تربط بين النصفين الكرويين الأيمن والأيسر في الدماغ، ويسهل عملية الاتصال بينهما على هيئة إشارات كهربائية، لذلك قال الأطباء: إذا أصيب هذا الجزء بأي ضرر من الممكن أن يرسل إلى المخ إشارات كهربائية غير طبيعية، مما ينتج عنه إرسال إشارات لعضلات اليد بالانقباض والانبساط وتوليد حركة

غير إرادية، أي إن النواقل العصبية والمستقبلات لها تعمل بشكل كامل ولكن الجزء المسؤول عن الإرادة والتحكم (نظام التحكم) يصبح ضعيفا أو قد يفقد بالكامل.

على مستوى الأفلام هناك فيلم هندي شهير تم عرضه عام 2017 (PeeChaankia)، وتدور أحداث هذا الفيلم عن رجل هندي مصاب بهذا المرض، لا يستطيع السيطرة على ما تقوم به يده من أعمال تخريبية.

متلازمة الرجل المستذئب

المستذئب هو شخصية خيالية مبنية على أسطورة تحول الرجل إلى ذئب، عند اكتمال القمر في كل شهر، يمشي في أي مكان ويجوب الغابات بحثا عن الضحايا، وعند شروق الشمس يعود إلى حالته الطبيعية البشرية كإنسان.

يظهر المستذئب في عدد من قصص الخيال والرعب، ويمكنك أن تجد قصصا عن المستذئبين في التاريخ القديم، كما يمكنك أن تجد الكثير من القصص عن هذه المخلوقات المتحوّلة في الصين رومانيا وآيسلاند والبرازيل وهايتي.

في الولايات المتحدة والعالم عموما يسمى بـwerewolf» وفي المملكة المتحدة وبعض الدول الأوروبية يسمى بالـLycane»، أما في اللغة العربية فيسمى بالمذؤوب أو المستذئب، لكن أيا كانت التسمية فهي تتكلم عن شخص واحد يتحول في ضوء القمر إلى ذئب في حجم إنسان.

هنالك الكثير من القيل والقال عن هذه الأسطورة، لكننا سنتناول ثلاث قصص مختلفة تغطي ما يلزمنا لفهم هذه الأسطورة:

الأسطورة الأولى: في إحدى الكتابات المبكرة عن المستذئبين وقد كان مصدرها الإغريق ورومانيا، وفيها أن آلهتهم المزعومة قد مرت بقصر الملك Lycaeon، لكنه لم يصدق أنهم آلهة، لذلك فقد وضع بعض اللحم البشري في أحد الأطباق، التي وزعت على مأدبة الاحتفال بهم، وبالرغم من أن أكل لحوم البشر أمر مقيت، لكنه في تلك المناطق النائية كان يعامل باستخفاف، باكتشاف الطبق المعني كان غضب الآلهة عليه شديدا، فمسخوه إلى ذئب، وبما أنه يحب أكل لحم البشر فإن هذه الصورة تناسبه أكثر، فإنسان يأكل إنسانا أمر مشين، أما ذئب يأكل إنسانا فهي شريعة الغاب ولا أكثر.

الأسطورة الثانية: وهي أيضا من رومانيا تقول الأسطورة إن (كورنفيليوس) رجل نبيل عاش في قرية أصابها وباء بعد حين، ومات الجميع على إثره إلا هو؛ حيث لم يصب حتى بلسعة! كأنما اكتسب مناعة من نوع ما، جاء من بعده ثلاثة أولاد؛ واحد عضه خفاش فصار مصاص الدماء، والآخر عضه ذئب فأصبح مستذئبا، والأخير حكم عليه أن يمضي وحيدا في طريق البشر الفانين، مُثلت هذه الأسطورة في فيلم Underworld ببراعة تامة.

