خسرت إيران عشرات الآلاف من الريالات مقابل الدولار خلال الخمس سنوات الماضية، ومع توتر هو الأصعب من نوعه بين طهران وواشنطن تلوح في الأفق حرب ربما تكون مدمرة، يكافح الشعب الإيراني للصمود في وجه الأزمة الخانقة التي تسبب فيها نظام الملالي، إلى جانب المخاوف التي تدب في نفوس الملايين هناك، وفقا لما نقلته عدد من وكالات الأنباء العالمية، من أبرزها وكالة «أسوشييتد برس» التي نقلت تقريرا من قلب طهران عن الأوضاع الراهنة هناك.

رغبة الجيل الشاب في الهجرة

بالنسبة لشباب إيران، الذي احتفل العديد منهم بتوقيع الاتفاق النووي عام 2015 في الشوارع، فإن الوضع الآن أصبح أقرب إلى الجنازة. إذ يناقش الكثيرون الخيارات المتاحة أمامهم للحصول على أي تأشيرة لمغادرة إيران وبأسرع وقت.

وقال حامد زاده، وهو موظف مدني يبلغ 20 عاما: «يعاني الشباب الإيرانيون الكثير من التوتر والمستقبل لديهم غير معروف». وأضاف «المستقبل غير معروف لدرجة أنك لا تستطيع التخطيط. الشيء الوحيد الذي يمكنهم القيام به هو مغادرة إيران بطريقة ما وبناء حياة في الخارج».

وضع اقتصادي متدهور

يكافح 80 مليون شخص في إيران حاليا للصمود أمام العقوبات الاقتصادية الأميركية وانخفاض قيمة العملة، فلا يستطيع الكثير منهم شراء اللحوم أو الأدوية وغيرها من السلع الأساسية في الحياة اليومية. والآن يتساءلون عن نوايا أميركا وهي تدفع بحاملة طائرات وترسانة حربية أخرى إلى المنطقة، في ظل توتر يعد الأقوى من نوعه بين البلدين، وذلك بسبب التهديدات الإيرانية لأميركا وأيضا نشرها ترسانة من الصواريخ في مياه الخليج العربي.

محاولة التفاوض مع أميركا

يقول عدد من الإيرانيين الذين نقلت تصريحاتهم وكالة «أسوشييتد برس» إنه يتوجب على حكومتهم أن تجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، أولا، لإنهاء هذا التوتر بين البلدين، وأيضا مساعدتهم في إنهاء الحصار الاقتصادي الذي تداهم آثاره الشعب الإيراني.

التذكير بحرب العراق

يؤكد كثير من الإيرانيين أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وهذا من أكثر الأشياء التي تخيفهم، فمنذ أن انسحب من الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 مع عدد من القوى العالمية، عملت الآلة الإعلامية الإيرانية على تذكير شعبها بالحرب العراقية وشحذ هممهم على أن يصمدوا أمام أميركا والقتال من جديد في حال اندلعت الحرب.

لكن الأجيال الحالية لا تعتقد أن ذلك سيكون من صالحهم، إذ إن الوضع الاقتصادي للبلد يعاني الانهيار ولا يمكن لإيران أن تصمد كثيرا في ظل هذا الوضع، خصوصا في ظل تخلي عدد من القوى المتحالفة مع طهران عنها مثل روسيا، وكذلك الدول الأوروبية التي تتوافق وجهة نظرها مع أميركا بخصوص تعنت نظام طهران والأعمال التخريبية التي يقوم بها في الشرق الأوسط.

تدهور العملة المحلية

أشار الكثير من الاقتصاديين إلى أن اندلاع حرب ليس من مصلحة إيران في ظل وضع العملة المتدهور ويعد ذلك مصدرا مقلقا حتى بالنسبة للنظام نفسه، فخلال 5 سنوات خسرت العملة الإيرانية 116 ألف ريال إيراني مقابل الدولار، حيث كان تداول العملة الإيرانية مقابل الدولار الواحد في 2015 نحو 32 ألف ريال، وبلغ الآن 148 ألف ريال إيراني مقابل الدولار الواحد، الأمر الذي سيحول إيران إلى جحيم في حال اندلعت الحرب في المنطقة، خصوصا في ظل تمركز القوات الأميركية في عدد من القواعد العسكرية التي تحيط بإيران، وأيضا العلاقات غير المستقرة مع بعض جيران إيران، وكذلك الحرب الاقتصادية بين واشنطن وبكين. وهذا يدفع الإيرانيين أنفسهم إلى التفكير مجددا في السياسية التي تقودها بلادهم، حيث يقول سورز مالكي، المحاسب المتقاعد البالغ من العمر 62 عاما، إنه يجب على الحكومة أن تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات وذلك سيساعد في تنشيط الاقتصاد الإيراني. وأضاف: «يمكننا تقديم تنازلات وكسب تنازلات.. ليس لدينا خيار آخر».

أزمة العملة

وضع اقتصادي متدهور في إيران يتجاهله نظام الملالي

أزمة العملة

الريال الإيراني مقابل الدولار في 5 أعوام

2015

الدولار = 32 ألف ريال

البطالة بين الشباب: 25%

2019

الدولار = 148 ألف ريال

البطالة بشكل عام: 12%

الناتج المحلي من النفط سيبلغ صفرا مع تنفيذ العقوبات الأميركية