ترصد هلا حسين رشاد عجيمي، في كتابها «فضائي الداخلي/ الدليل التصميمي للبيئة الداخلية لذوي اضطراب طيف التوحد»، الصادر عن دار مدارك للنشر، تلك السلوكيات المختلفة لأطفال التوحد عن بقية الأطفال، وتوضح أن كثيرين يعيدونها إلى العين أو المس أو السحر، وتشدد على أن تلك السلوكيات قد يكون سببها عصبيا أو نفسيا، وأنه ليس من الطبيعي أن تكون جميع الحالات سببها العين، وأن بعض هذه السلوكيات تشخص علمياً بـ«اضطراب طيف التوحد».

وتؤكد عجيمي، في مقدمة الكتاب، أن هدفها منه تزويد أولياء أمور أطفال التوحد خاصة وكل من له اهتمام بمجال التوحد والتصميم الداخلي بالأسس والمعايير التي تساعدهم في تصميم بيئات مناسبة ومريحة لذوي التوحد، وكيف يمكن لهذه البيئات أن تساهم في زيادة إنتاجية وتعلم هذه الفئة المبدعة.

اضطراب طيف التوحد

التوحد يعني العزلة أو الانعزال أو التوحد مع الذات، والتوحد اضطراب وليس مرضاً. التوحدي لديه عالمه الخاص به ويرفض فيه التعامل مع الآخرين أو إدخالهم إليه، فتظهر على الطفل سلوكيات ومشاكل في النطق والتواصل وغيرها، تختلف من طفل لآخر إلى آخر.

ويعرفه مركز أبحاث التوحد بأنه «اضطراب نمائي عصبي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي مع وجود سلوكيات نمطية تكرارية، حيث تظهر هذه الأعراض في مرحلة الطفولة المبكرة وتؤدي إلى قصور في أداء المهارات الوظيفية اليومية.

كما أنه يعوق تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطريقة التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ مسببة مشكلات في المهارات الاجتماعية تتمثل في عدم القدرة على الارتباط وخلق علاقات مع الأفراد، وعدم القدرة على اللعب واستخدام وقت الفراغ، وعدم القدرة على التصور البنّاء والملاءمة التخيلية.

تاريخه

يعد اضطراب طيف التوحد من المشاكل التي وجدت منذ مئات السنين، فهو ليس بمشكلة حديثة، فقد وردت قصص تاريخية عديدة أشارت إلى وجود أشخاص توحديين، كما أن هنالك العديد من العباقرة الذين سطروا أسماءهم في التاريخ وحتى وقتنا الحاضر مصابون بهذا الاضطراب، منهم آلبرت أينشتاين (عالم فيزيائي)، إسحاق نيوتن (عالم في الرياضيات والفيزياء)، لودفيج فان بيتهوفن (موسيقار عبقري عالمي ومطور الموسيقى الكلاسيكية)، توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي) وغيرهم. وكان الطبيب النفسي الأميركي، ليو كانر، أول من أطلق اسم اضطراب التوحد ووصفه وذلك عام 1943، إلا أن أول من استخدم تعبير (توحد طفولي) كان الطبيب النفسي السويسري (بلولور) والذي استخدمه في وصف مرحلة الانعزال وعدم فهم الحقيقة التي يمر بها مرضى الفصام.

ظهوره

يظهر التوحد عادة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، فبعض الأطفال يظهرون بصورة واضحة خلال السنة الأولى من عمرهم، والبعض الآخر ينمون بشكل طبيعي، ثم يتراجع وضعهم خلال السنة الثانية والثالثة من عمرهم، عن طريق فقد بعض المهارات التي اكتسبوها خلال عامهم الأول. وأظهرت الدراسات أن معدل انتشار التوحد عند الذكور أكثر بـ4 أضعاف منه عند الإناث. ولاتزال أسباب الإصابة بالتوحد غامضة ومخفية، ولكن مجموعة من العوامل العضوية والكيميائية لا تزال البحوث والدراسات الحديثة مستمرة عليها تؤثر فيها، منها الوالدان، وإصابة المخ أو الجهاز العصبي، وبعض الاضطرابات الأيضية، وأسباب وراثية، وأسباب طبية، وأسباب كيميائية وفيروسية، وأسباب بيئية ونفسية، والمواد الحافظة المضافة للأغذية.