الأسطورة الثالثة: تأتينا من ترانسلفانيا حيث يقال: إنها نشأت من أسرة اسمها (سخاروزان)، عائلة إقطاعية منذ القرون الوسطى. حكمت البلاد بالحديد والنار، إلى أن أصابت اللعنة نسلهم، حيث يولد أطفالهم مذؤوبون، وكان المرض يبدأ باسوداد لون البول ثم المغص، وبعدها يتحول المرضى إلى مسوخ ذئاب، تعتدي على كل من تتعرض له وتصيبه باللعنة.

متلازمة اللكنة الأجنبية

تخيل أنك استيقظت يوما من النوم، وتجد نفسك تتحدث بطريقة غريبة، وكأن لغتك الأم أصبحت لغة غريبة عنك! وتبدأ أيضا تتحدث بلهجة غريبة عنك تماما؛ على سبيل المثال أنت تتحدث اللغة الإنجليزية استيقظت في الصباح وجدت نفسك تتحدث الروسية، أو بمعنى أصح تتحدث الإنجليزية باللهجة الروسية! هل تعتقد أو تصدق أن هذا الأمر من الممكن أن يحدث؟!

قد يبدو أنه أمر جميل حين تقرأ عنه، ولكنه بالحقيقة عبارة عن حالة صحية نادرة جدا، تحدث اضطرابا لغويا لدى المصابين بهذا المرض، مما يجعلهم يفقدون السيطرة على نطق الكلام بشكل صحيح، ولكن في النهاية يظهر وكأنه يتحدث لغة أخرى، ومن الواجب توضيح أن المصاب بهذه المتلازمة لا يكتسب لغة أجنبية فجأة (مفردات، وتركيب جمل، وقواعد، الخ)، فالذي يحدث هو أنه يتحدث بلغته الأم، ولكن بلكنة يظن المستمعون أنها أجنبية أو مثيرة للجدل، كما قد يميل المصابون بمتلازمة اللكنة الأجنبية إلى التحدث بلغات أجنبية حقيقية بلكنتهم، وقد انتشر خبر غير مؤكد عن شخص يتحدث الكرواتية استطاع أن يتحدث اللغة الألمانية بطلاقة، بعد خروجه من غيبوبة!

وتعد السكتة الدماغية هي أقوى الأسباب للإصابة بهذه الحالة، أيضا إذا أصيب شخص بإصابة بالغة في الدماغ، فقد يتسبب في تلف بعض الأعصاب بالدماغ، ويؤثر على عملية النطق، كما أنه من المحتمل عند الإصابة بنوبة قلبية أن يصاب الشخص بمتلازمه اللهجة الأجنبية، بسبب اعتلال جزء من منطقة الدماغ المسؤولة عن لكنة الحديث.

متلازمة الرجل المتحجر

شوهدت الكثير من الأفلام السينمائية والكرتونية عن شعاع ليزر أو ضربة قاضية، تجعل الرجل يتيبس بالكامل ليصبح كالحجر.

هل تعتقد أن هذا الأمر هو خيال سينمائي فقط؟ هل تستطيع أن تتخيل أن هناك شخصا تحولت أعضاؤه الداخلية إلى حجر؟! للأسف هناك مرض يسبب هذه الحالة، وهو مرض نادر جدا جدا، لدرجة أنه يصاب به شخص واحد فقط من بين كل مليوني شخص حول العالم.

خلل التنسج الليفي المعظم المترقي، ويشار إليه أحيانا بـ(متلازمة الرجل الصخرة)، وهو مرض شديد الندرة يصيب النسيج الضام، بحيث تحدث طفرة في طريقة إصلاح الضرر بالنسيج الضام بما فيه (العضلات والأوتار والأربطة)، بحيث تتحول هذه الأنسجة إلى عظم في حال إصابتها أو تضررها.

