كشف مصدر يمني أن الرد الأممي المتداول على الإعلام الحوثي ووسائل تواصلهم، والمكون من 7 صفحات، والذي قام الحوثيون بتوزيعه ونشره عمدا بين أنصارهم وقياداتهم ووسائل إعلامهم المختلفة، ووصفوه برد الأمم المتحدة على الرئيس هادي خطاب مزور.

خطاب الرئيس هادي

وأوضح المصدر لـ»الوطن» أنه في 22 مايو 2019 صدر خطاب من مكتب الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرس، مكون من 5 صفحات مطبوعة على ورق المكتب الرئاسي ويحمل توقيع الرئيس، وحمل الخطاب العديد من الملاحظات والانتقادات على دور المبعوث الأممي إلى اليمن.

تجاوزات الحوثيين

وبين أن الملاحظات تضمنت تجاوزات الحوثيين بعد اتفاق ستوكهولم ودور المبعوث الأممي في توفير الضمانات للميليشيات الحوثية للبقاء في الحديدة، تحت مظلة الأمم المتحدة، وتعامل المبعوث مع الانقلابيين كحكومة أمر واقع، إضافة إلى موقفه السلبي من القرار 2216 والعمل على تجاوزه، وتجاهله ملف الأسرى، وتقديمه إفادة إلى مجلس الأمن كنموذج للخرق الفاضح الواضح، فضلا عن إشادته بمجرم حرب.

انتقاد عمل المبعوث

كما انتقد الخطاب، حسب المصدر، المبعوث الأممي بتجاهل الرقابة الثلاثية المنصوص عليها بالقرار 2451، واتفاق المبعوث مع الميليشيات على تسليم موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى للأمم المتحدة دون إشراف الحكومة أو معرفتها، وتضمن الخطاب الذي يحمل ختم الرئيس هادي خطابه منح فرصة أخيرة للمبعوث الأممي إلى اليمن لالتزامه الحرفي بالمرجعيات الثلاث وتنفيذ اتفاق ستوكهولم في إطار المفاهيم المتعارف عليها للقانون الدولي، وتأكيد الحكومة اليمنية على خيار السلام وتعاونها مع الأمم المتحدة.

تزوير الخطاب

وأضاف المصدر أنه في 27 مايو تناقل الحوثيون خطابا مطولا، وصفوه بأنه خطاب نائب الأمين العام في رده على الرئيس هادي، فيما تناقلت كافة وسائل وقوات وإعلام الحوثيين ذلك الخطاب المزور على لسان الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن ذلك الرد المكذوب عبارة عن 6 صفحات، لا يحمل شعار مكتب الأمم المتحدة، وتضمن 8 بنود جميعها تصب في مصلحة الحوثيين.

وبين المصدر أن الحوثيين حاولوا في البند الثامن التقليل من مكانة الرئيس هادي وأن الخطاب كتب نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة، مؤكدا أن الخطاب المزور تم صياغته وكتابته بالطريقة التي يرغبها الحوثيون وفق أهوائهم وتوجهاتهم ورغباتهم.

منير الماوري

وكشف المصدر أن من قام بكتابة الخطاب وتزويره هو الإعلامي الحوثي منير الماوري الذي يقيم في أميركا، ويجد دعما كبيرا من عبدالملك الحوثي، وبعض القيادات الإعلامية اللبنانية، ويمتلك قدرات كبيرة في تغيير الحقائق وتزييفها، وتابع «هذا الشخص يقوم بأدوار مخادعة للرأي العام والمشاركة في العديد من الحملات الإعلامية التي تدعم الحوثيين ومواقفهم.

تمادي الأمم المتحدة

وأكد المصدر أن تمادي الحوثيين واستمرارهم في التزوير نابع من قناعتهم برضى الأمم المتحدة على ذلك، مشيرا إلى أنهم يعلمون أن المنظمة لن تحرك ساكنا، وذلك من واقع تجاربهم معها وصرفها النظر عن تجاوزاتهم وانتهاكاتهم، خلال الفترة الماضية.

العمل مع الحوثيين

وأوضح أن كافة المبعوثين الأممين إلى اليمن بدءا من جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ، وصولا للبمعوث الحالي، عملوا شركاء مع الحوثيين وتبادلوا الزيارات الخاصة والهدايا التذكارية وشارك بعضهم البعض في المناسبات، وذلك على حساب القضية اليمنية والعمل لصالح الحوثييين، وتابع: هذا الأمر الذي زاد من معاناة اليمنيين وتردي الأوضاع وعدم الوصول إلى حل جذري للقضية.

الرد الأممي

أكد المصدر أن الأمم المتحدة كانت قد قامت بالرد الفعلي في 23 مايو 2019 على خطاب الرئيس هادي من خلال مكتب الأمين العام، وحمل الرد الشكر على الصراحة المخلصة والآراء المتعلقة بالأنشطة الأخيرة، وتعامل الرئاسة اليمنية، على أن يضاعف المبعوث الأممي من جهوده لدعم الأطراف في الوفاء والالتزام بكافة التعهدات، لافتا إلى أن الوفاء بهذا التفويض يحتاج إلى تعاون مستمر من الحكومة اليمنية.

الحفاظ على الحياد

وأشار الخطاب إلى أن اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة سيتم فيه بذل كل جهد ممكن، للحفاظ على الموقف المحايد المتوقع من الأمم المتحدة، وحماية روح ونص الاتفاق، مؤكدا أن منظومة الأمم المتحدة ومبعوثها سيعمل بلا كلل لتحقيق تنفيذ كامل للاتفاق وإحراز تقدم ملموس لإنهاء الصراع، وقال إن الخطاب حمل توقيع أنطونيو جوتيرس.

لماذا يزور الحوثيون خطاب الأمم المتحدة ؟

لأنهم يعلمون أن المبعوث الأممي لن يحرك ساكنا

3 مبعوثيين كانوا شركاء للحوثي على حساب القضية اليمنية

المبعوث صرف النظر عن العديد من التجاوزات للحوثيين

الكذب على وسائل إعلامهم وتضليل أنصارهم

بعض القيادات الحوثية تمتلك مهارة في تغيير الحقائق وتزييفها