فئاته

قسم اضطراب التوحد إلى 5 فئات وهي: اضطراب التوحد، متلازمة أسبرجر، متلازمة ريت، اضطراب الانتكاس الطفولي، الاضطراب النمائي الشامل- غير المحدد. وتم إطلاق مسمى واحد شامل وهو (اضطراب طيف التوحد) لأي فئة تحمل سمات التوحد. وأعراضه اقتصرت على مجالين أساسين هما: قصور في التواصل الاجتماعي، والحركات النمطية التكرارية. ولتشخيص الطفل باضطراب طيف التوحد لا بد أن تنطبق عليه الأعراض بكلا المجالين السابقين، وإن كانت بنسبة الحد الأدنى، ويتم التشخيص خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، من خلال الملاحظة المباشرة لسلوكه بواسطة إخصائي نمو الطفل أو طبيب، كما يمر تشخيص التوحد على عدد من الاختصاصيين منهم: (طبيب أطفال، إخصائي مخ وأعصاب، طبيب نفسي، إخصائي تخاطب وغيرهم). يتم في البداية الجلوس مع والدين الطفل والأشخاص المقربين منه لجمع معلومات دقيقة عنه، كما يعرض الطفل على أطباء مختصين لعمل أشعة مقطعية وتخطيط للمخ للتأكد من عدم وجود أي مرض عضوي لديه. وهنالك نماذج مطورة تضم أسئلة تشخيصية للحصول على المعلومات المتعلقة بالطفل وأسرته منذ بداية الحمل وحتى وقت عمل الاختبار التشخيصي ليتم من خلالها التشخيص الصحيح للتوحد وتتوفر لدى بعض المراكز العالمية.

فريق التشخيص:

يتكون فريق التشخيص من عدد من الإخصائيين في مختلف التخصصات لتقييم حالة الطفل، بعضهم يكونون جزءاً من فريق العمل، والبعض الآخر يكونون مستشارين مكملين للفريق، وهم: إخصائي الوراثة، الطبيب النفسي، إخصائي التخاطب، إخصائي قياس السمع، الوالدان والمدرسون، الإخصائي الاجتماعي، طبيب الأطفال، طبيب الأعصاب، الإخصائي النفسي، إخصائي العلاج الطبيعي، إخصائي العلاج المهني، معلم التربية الخاصة، إخصائي العيون، القائمة التشخيصية. فإذا ما ظهرت 6 سمات من سمات التوحد أو أكثر فيجب أن يؤخذ الأمر بصورة جادة، وكلما كان التشخيص مبكراً والتدخل مبكراً كان تطبيق البرامج السلوكية والتعليمية أسرع وأفضل وظهرت ثماره بصورة أبكر.

سماته العامة:

• الميل إلى العزلة وصعوبة الاختلاط والتعامل مع الآخرين.

• اللعب بمفرده وبصورة غريبة مع التكرار والنمطية في اللعب.

• لف وتدوير الأشياء.

• ترديد ما يسمع من الكلام بصورة ببغائية.

• الصراخ والبكاء المستمر دون سبب.

• الضحك والابتسامة دون سبب.

• تجاهل من يحيطون به حتى يتصورون بأنه أصم.

• التعامل بالإيماءات أو استخدام كلمات غير مفهومة.

• رفض ملامسة الآخرين له.

• لا ينظر لما حوله ولا يدقق في النظر للأشياء.

• لا يعبر عن الآلم.

• لا يدرك الخطر فيخاف من أشياء لا تستحق الخوف منها ولا يخاف من الأشياء التي تستحق الخوف.

• لا يستجيب لاسمه عند مناداته باسمه.

• كثيراً ما يتجول في المنزل بدون هدف أو طالباً لحاجة.

علاجه

لقد تعددت الأسباب المحتملة للإصابة بالتوحد وتعددت معها أساليب العلاج، ومع غموض هذه الأسباب ظل العلاج غامضاً معها، حيث إنه ليس هنالك علاج يشفي تماماً من التوحد حتى الآن، فالتوحد يستمر مع الشخص مدى الحياة، لكن تختلف درجة أعراضه المصاحبة، كما أنه لا توجد طريقة أو علاج أو أسلوب واحد يمكن أن ينجح مع جميع الأشخاص التوحديين. ولكن توجد أساليب تدخل علاجية تعمل على التخفيف من هذه الأعراض وتساعد في تحسين قدراتهم ومهاراتهم اليومية، بالإضافة إلى التدخل المبكر وبرامج تعديل السلوك وبرامج التربية الخاصة.