متلازمة الرجل المطاطي

من أشهر أفلام ديزني فيلم الأبطال الخارقون تدور أحداثه حول بطل خارق (Mr. Incredible)، يقوم بمساعدة رجال الشرطة على تطبيق العدالة، يتعرف في إحدى مغامراته على الـ»مطاطية»، وينتهي الأمر بزواجهما، وأيضا فيلم (fantastic four) إذ إن واحدا من الأبطال الأربعة لديه قدرة مطاطية، وهناك الكثير من الأفلام التي تقتبس شخصية الرجل أو المرأة المطاطية.

وكالعادة كل ظاهرة خيالية لابد أن يكون لها أساس بالواقع، أو تفسير علمي لحدوثها، يوجد بالحقيقة رجل مطاطي، ولكنه ليس بالخارق! بل هي حالة مرضية نادرة تسبب مرونة بالجلد والأربطة والمفاصل.

متلازمة الجميلة النائمة

الجميلة النائمة هي إحدى أميرات ديزني الجميلات، تدور قصتها حول ساحرة شريرة جعلت الأميرة تَغِز نفسها بإبرة حياكة، في عيد مولدها السابع عشر، مما يجعلها تخلد إلى نوم عميق وطويل استمر لسنوات! إلى أن يأتي الفارس الشجاع ويوقظها من هذا السبات.

ومتلازمة الجمال النائم مرض عصبي نادر ومعقد، يبدأ عفويا خلال فترة المراهقة، وفي حالات معينة قد يظهر في سن السادسة من العمر.

فقد تم الكشف عن معظم الحالات في الصبية والرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 عاما، فوجد أن نسبة انتشاره في الذكور تساوي حوالي أربعة أضعافه لدى الإناث.

عند بداية النوبة يشعر المريض بالنعاس تدريجيا، وينام معظم النهار والليل، ويستيقظ فقط إما لتناول الطعام أو للذهاب إلى الحمام. وعندما يستيقظ المريض، يلاحظ تغيرا في سلوكه، وغالبا ما يظهر السلوك الطفولي لديه، كذلك نجده يواجه الارتباك والتوهان والخمول والافتقار الكامل للطاقة، مع انعدام العواطف والشعور باللامبالاة! مع ذلك فإنه يبدو شديد التركيز والحساسية للضجيج والضوء، مترافقا مع اضطرابات إدراكية وسلوكية كالشعور بالجوع القوي.

تشابه متلازمة الجمال النائم في أعراضها أعراض الإنفلونزا كارتفاع في درجة الحرارة، والإصابة بالزكام والتهاب في الجهاز التنفسي، والتهاب الحنجرة، والقيء المدمي؛ حيث تبدأ النوبات بالحدوث بعد هذه الأعراض بين 3 إلى 5 أيام، وقد تمتد فترة تشخيصها من 3 – 4 أعوام، لبيان التشخيص الصحيح لها، يمتد فيه نوم الفرد العادي لمدة تتراوح بين 16 و20 ساعة يوميا، تصل في بعض الأحيان لـ26 ساعة متواصلة، بل أكثر من ذلك فقد تصل المدة عند بعض المرضى لأشهر عدة!.

متلازمة تضخم النهايات

كثير من متابعي الأفلام شاهدوا سلسلة الأفلام الشهيرة للغول شريك (The Shrek)، ذلك الغول الأخضر العملاق الذي يهابه أهل المدينة لضخامته وبشاعته.. وهذه شخصية حقيقية لرجل حقيقي يدعى (موريس تيليت)، تم استثمار ملامحه في الفيلم الشهير، والذي لاقى رواجا كبيرا في هوليود والعالم.

في روسيا وتحديدا في عام 1903، ولد طفل جميل كان يلقب (بالملاك)، نظرا لجماله الأخاذ وملامحه البريئة التي تشبه الملائكة. هذا الطفل كان موريس تيلت، الذي غادر برفقة أهله خارج روسيا في عام 1917 بسبب الثورة، وانتقل إلى موطن والديه الأصل في فرنسا.

