صعدت ميليشيات الحوثي الانقلابية من إطلاق الصواريخ البالستية تجاه أعيان مدنية داخل السعودية، بطرق همجية، ومخالفات مستمرة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، ويستمر هذا التصعيد بشكل عشوائي وعبثي دون أي تفريق بين المواقع العسكرية أو المدنية، بينما تواصل العناصر الإرهابية الإيرانية تهديدها للمدنيين من خلال إرسال الصواريخ البالستية، التي تم توجيهها من داخل اليمن عبر الخبراء الإيرانيين لاستهداف الأعيان المدنية والمواقع المكتظة بالمدنيين والبعيدة عن أي موقع عسكري ومنها المستشفيات والمدارس والمطارات والأسواق التجارية والأحياء السكنية.

وبينما أعلن ناطق الحوثيين العسكري لقمان شرف في وقت مبكر تحديد 300 هدف مدني، قالت مصادر، إن جميع تلك الأهداف التي وجهت إليها صواريخ وطائرات مسيرة، كانت تسهدف جميعها المدنيين والمواقع المدنية المختلفة داخل السعودية، وتجاوزت تلك الاستهدافات منذ إعلان لقمان أكثر من ذلك الرقم موزعة بين صواريخ وقذائف وطائرات مسيرة.

استهداف المدنيين

وأرسل الحوثيون حتى الآن قرابة 227 صاروخا، وأكثر من 87 ألف مقذوف من الأراضي اليمنية جميعها استهدفت مواقع مدنية ونجحت قوات الدفاع الجوي في صدها والاعتراض لها، لتحقق إنجازا غير مسبوق في إنقاذ حياة المدنيين.

وتمكنت الدفاعات الجوية السعودية من منع حدوث عدة كوارث مدنية متتالية داخل ثلاثة مطارات تكتظ بالآلاف من المسافرين المدنيين، والتي استهدفها الحوثيون خلال فترات متقاربة بطائرات مسيرة تحمل متفجرات شديدة الانفجار، وهي: مطار الرياض، ومطار أبها، ومطار جازان، ومطار نجران، واعترفت قناة المسيرة التابعة للحوثيين باستهداف المطارات والمدنيين، بما فيها مطار الملك عبدالعزيز في جدة الذي يشهد حاليا ازدحاما كبيرا بالمدنيين وخاصة القادمين لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك.

الأحياء السكنية والمستشفيات

تعمدت الميليشيات الحوثية إرسال عدد من الصواريخ البالستية على عدد من المدن الكبيرة والرئيسية والبعيدة عن حدود المعركة وتم التركيز على أحياء داخل تلك المدن، وشملت مدن: أبها وخميس مشيط ونجران وجازان، وسقط عدد من الضحايا الأبرياء بينهم عدد من الأجانب، إضافة إلى استهداف مدينة الرياض وجدة.

وتجاوز الحوثي استهداف الأحياء السكنية لاستهداف أطهر البقاع مكة المكرمة أكثر من مرة، وتمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من إسقاط تلك الصواريخ على مسافات معينة وحماية بيت الله الحرام والمعتمرين من العبث الحوثي، ويأتي استهداف مكة المكرمة في فترات ومواسم يكون أعداد الزوار كبيرة جدا، حيث استهدف الحوثيون مكة المكرمة العام الماضي فترة الحج، ثم تم استهداف مكة هذا العام في منتصف شهر رمضان المبارك وقت الذروة وارتفاع أعداد الزوار.

وواصل الحوثي همجيته واستهداف المدنيين، وكان للمستشفيات نصيب من التعدي على المدنيين، حيث تعرض أحد مستشفيات نجران لقذائف الحوثي ونتج عن ذلك خسائر مادية، دون أي خسائر في الأرواح.

الداخل اليمني

أكد مصدر يمني لـ»الوطن»، أن ما يقوم به الحوثيون من تعمد إرسال الصواريخ الإيرانية على المدنيين داخل السعودية هو ذات الأسلوب الذي يمارسونه في الداخل اليمني من استهداف مباشر للمدنيين، مبينا أن انتهاكات الحوثيين تتواصل داخل اليمن، ولم تتوقف يوما لأي اعتبارات رمزية أو قداسية أو غيرها.

وقال إن الحوثيين لا يفرقون بين شهر صيام أو حج أو غيره، مثلما هو حالهم لا يفرقون بين مدنيين أو عسكريين في حربهم الهمجية التي يشنونها على اليمنيين وخاصة المدنيين، مضيفا أن الحوثيين تعمدوا استهداف المدنيين من اللحظات الأولى لانقلابهم وعمدوا إلى تفجير المنازل وتفخيخها، واستهداف خيام الأعراس، وقاموا بزراعة الألغام في كل محيط وأركان وزوايا اليمن دون أي احترام للإنسانية أو للطفولة، وذهب ضحية ذلك عدد كبير من الأطفال والنساء، وخالف الحوثيون المواثيق الدولية حول زراعة الألغام دون أي رادع، وأضاف المصدر تعمد الحوثيين استهداف المدارس وفجروها، ووصل استهداف الحوثيين الأسواق الشعبية والمستشفيات، وأشار المصدر إلى أن أغلب ضحايا الحوثيين في الداخل هم من المدنيين الأبرياء، ويأتي في مقدمة ذلك تجنيد الأطفال دون سن العاشرة كمخالفة دولية واستهداف للطفولة والمدنيين بشكل مباشر في ظل تمادي وصمت المنظمات، وقال المصدر الحوثي، إن التحالف العربي بقيادة السعودية لم يتوقف نجاحه وإنقاذه لحياة الأبرياء في الداخل السعودي، بل هنا في اليمن الحوثي يطلق صواريخ وطائرات لاستهداف المدنيين في مأرب والحديدة وتعز وغيرها، والذي يقوم بعملية التصدي وإنقاذ الأبرياء المدنيين هو التحالف العربي، لأن الإمكانات لدينا أقل من القدرة على الصد والمواجهة.