التصميم الداخلي واضطراب طيف التوحد

يعرف التصميم الداخلي بأنه عملية تخطيط ودراسة الفراغات الداخلية وإيجاد الحلول المناسبة لها من ناحية الحركة وتوزيع الأثاث واختيار الخامات والألوان والإضاءة وغيرها بأسلوب مبتكر وجهد أقل؛ للحصول على بيئة مناسبة تضفي الراحة والسرور على ساكنيها. فهو علم يهتم بكل إنسان مهما كانت حالته الصحية أو الاجتماعية أو المادية.

يلعب التصميم الداخلي دوراً هاماً جداً في التحكم بالبيئة الداخلية لأي منشأة وينعكس بالتأكيد إما سلباً أو إيجاباً على ساكنيها، حيث إنه يؤثر على سلوكياتهم وإنتاجيتهم وحالتهم المزاجية، وبالتالي فالبيئة الداخلية لأي منشأة تعكس أيضاً شخصية وحال ساكنيها.

وهنا تظهر أهمية التصميم الداخلي لذوي التوحد؛ فمن خلال التصميم الداخلي الصحيح لبيئة طفل التوحد نستطيع التحكم في سلوكياته وإنتاجيته وتعلمه واكتسابه للخبرات والمهارات، كما أنه يضمن توفير جوانب الأمن والسلامة في الفراغ الذي يعيش فيه الطفل.

وأهم المعايير التصميمية لبيئة ذوي التوحد، هي:

تصميم الفراغات:

• يجب مراعاة عناصر التصميم كـ(اللون، الملمس، التهوية، التوجيه، الصوتيات) وغيرها داخل الفراغات.

• الصوتيات هي العامل المعماري الأكثر تأثيراً على أطفال التوحد، لذا لابد من مضاعفة العزل.

• تقليل مساحة البيئة الحسية والتحكم بها قدر الإمكان من خلال التقسيم المادي للمساحات.

• يقسم الفراغ إلى فراغات تتوزع بها الأنشطة.

• التقسيم المادي للأنشطة يساعد على انخفاض الانحرافات البصرية، ويحدد مجال الرؤية.

• يفضل أن تكون الفراغات صغيرة لتقليل تشتت النظر.

• الإشارات البصرية والسمعية في النشاطات المكونة للفراغ تساعد على التحكم في حالة وردود الطفل داخل البيئة وتسيطر عليها.

• يفضل أن تكون الفراغات قريبة وسهلة الوصول.

• يفضل أن تكون الفراغات على مرأى من عدة زوايا بالصالة الرئيسية بالمنزل لتسهيل عملية مراقبة الطفل.

• توضيح أماكن الأنشطة في الفراغ وجعلها ثابتة.

• توفير فراغ خاص للتخلص من سلوك مضايق للطفل.

• يجب حفظ لعب الأطفال والكتب والأدوات بعيداً عن أنظارهم وبصورة منظمة داخل أرفف أو دواليب، لتقليل الفوضى بالنسبة لهم.

• إدخال العناصر الطبيعية إلى الفراغ كالنباتات، حيث إن لها تأثيراً مهدئاً على الطفل.

جوانب الأمن والسلامة:

• تجنب اﻷدوار المتعددة.

• وضع وسائل بصرية للطفل التوحدي تشير للأماكن التي تتوفر بها نسبة خطورة كالمصاعد والسلالم وصنابير المياه الحارة.

• تغطية مداخل وأفياش الكهرباء بأغطية أمان بلاستيكية.

• خلو الفراغات من أي أدوات حادة أو قابلة للكسر.

• إغلاق الفراغات التي توجد بها نسبة خطورة على الطفل كالمطبخ.

• يفضل تركيب كاميرات للمراقبة.

• كساء الحواف كـ(حواف الجدران، الدواليب، الطاولات) بإسفنج لين.

• لابد من تركيب سور حماية حول حمام السباحة إن وجد.

• كساء أدوات اللعب بالحدائق أو الملاعب بإسفنج لين لتخفيف الحوادث.

الممرات:

• يفضل أن تكون متسعة، فلا يقل عرضها عن 120سم.

• خلو الممرات من أي عوائق للحركة كالمنحدرات أو الأعمدة أو الاختلاف في مستويات الأرضية أو البروزات الحائطية.

• يفضل أن تكون انسيابية للوصول.

• يفضل معالجة حوائط الممرات الطويلة المؤدية إلى فراغ الطفل التوحدي بحائط إسفنجي.