وفي سنة 1920 بلغ موريس عامه السابع عشر، ولكن الطفل الملاك تحول في هذا السن إلى غول مرعب، وذلك بسبب إصابته بمرض نادر يسمى (تضخم الأطراف)، والذي لم يكن معروفا وقتها وليس له علاج، تسبب بضخامة أنف موريس وشفتيه ولسانه وضخامة أحشائه وأطرافه وتحدبه، بالإضافة إلى سماكة جلده، وبسبب مرضه تخلى موريس عن حلمه في أن يصبح محاميا يدافع عن الأبرياء، فخدم مجبرا في البحرية الفرنسة لمدة 5 سنوات مهندسا، وبالرغم من شكله إلا أن موريس كان دائما مكافحا يملك شعورا في داخله أنه رجل طبيعي يستحق الحياة كالأسوياء تماما، لذلك قرر أن يتحدى مرضه وأن يحقق شيئا يذكره الناس به، فهو لم يكن يحب الاختفاء والاندساس كشخصية شريك الكرتونية.

هاجر موريس إلى الولايات المتحدة الأميركية في عام 1937م، وهناك احترف المصارعة الحرة، وحصل على بطولات عدة منها: بطولة رابطة المصارعة الأميركية في عامي 1942 و1944، واشتهر حينها بلقب الغول، ولكنه دائما ما كان يفضل أن ينادى (بالملاك)، ولأن لموريس الفضل في إنعاش رياضة المصارعة الحرة فقد تم نحت تماثيل نصفية لوجهه تقديرا لجهوده في عالم المصارعة.

أسباب المرض

يحدث خلل التنسج الليفي المعظم المترقي بسبب طفرة جينية في جين سائد موجود على الكروموزوم الجسدي 2q23-24، وهو موجود في العظام والعضلات والأربطة والأوتار، ويقوم هذا الجين بتنظيم النمو والتطور في هذه الأنسجة، كما أنه مسؤول عن تحول الغضاريف إلى عظام أثناء تحول الطفل إلى إنسان بالغ، ولكن طفرات هذا الجين قد تتسبب في فقدان السيطرة على عملية (التعظّم تلك)، مما قد يحوّل العضلات الهيكلية إلى عظام، ويتسبب في التحام المفاصل مع بعضها.

المستذئب في الأفلام

أصبحت شخصية المستذئب من أكثر الشخصيات إثارة في عالم السينما والأفلام، فأول فيلم عرض عن المستذئب Werewolf Of London كان عام 1935، وكان من بطولة Henry Hull ثم أُخرجت العديد من أفلام الرجل الذئب، فهل الرجل المستذئب شخصية حقيقية؟، ولماذا ارتبطت أغلب قصص أفلام مصاصي الدماء بالرجل المستذئب؟!

الرجل المستذئب ما هو إلا مرض يصيب الإنسان فيحول شكله الظاهر إلى ما يشبه الذئب.

في الحقيقة هناك مرضان نادران جزم فيهما العلماء والأطباء، وارتبطت أعراضهما بالرجل المستذئب؛ فالمرض الأول هو متلازمة فرط نمو الشعر، وهو الأقرب لشخصية المستذئب، والمرض الآخر هو ما ذكرناه سابقا في متلازمة مصاص الدماء (Porphyria)؛ فبعض العلماء نسبوا الأعراض الظاهرة في إحدى مراحل المرض على أنها تشبه شخصية المستذئب أكثر من مصاص الدماء؛ لأن في مرحلة من مرض البورفيريا الجلدية يكثر نمو الشعر بكثافة على الوجه.

هناك نوع آخر من متلازمة الرجل المستذئب يتميز بفرط نمو شعر جسده، ويسمى أيضا (بمتلازمة أمبراس)، حيث ينمو على جسد المصاب شعر بمعدل غير طبيعي.

