ثبت علمياً في أبحاث قامت بها جامعة هارفرد وجامعة نيوكاسل في بريطانيا عام 2018 أن الصوم لمدة 30 –40 يوماً تزيد نسبة الاستقلاب وهذا يعني أن درجة استفادة الجسم من الغذاء ترتفع فيزيد امتصاص الفيتامينات والمعادن بشكل أفضل قبل الصوم، مما يجدد الخلايا فتعود الوظائف بعد فترة الراحة أنشط ويصبح الدم أصفى وأغنى بكريات الدم وتصبح البشرة أنقى وتختفي بعض البقع والتجاعيد أما العيون فإنها تغدو أكثر صفاء وبريقاً.

فرصة ثمينة

أشار أستاذ واستشاري التغذية الإكلينيكية الدكتور عبدالعزيز العثمان إلى أن الاهتمام بالصحة يزيد عندما يتجاوز الشخص عمر الأربعين، أو عند الإصابة بأحد أمراض العصر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان والقلب ومن يعانون من السمنة وارتفاع الدهون، مبيناً أن رمضان فرصة ثمينة للتخلص من كثير من المواد السامة المتراكمة في الجسم والتي يمكن التخلص منها بطريقة سهلة. وتتلخص الطريقة في إراحة الجهاز الهضمي من تعب وعمل شاق مستمر خلال الأشهر الماضية بتقليل كمية الوجبات وتنويعها لتشمل كل المجموعات الغذائية مع زيادة تكرارها إلى 4 - 5 وجبات صغيرة في الليلة الواحدة، مع ضرورة تقليل المقليات والسكريات والمواد الملونة، ويمكن استبدال السكر المذاب بالعسل الطبيعي في بعض الأطباق الرمضانية، وتقليل البروتينات للحد الكافي للجسم فقط وهو 0.8 جم لكل كيلو جرام من وزن الجسم، بمعنى تقليل اللحوم الحمراء والدواجن لتكون مرتين في الأسبوع ومرتين أسماك وثلاثة أيام دون لحوم أو دواجن أو أسماك .

علاقة طردية

أوضح العثمان أنه كلما استطعت التخفيف من المنبهات مثل القهوة والشاي كلما كانت صحتك أفضل بالذات للذين يعانون من مشاكل الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة والمريء والقولون.

وكلما استطعت أن تزيد نسبة الألياف في وجبات رمضان فهو أفضل بكثير سواء في هضم الغذاء أو في تمثيله والاستفادة منه وأيضاً لتحافظ على الماء في الجسم مما يقلل العطش، فمن أهم أسس الغذاء الصحي تناول الخضروات الطازجة والفواكه وهي ممارسات صحية للأسف تختفي تقريباً في رمضان؛ حيث تستبدل بالأكلات والمشروبات المحتوية على سكر يزيد 5-6 أضعاف عن حاجة الجسم .

تعديل السلوك

نوه استشاري التغذية إلى أن تعديل السلوك في رمضان فيه نوع من الصعوبة في البداية لكن تعاون أفراد العائلة وتفهمهم واتفاقهم على تعديل تدريجي نحو الأفضل سيؤدي إلى تحقيق نتائج رائعة، فالفواكه التي قد لا يقبل البعض على تناولها يعمل منها عصير طازج، والسلطات تقدم بصور مختلفة وقد يضاف الخضار لحشوات السمبوسة والمطبق وغيرها، وإضافة الدقيق الكامل (البر) والشوفان للشوربات يعتبر إضافة ممتازة، وتقديم مفروم اللحم الطازج في المحشيات والشوربات غاية في الفائدة بدل استخدام مفروم اللحوم الجاهز والمجمد والذي يعد أقل جودة من اللحوم الطازجة.

الاختيارات الصحية

أكد العثمان أن تعديل السلوك الرمضاني يبدأ من التسوق للمأكولات، فكلما كانت الاختيارات صحية وجيدة كلما زادت فرصة التغيير للأفضل، مشيراً إلى أن أفضل وقت لتعديل السلوك الغذائي هو الأيام الأولى من رمضان، وسيتعود أفراد الأسرة بشكل سريع على العادة الجديدة ما دامت صحية؛ حيث إن الجسم يكون متشبعاً في الأيام الأولى ولا يشعر الإنسان بالجوع فيها فيكفيه كمية بسيطة للإفطار والعشاء وهذا يساعد على تحسين التغذية في الأيام التالية .