تستضيف المملكة العربية السعودية في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك الجاري، قمة طارئة دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مكة المكرمة للالتقاء بالأشقاء قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك في إطار ما يجمع شعوب المنطقة من وشائج الأخوة علاوة على اهتمام القادة بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتأتي هذه القمة في ظل ظروف تعصف بمنطقة الخليج العربي وتشكل تهديدا صارخا لدولها إثر الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، وهي تداعيات خطيرة ليست على منطقة الخليج العربي وحسب بل على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.

قمة غير عادية

وتختلف هذه القمة في ظروف انعقادها عن طبيعة القمم العادية التي يعقدها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كل عام في كل دولة من الدول الأعضاء في المجلس وذلك وَفْق الأبجدية والتي كان آخرها في المملكة العربية السعودية في شهر ديسمبر عام 2018 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأكد بيانها الختامي حرص دول المجلس على الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم رخاء شعوبها، وعلى تعزيز علاقات المجلس مع الدول الشقيقة والصديقة، والعمل مع المنظمات الإقليمية والدولية للحفاظ على الأمن والسلام العالميين.

تعزيز الأمن والاستقرار

وتعيد القمة الطارئة في مكة المكرمة للأذهان كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي ألقاها خلال أعمال القمة العادية 39 في الرياض، حيث أكد أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قام من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس الذين يعدون الثروة الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال، مبينا حرص قادة دول الخليج على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.

وقال خادم الحرمين الشريفين في هذه الكلمة: لقد حبا الله، عز وجل، دولنا بثروات بشرية وطبيعية عززت دورها الحضاري في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب منا جميعا تسخير طاقاتنا لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة.

38 قمة سابقة

وسبق انعقاد القمة المعتادة التاسعة والثلاثين في الرياض عقد 38 قمة خليجية استضافت دولة الكويت فيها القمة الـ38 في 5 ديسمبر 2017 وأكد خلالها قادة دول المجلس على تعزيز وتعضيد دور مجلس التعاون ومسيرته نحو الحفاظ على المكتسبات وتحقيق تطلعات مواطنيه بالمزيد من الإنجازات.

يذكر أنه على مدى 38 عاما من إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ظل قادة دول المجلس على مبدأ واحد يدعون من خلاله إلى تعزيز الترابط بين دول المجلس وفق أسس متينة تؤمن حياة شعوبها ومقدرات منطقتها إلى جانب الحفاظ على أن تكون علاقات دول المجلس مع جميع دول المنطقة قائمة على مبادئ حسن الجوار والتفاهم والاحترام المتبادل لسيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واحترام مبدأ المواطنة.

ظروف معقدة

- الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات

- ما قامت به الميليشيات الحوثية من الهجوم على محطتي ضخ نفطي بالمملكة

- مواصلة النظام الإيراني سياساته العدائية في التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

- التعزيزات الأميركية بمنطقة الخليج العربي

- مواصلة القوى المتطرفة والإرهابية تهديد الأمن الخليجي