السلالم والمصاعد:

• يفضل استخدام الأبواب المنزلقة للمصعد، وأن تظل مفتوحة لمدة لا تقل عن 10 ثوان.

• وجود مفتاح داخل وخارج المصعد لفتح وغلق بابه بصورة يدوية.

• يفضل أن يكون زر الاستدعاء في حالة الطوارئ واضحا وقريبا من مستوى الطفل.

• مراعاة أن يكون لون باب المصعد مختلفا عن الأسطح المجاورة له.

• مراعاة أن تكون أرضية المصعد والسلالم غير قابلة للانزلاق.

التهوية والتكييف:

• مراعاة توزيع التكييف داخل الفراغ بصورة مدروسة ومتساوية.

• تجنب استخدام المراوح المعلقة في السقف للأطفال الذين يعانون من التشتت البصري.

• بعض وحدات التكييف مثل: مكيف الشباك يصدر أصواتاً لا تناسب بعض الأطفال الذين يعانون من التحسس السمعي المفرط.

• يعتبر التكييف المركزي والسبلت من أفضل وحدات التكييف ولكل منهما مميزاته وعيوبه.

• يفضل استخدام منقي الهواء داخل الفراغ.

الحوائط (الجدران):

• يفضل استخدام الدهانات غير اللامعة لطلاء الحوائط والأسقف.

• استخدام ألوان فاتحة وغير لامعة يساعد على انتشار الضوء دون أي مؤثرات.

• التصاميم في الجدران يفضل أن تكون غير خطية وغير متنافرة.

• يفضل استخدام ورق جدران ذي رسوم تعليمية ورسوم محفزة لخيال الطفل.

• من المفيد استخدام طلاء معالج أو ورق الجدران القابلة للكتابة والرسم عليه؛ فذلك يعطي الطفل حرية التعبير والرسم.

• بعض الأطفال التوحديين لديهم نوبات غضب شديدة، لذا يفضل استخدام معالجة للحوائط من الإسفنج.

الأرضيات:

• الابتعاد عن الاختلاف في مستويات الأرضيات.

• تجنب الدمج بين أنواع الأرضيات المختلفة (كدمج أرضية عشبية مع سيراميك).

• تعتبر خامة الفينيل والموكيت هي الخيار الأمثل لأرضيات الفراغات.

• يفضل وضع إشارات توضيحية بالأرضيات لسهولة توجيه الطفل.

• مراعاة اتجاه فتح الباب لتجنب الاصطدام.

• يفضل أن تكون الأبواب ذات درفة واحدة وسهلة التحريك بيد واحدة.

• تعتبر الأبواب المنزلقة خياراً آمناً، خصوصاً لأطفال التوحد ذوي الإعاقة البصرية.

• أن تكون الأبواب ممكنة الفتح من الخارج، وذلك لسهولة فتحها في حال حبس الطفل نفسه بالداخل.

• يفضل أن يحتوي الباب على فتحة زجاجية للتمكن من مراقبة الطفل دون التعدي على خصوصيته.

• تجنب الأبواب الزجاجية التي ليس لها أي إطار.

الإضاءة:

• الإضاءة الطبيعية مهمة جداً لإضاءة الفراغات ولكن لا بد من استخدام حواجز وكاسرات الشمس.

• يفضل استخدام الإضاءات الصناعية المخفية أو المنتشرة المريحة والبعيدة عن الوهج والضوضاء.

• الابتعاد عن إضاءات الهالوجين أو النيون، بسبب تأثيرها بارتفاع درجة الحرارة.

* استخدام الإضاءات المركزة على العناصر المراد إظهارها وجذب انتباه الطفل لها.

• التأكد من ثبات مصادر الإضاءة، فحركة الضوء تسبب تشتتاً للطفل وترهق عينه.

• أفضل الإضاءات الحالية هي إضاءات LED.

الأثاث

• تناسب حجم الأثاث وتوزيعه داخل الفراغ.

• يراعى أن تكون أطراف الأثاث ذات زواية منحنية غير حادة.

• يفضل أن تكون قطع الأثاث بعيدة عن منطقة الوسط لمنع اصطدام الطفل به.

• مراعاة أن يكون الأثاث ثقيل الوزن لكي لا يستطيع الطفل تحريكه.

• الابتعاد عن استخدام الزجاج في الأثاث والكماليات.

• الستائر المعدنية والستائر ذات الخطوط تعمل على تشويش

الأطفال.

