تباينت آراء مجموعة من المختصين من مشاركة الأطفال في الأعمال التلفزيونية بين من رآها أمراً عادياً وطبيعياً، بل ومطلباً لإظهار الموهبة التي تبرز منذ الطفولة، وبين من رأى فيها استغلالا للطفولة بما فيه الاستغلال الجسدي والاقتصادي، رافضين هذه المشاركة، مؤكدين أنها تقع تحت طائلة معاقبة القانون, ومال المحامي نايف الخربوش إلى الرأي الأخيرة، واصفاً تلك المشاركة بأنها «استغلال جسدي واقتصادي وثقافي للصغار»، موضحا أن المرسوم الملكي رقم م/14 وتاريخ 3/2/1436 نص على حظر استغلال الأطفال ماديا ومعنويا، وحظر الأعمال التي تضر سلامتهم أو صحتهم البدنية أو النفسية أو الاجتماعية.

المحظورات

حظر القانون مشاركة الطفل في السباقات والنشاطات الرياضية أو الترفيهية التي قد تعرضه أو صحته للخطر، ووجه جميع الجهات بمراعاة حاجة الطفل العقلية والنفسية والجسدية، لما يترتب على إشراك الأطفال في تمثيل الأدوار في المسلسلات والمقاطع المتلفزة من استغلال مادي يسهم في كسب ولي أمر الطفل أو من يقوم عليه، ولما يترتب عليه من أضرار، وأنه يجب على الجميع إبلاغ الشرطة فوراً عن أي مخالفة للنظام استناداً لما نصت عليه المادة رقم 22 لتقوم بدورها بإحالة المخالفين إلى النيابة العامة، التي تحيل وحسب المادة رقم 23 المخالفة إلى المحكمة المختصة للنظر وتوقيع العقوبة المناسبة في حق من يثبت مخالفته.

الحاجات النفسية

أوضح الإخصائي النفسي عبدالمحسن الزهراني أن الطفل يولد بمجموعة من الحاجات النفسية التي تحتاج إلى الإشباع حتى ينمو بصورة سوية، كحقه في الرضاعة التي تعزز شعوره بحنان والدته وتزيد من مناعته، وإذا ما ابتعد عن والديه وأصبح في الأستوديوهات، يستخدم كمادة تمثيلية، فإن هذا سيحدث خللا في نموه النفسي, وفي مراحل أخرى قد يتوسع الفرد على مستوى حاجاته، فيصبح هناك حاجة لتقدير الذات وحاجة للشعور بالتعزيز والانجاز وغيرها، وفي حال مضى الطفل بحياته إلى مراهقته معايشا أجواء الأستوديوهات ويلعب أدوارا فيها، فلن يتسنى له معرفة شعوره وحاجاته، لأننا نعلم أن المسلسلات والأفلام عبارة عن فكرة يكتبها شخص، فهي ليست حياة واقعية وحقيقية ليستقي الفرد منها ما يشبع حاجاته النفسية. وقد أثبتت إحدى الدراسات العلمية أن الأطفال الذين يعيشيون في ملاجئ بعيدا عن الأجواء الأسرية يعانون من خلل عاطفي ويصبح لديهم لزمات حركية كهز الجسم والرفرفة باليدين.

محفزات السلوك

أضاف الزهراني الطفل بحاجة لمحفز لتصرفاته اليومية، كحافز للسلوك الصواب وتهميش للسلوك غير الجيد، لأن هذه العملية تنمي في الطفل مفهومه لذاته والتي يصقلها بالخبرات مع مرور الأيام حتى تتشكل شخصيته، خلاف إذا جسد شخصيات أخرى فلن يجد الوقت ليعتني بذاته وشخصيته، فصبح لدينا شخص يعاني من خلل ما في مفهوم الذات، ولربما تصل الأمور إلى الشعور بالضعف الداخلي، فيصبح بيئة خصبة للأمراض النفسية التي من أسبابها ارتفاع معدلات الجريمة.

أهداف حماية الطفل

نشرت النيابة العامة عبر حسابها في «تويتر» أهداف نظام حماية الطفل، مؤكدة أن من أهدافه التأكيد على ما قررته الشريعة الإسلامية والأنظمة والاتفاقات الدولية من حماية الطفل من كل أشكال الإيذاء والإهمال ومظاهرهما، سواء وقع ذلك من شخص له ولاية على الطفل أو سلطة أو مسؤولية، كما تسعى لضمان حقوق الطفل الذي تعرض للإيذاء والإهمال بتوفير الرعاية اللازمة له ونشر الوعي بحقوقه وتعريفه بها.

ضوابط إشراك الأطفال

أكد الكاتب والمخرج المسرحي علي السعيد أن وزارة التعليم لديها ضوابط مهنية وتربوية تجاه إشراك الأطفال في أي نشاط طلابي ومنها النشاط المسرحي، وهي ضرورة أخذ موافقة ولي الأمر على مشاركته، إضافة إلى عدد من المسلمات التربوية التي تتعلق بالحوار وعدم المساس بالقيم التربوية الإسلامية أو التعدي عليها أو التلفظ بألفاظ جارحة أو إهانة الطفل أو التعريض بلونه أو جنسه أو مذهبه وانتمائه.

وهناك أيضاً ضوابط أخلاقية، ومنها عدم تعريض الطفل للخطر وعدم تعريض الرضيع للإضاءة القوية مما يؤثر على صحته، وضرورة اختيار وقت التصوير المناسب للأطفال وعدم إرهاقهم بالسهر جراء ازدحام جدول التصوير، ناهيك عن أهمية اختيار الحوارات المناسبة لسنهم.

وقال السعيد «لا بد من التنويه إلى أن موهبة الإنسان الفنية تظهر في الغالب منذ سن الطفولة، لذلك لابد من إتاحة الفرصة للأطفال الموهوبين، ولا بد من مشاركتهم في العمل الفني الذي يمثلهم، فليس معقولا أن نأتي برجل كبير ليؤدي دور الطفل، في حين يوجد من الأطفال من يمتلك الموهبة ويقدم عملا فنيا أكثر مصداقية وملامسة للواقع».

ضوابط لمشاركة الأطفال في النشاطات

أخذ موافقة ولي الأمر

ألا يخالف الحوار القيم التربوية الإسلامية أو يتعدى عليها

اختيار الحوارات المناسبة لسنهم وعدم تضمينها عبارات جارحة أو خادشة

عدم إهانة الطفل بلونه أو جنسه أو مذهبه وانتمائه

عدم تعريض الطفل للخطر

إبعاد الرضيع عن الإضاءة القوية حتى لا تتأثرصحته

اختيار وقت التصوير المناسب للأطفال وعدم إرهاقهم بالسهر