دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد برامج رؤية المملكة 2030. جاء ذلك، خلال الحفل الذي رعاه الملك سلمان بن عبدالعزيز، بهذه المناسبة في قصر الصفا بمكة المكرمة. وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى وزير الحج والعمرة رئيس لجنة برنامج خدمة ضيوف الرحمن الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، كلمة قال فيها «في هذه الليلة المباركة، وفي هذه الأرض الطاهرة، حرصتم يا خادم الحرمين الشريفين على تدشين برنامج خدمة ضيوف الرحمن بجوار بيت الله الحرام، فاجتمع لنا شرف الزمان والمكان وشرف تدشين -مقامكم الكريم- برنامج خدمة ضيوف الرحمن، فاللهم لك الحمد على ما أنعمت به على بلادنا من شرف مسؤولية خدمة الحرمين الشريفين ورعايتهما وخدمة ضيوف الرحمن، هذا الشرف حمله ملوك هذه البلاد على عاتقهم منذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى عهدكم الميمون، وهو نهج سار عليه أبناء هذه البلاد بكل فخر واعتزاز، ليتواصل العطاء ويستقر في ذهن الأجيال دور المملكة الذي حملت شرف أدائه».

واقع ملموس

أضاف بنتن «إنكم وإذ تدشنون هذا اليوم برنامج خدمة ضيوف الرحمن، أحد أهم البرامج التنفيذية لرؤية المملكة 2030، لتترجمون اهتمامكم الجليّ والواضح بالإسلام والمسلمين إلى واقع ملموس، ورعايتكم الخاصة لهذا البرنامج الفريد لدلالة واضحة على عنايتكم المستمرة بضيوف الرحمن، وذلك يقيناً بأن هذا الشرف العظيم يتطلب منا العمل بكل ما أوتينا من قوة، لتوفير مزيد من الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن». وتابع قائلا «هذا البرنامج يأتي امتدادا لجهودكم في خدمة ضيوف الرحمن، إذ إنكم دائماً تؤكدون أن بذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، هو مصدر فخر لبلادنا منذ تأسيسها، وهو ما شكّل -بحمد الله- إرثا من الإنجازات المتراكمة والمتتالية في خدمة ضيوف الرحمن، فمن خلال هذا البرنامج الذي يأتي امتدادا وتطويرا لجهود المملكة الجبارة في خدمة ضيوف الرحمن نسعى إلى تيسير وصولهم إلى الحرمين الشريفين، وتسهيل كل مراحل رحلتهم، من عقد العزم والنية في بلادهم وحتى عودتهم سالمين، خلال تجهيز أحدث المنافذ والمرافق والتقنيات، كما يقوم البرنامج بالعمل على تقديم كل الخدمات بالجودة التي تليق بضيوف الرحمن على جميع الأصعدة في شتى المجالات، كما يسعى البرنامج كذلك إلى إثراء تجربة ضيوف الرحمن، خلال تهيئة المواقع الأثرية والثقافية التي تزخر بها بلادنا، ليعيش ضيف الرحمن تجربة روحانية ودينية وثقافية عامرة بالإيمان، مستمدة من أصالة هذه البلاد وتاريخها العريق».

32 جهة حكومية

أوضح وزير الحج والعمرة أنه يشارك في تنفيذ طموحات ومبادرات هذا البرنامج ما يزيد على 32 جهة حكومية، ومئات الجهات من القطاع الخاص، يعملون بكل تفان وإخلاص، ويضعون هذه المسؤولية نصب أعينهم، مستشعرين دورهم المحوري والمهم في خدمة ضيوف الرحمن، يمكّنهم ويساندهم في عملهم إخوة لهم في مكتب برنامج خدمة ضيوف الرحمن، يستمدون طموحاتهم وآمالهم من عظم المسؤولية وثقة القيادة، غرسها فيهم ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي يتابع ويحرص على أن يشرف بنفسه على كل ما من شأنه تسهيل وتسخير كل الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن.

نقلة نوعية

بعد ذلك، تسلم خادم الحرمين الشريفين، وثيقة برنامج خدمة ضيوف الرحمن التي تشمل أكثر من 130 مبادرة، شارك في إعدادها أكثر من 30 جهة حكومية، بهدف إحداث نقلة نوعية جديدة في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات التي تعينهم على أداء المناسك بكل يسر وسهولة، خلال تحقيق 3 أهداف إستراتيجية، تتمثل في: تيسير استضافة مزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وتقديم خدمات ذات جودة للحاج والمعتمر، وإثراء تجربتهم الدينية والثقافية. عقب ذلك، تشرف وزير الحج والعمرة، وأعضاء برنامج ضيوف الرحمن، بالسلام على خادم الحرمين الشريفين. حضر التدشين، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور منصور بن متعب، وعدد من الوزراء.

عظم المسؤولية

إلى ذلك، أوضح محللون أن إطلاق البرنامج يؤكد استمرار المملكة في إستراتيجيتها التي تضع خدمة الحرمين الشريفين في مقدمة اهتماماتها وأولوياتها، فضلا عن اهتمام ولي العهد الذي ترجمته رؤية 2030، بالعمل على رفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين. وأشاروا إلى أن المملكة منذ عهد الملك المؤسس، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تستشعر عظم المسؤولية والأمانة الكبيرة تجاه خدمة الحرمين الشريفين، وتبذل الغالي والنفيس في إنجاز المشروعات النافعة لراحة زوارهما والتيسير عليهم. وأضافوا، بأن استضافة المملكة ملايين الحجاج والمعتمرين، من مختلف الجنسيات والأعراق واللغات، إذ يؤدون شعائرهم في أمن ويسر وطمأنينة، هي شهادة على ما توفره المملكة من خدمات وما تبذله من جهود، وما تمتلكه من إمكانات وخبرات، تضعها في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن على مدار العام وكل عام. كما أن إطلاق خادم الحرمين الشريفين برنامج خدمة ضيوف الرحمن، يؤكد العناية الفائقة والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة للحرمين الشريفين، وعملها لراحة الحجاج والمعتمرين والزوار. وقالوا، إن برنامج خدمة ضيوف الرحمن -كأحد مستهدفات «رؤية المملكة 2030»- يعكس الجهود التي تبذلها المملكة لتطوير الخدمات المقدمة في الأماكن المقدسة، وفق أهداف الرؤية التي تتقدم بثقة وثبات نحو تحقيق أهدافها. كما يحظى البرنامج بمتابعة وثيقة من ولي العهد، الذي لا يدخر وسعاً للارتقاء بمستوى جودة ما يقدم للحجاج والمعتمرين والزوار، تيسيرا لرحلتهم وتسهيلا لأدائهم مناسكهم، وإثراءً لتجربتهم.

برنامج ضيوف الرحمن وأهدافه

- 130 مبادرة

- 30 جهة حكومية شاركت في إعداد وثيقته

- يحدث نقلة نوعية جديدة في خدمة ضيوف الرحمن

- يوفر الخدمات التي تعينهم على أداء المناسك بكل يسر وسهولة

- يوظف إمكانات التحول التقني خلال بناء منصة إلكترونية

- يحقق أقصى درجات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي

3 أهداف إستراتيجية

1- تيسير استضافة مزيد من المعتمرين وتسهيل الوصول إلى الحرمين الشريفين

2- تقديم خدمات ذات جودة للحاج والمعتمر

3- إثراء تجربتهم الدينية والثقافية