دورات المياه:

• استخدام صور ومثيرات بصرية داخل دورة المياه لجذب الطفل إليه.

• تناسب أحجام أثاث الحمام مع الطفل والاستعانة بقطع مساعدة كاستخدام سلم متدرج عند المغسلة أو كرسي للمرحاض.

• يفضل الابتعاد عن استخدام المرحاض العربي أو المعلق أو المغاسل المعلقة لصعوبة تعامل الطفل معها.

الألوان:

• مراعاة التنوع في توظيف الألوان داخل الفراغ للتميز بين مختلف عناصره.

• استخدام مخططات أحادية اللون داخل الفراغات هي الأفضل.

كيف أصمم بيئة طفلي التوحدي

عملية التصميم الداخلي لبيئات أطفال التوحد تعتمد أولاً على دراسة سلوكيات الطفل وعناصر الفراغ المؤثرة عليه سلباً، وبناءً على ذلك تتم معالجة الفراغات عن طريق تقليص هذه العناصر واستخدام عناصر تحفز السلوكيات الإيجابية لديه، وذلك يعتمد على إبداع المصمم في إيجاد الحلول والوسائل والتقنيات الحديثة.

لذا في البداية وقبل البدء في عملية التصميم الداخلي لبيئة طفلك التوحدي لا بد من معرفة وفهم طفلك التوحدي بشكل جيد، وذلك لتصميم البيئة المناسبة له، بالإضافة إلى معرفة عدة أمور يحتاجها أطفال التوحد بشكل عام وهي كالتالي:

• معرفة إن كان طفلك التوحدي يعاني من أي نوع من الاضطرابات الحسية أوالحساسية المفرطة أم لا؟.

• أطفال التوحد محبون للروتين، فلا بد من معرفة روتين الطفل وتنمية هذا الحب لديه.

• الطفل التوحدي وكغيره من الأطفال يحتاج إلى الخصوصية والمساحة الشخصية الخاصة به، ولذلك يفضل توفير مكانٍ آمن لطفلك يجد حريته الشخصية فيه.

• لا بد من توفر وسائل الأمن والسلامة بالمنزل.

• معظم أطفال التوحد بصريون، فيحتاجون إلى إشارات ووسائل بصرية تساعدهم في التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم.

• المحاولة في معرفة الأشياء التي يحبها ويفضلها طفلك التوحدي وتوفيرها بالمنزل.

خطوات عملية

• لا بد من معرفة أبعاد )قياسات( الغرفة، وذلك لتسهيل عملية توزيع الأثاث.

• يفضل أن تتم دراسة احتياجات الطفل داخل الفراغ قبل البدء في إجراء التعديلات.

• البدء في بإجراء التعديلات على ورقة الرسم البياني.

• دراسة تكاليف التعديلات إن وجدت، وهل تتناسب تكاليف التعديلات مع ميزانية الأسرة.

• إخراج الأثاث والمواد من داخل الغرفة والبدء في تنفيذ التعديلات. يفضل مراعاة عدد من الأمورعند تخطيط وترتيب بيئة الطفل التوحدي:

• توزيع الأنشطة في الغرفة بأسلوب انسيابي ودراسة حركة الطفل بها.

• التقليل من الفوضى داخل الفراغ، سواء في الترتيب أو الأثاث أو الإضاءات أو الخامات أو الألوان في الأرضيات أو الجدران.

• تخصص مساحات حرة بالغرفة كمساحة خاصة باللعب والرسم ومساحة خاصة بالتعلم ومساحة لإجراء التدخلات السلوكية بها وغير ذلك، كل هذا يتحدد بناءً على احتياجات الطفل.

• استغلال المساحات بقدر الإمكان بعيداً عن الفوضى، فمثلاً يمكن استغلال الجدار عند منطقة اللعب عن طريق طلائه بدهان خاص )يصبح كالسبورة( يمكن أن يرسم الطفل عليه أو تركيب ورق سبورة يمكن الرسم عليه.

• وضع الأدوات المستخدمة في الأماكن المناسبة لتسهيل وصول الطفل لها، كوضع الألعاب في نفس المنطقة نفسها المخصصة للعب، وضع الكتب والقصص في المساحة الخاصة بالتعلم، سواء في دولاب أو أرفف وهكذا.

• إدخال عناصر طبيعية داخل الفراغ، سواء كانت من الخامات المستخدمة بالفراغ أو من خلال إدخال النباتات.