مع تلقي لبنان دعوة المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمتين الإسلامية والعربية اللتين تعقدان في مكة المكرمة نهاية مايو الجاري، دعت قوى سياسية لبنانية إلى ضرورة مجاهرة لبنان من جديد بانتمائه العربي وعدم الخروج عن أي مقررات تصدر عن القمة، وإعلان التزامه بالمنظومة العربية لأنه لا مجال للمناورات في التزام هذا الخيار لبقاء لبنان ومواجهة الخطر الإيراني، لافتين إلى ضرورة أن يستقوى لبنان بالشرعية العربية والدولية، للتخلص من إرهاب حزب الله في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة ، كما أن الالتزام بمقررات القمة يمثل فرصة لتخلص لبنان من الوصاية الإيرانية المقنعة.

الإجماع العربي

وفيما يترأس رئيس الحكومة سعد الحريري الوفد اللبناني إلى القمة العربية المقبلة بمكة المكرمة، قال المحلل السياسي اللبناني يوسف دياب لـ «الوطن»، إن «مشاركة لبنان في القمة العربية أمر طبيعي فهو جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وبالتالي لا يستطيع أن يكون اليوم خارج الإجماع العربي وخارج عن المقررات التي تصدر عن القمة، مبيناً أن لبنان عضو في الجامعة العربية وعليه أن يؤكد ذلك في القمة ولاحقاً من خلال إعلانه الواضح والصريح والتزامه بكل مقرراتها وما يصدر عنها». وأضاف دياب: «لا يمكن أن يكون لبنان حيادياً تجاه المخاطر التي تتعرض لها دول الخليج والدول العربية الأخرى ولا يمكن له القول بالنأي بالنفس فهذه المقولة لا تنسحب على الأوضاع الحالية، ويجب أن يكون لبنان جزءاً من المنظومة العربية».

تباين المواقف

وعن البلبلة التي تحدث نتيجة مواقف تتخذها قوى سياسية ووزراء في الحكومة معاكسة لما يُتخذ من مقررات لا سيما في المواقف الخارجية، أشار دياب إلى أن «مواقف الدولة اللبنانية والحكومة واضحة في السياسة الخارجية وهي منسجمة، مع الدستور اللبناني والشرعية العربية المتمثلة بقراراتها، وكذلك الشرعية الدولية المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن».

وأضاف أن هذا الانسجام يجعل لبنان لا يحيد عن مقررات الشرعيات الثلاث أما بالنسبة للخلل الذي يعتريه مثل مواقف وزير الخارجية جبران باسيل في بعض الأحيان، فهو يمثل بمواقفه التي تعبر عن وجهة نظر حزب الله وإيران أكثر مما يعبر عن وجهة نظر لبنان الرسمي، وبالتالي فإن مواقفه لا تلزم الدولة اللبنانية، كون القرارات تصدر عن مجلس الوزراء ويفترض أن يترجمها وزير الخارجية في السياسات الخارجية، حتى وإن تعارضت مع توجهاته.

ثمن غال

وشدد دياب على أهمية التزام لبنان بالمواقف التي تصدر عن الجامعة العربية والشرعية الدولية ، وقال» أما عن مهام حزب الله الجديدة المكلف بها من قبل الحرس الثوري الإيراني من عمليات قتل وخطف جنود أميركيين فإذا ثبتت هذه المسألة والتزم بها حزب الله فهذا يعني أن الحزب يورّط لبنان في عمليات إرهابية خارجية ،لا يستطيع لبنان أن يتحمل تداعياتها».

وقال دياب «إنه في حال تنفيذ حزب الله هذه العمليات فإن الثمن الذي يدفعه حزب الله سيكون كبيراً لكن الثمن الأكبر سيدفعه لبنان واللبنانيون بكل فئاتهم خاصة أن الولايات المتحدة الأميركية ستغير موقفها تجاه لبنان».

كيفية الاستفادة من قمة مكة

- مجاهرة لبنان من جديد بانتمائه العربي

- عدم الخروج عن أي قرارات تصدر عن القمة

- التأكيد على أن لبنان عضو في الجامعة العربية

- انسجام القرارات مع الدستور اللبناني والشرعية العربية والشرعية الدولية