متلازمة اليد الغريبة

هل سمعت في يوم عن متلازمة اليد الغريبة؟ هل من الممكن أن تتخيل أن شخصا ما قُتل بواسطة يده؟ هل لك أن تتصور أن يدك قد تصبح خطيرة، لدرجة أنها قد تخنقك أو تطعنك بالسكين أو تؤذي من تحب؟ لا تتعجب قد يبدو لك الأمر، وكأنه فيلم رعب أو فيلم من نسج الخيال وغير واقعي، لكنها حقيقة! وهو من أغرب الأمراض العصبية على الإطلاق!

في عام (1908م نشر الطبيب الألماني كورت قولديشتان تقريرا مفصلا عن أغرب الحالات المرضية في التاريخ، حيث وصف هذه الحالة قائلا: (إنها حالة في غاية الغرابة)! وتحدث عن سيدة في أوائل الأربعينيات نجت بأعجوبة من الجلطة الدماغية، ولكنها أصيبت بشلل نصفي في الجانب الأيسر، ومع الوقت تعافت تدريجا، ولكن أيضا بعد 10 أشهر من العلاج شَاهدت هذه المرأة شيئا في غاية الغرابة؛ لقد شَاهدت يدها اليسرى تتحرك بدون أي تحكم منها وبشكل عشوائي، ولم تتمكن أبدا من السيطرة عليها، وكأنها يد شخص آخر! وتابع الطبيب كورت جولدشتاين قائلا: إن حركة يد هذه السيدة تطورت بشكل مخيف جدا، وأيضا تدهورت حالتها النفسية جدا بسبب يدها، وكانت تقسم أنها يد شخص آخر وليست يدها، وتابع قائلا في أسف شديد: وبعد سنوات من معاناة هذه السيدة انتهت قصتها بموتها بواسطة يدها!

تعريف متلازمة تضخم النهايات

هي متلازمة تنتج عند زيادة إفراز هرمون النمو (GH)، من قبل الفص الأمامي للغدة النخامية، وذلك بعد توقف الصفائح (أو الغضاريف) المشاشية عن النمو، ويحدث ذلك عند البلوغ، هناك عدة اضطرابات قد تزيد من إفراز هرمون النمو، أكثرها شيوعا أورام الغدة النخامية، قد يؤدي هذا المرض إلى تشوهات خطيرة ومضاعفات مميتة، ونظرا لكونه مرضا بطيء التقدم، فغالبا ما يتأخر اكتشافه بعد أن يظهر تأثيره على المظهر الخارجي لاسيما الوجه.

متلازمة الموهوب

شوهد في كثير من الأفلام رجل يصعق بصاعقة كهربائية، ويصبح عبقريا، أو أن يقع على رأسه فيصبح خارق الذكاء، أو أن يتعرض لضربة برأسه فيصبح عالما بالرياضيات أو محترفا لأحد الفنون! هل من الممكن ذلك؟

نعم! هي حالة نادرة تصيب الأشخاص بإعاقات عقلية، حيث يكون لديهم خلل نمائي عصبي، وخصوصا اضطرابات طيف التوحد، أو نتيجة إصابة أو ضربة في الدماغ، وأعراض المتلازمة غير واضحة أو معروفة، ولم تفهم المتلازمة بشكل كامل، ولم يتفق أحد على تفسير واحد لسبب امتلاكهم مثل هذه الموهبة وهذا الذكاء، فبعض الفرضيات تقول: إن هذا يعود لأعراض التوحد لديهم، والتي تجعلهم يركزون على أشياء هم يريدونها فقط، وهناك فرضية أخرى تقول: إن عقلهم مُعد لمثل هذا المجال، والذي قد يوحي بأنهم يمتلكون الموهبة، أو تغير في طبيعة الدماغ لدى الشخص الطبيعي نتيجة ضربة بالرأس، والأضرار التي لحقت الفص الصدغي الأمامي الأيسر، وهي منطقة من مفتاح الدماغ في معالجة المدخلات الحسية، والتعرف على الأشياء، وتشكيل الذكريات البصرية.