بدأت قضية المعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسرا داخل سوريا الذين يبلغ عددهم 622 بحسب وثائق لبنانية، تأخذ منحى جديا في المتابعة من قبل شخصيات وأحزاب وجمعيات مدنية، من أجل العمل على كشف مصيرهم، والضغط على المسؤولين اللبنانيين لتبني القضية، وليس تجاهلها وتغييبها عن اهتمامات السلطة.

مبادرات

وبادرت جهات عدة لتذهب أبعد من ذلك من خلال الدعوة إلى تحريك الملف في الجامعة العربية، ورفعه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل تشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مصير المعتقلين والمخفيين قسرا، فضلا عن تكليف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي للبحث عنهم.

رفع دعوى قضائية

أكد رئيس جمعية المعتقلين السياسيين المحررين من السجون السورية علي بو دهن، الذي اعتقل 13 عاما في السجون السورية، وأصدر كتابا بعنوان «عائد من جهنم» حول تجربته وذكرياته، لا سيما في سجن تدمر لـــ»الوطن» أن هناك توجها من أجل العمل مع خبراء في القانون الدولي، من أجل رفع دعوى أمام المراجع اللبنانية والدولية ضد النظام السوري.

تعويض المحررين

أفاد أن التحرك سيستمر من أجل العمل في المجلس النيابي على إصدار قانون يرمي إلى تقديم التعويضات على المحررين اللبنانيين من السجون السورية، وتأمين الرعاية الصحية لهم، كما جرى في السابق مع المعتقلين المحررين من السجون الإسرائيلية.

تحريك الملف

أشار إلى أن السلطة اللبنانية مطالبة اليوم بتحريك الملف، والطلب من الدول الصديقة المساعدة، فكما تدخلت روسيا لدى النظام السوري من أجل استرجاع رفات الجندي الإسرائيلي، يمكن للضغط الروسي أن يساهم في إطلاق المعتقلين اللبنانيين إذا تحركت الدولة في هذا الاتجاه.

إعاقة عمل اللجنة

لفت بو دهن إلى أن اللجنة اللبنانية- السورية، التي تشكلت في العام 2005 لتقصي الحقائق في موضوع المعتقلين، أعاق عملها النظام السوري، ولم تتوصل إلى الكشف عمن لا يزال حيا منهم، أو من كان ميتا، مؤكدا أن العديد من العائلات اللبنانية كانت تزور أبناءها في السجون السورية طيلة سنوات، قبل أن تمنع عنها الزيارات فجأة، ويفقد كل أثر لأبنائها المعتقلين.

النظام ينفي

بين أن النظام السوري ينفي وجود معتقلين لبنانيين في سجونه، إلا أن الوقائع تشير إلى العكس تماما، إذ أن شهادات لبنانيين أطلق سراحهم في السجون السورية جمعناها تؤكد وجودهم، وكذلك شهادات معتقلين سوريين تم التواصل معهم، وتابع: أحيانا كان يعلن عن عودة أسير لبناني من السجون السورية فجأة، أو يتم تسليم جثته إلى ذويه، وهذا كله موثق ويكشف بالأدلة أن هناك معتقلين لبنانيين في سجون سوريا.

القضية لن تموت

أكد بودهن أن قضية المعتقلين اللبنانيين في سجون سوريا لن تموت، وأن هناك قوى سياسية تبنت القضية، داعيا القوى التي تربطها علاقات جيدة مع النظام السوري استخدام علاقاتها، للكشف عن مصير اللبنانيين داخل السجون السورية.