في 26 مارس 2015 بدأت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة في تاريخها وذلك عبر إظهار قوتها وحزمها تجاه أهم القضايا الخاصة بمصيرها وهو الأمن، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ببدء عملية «عاصفة الحزم» ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن والمدعومة من إيران. وبدأت العمليات العسكرية بقيادة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يملك رؤية ملهمة واضحة للنهوض بالقوات السعودية على كافة المجالات، وذلك لتعزيزها وتطويرها وخلق مجالات جديدة للابتكار فيها، وتحويل المملكة من مستورد للسلاح إلى مُصنّع له، وذلك من خلال الاتفاقات التي أبرمها ولي العهد أثناء زيارته لعدد من الشركات الأميركية المتخصصة في 2018.

تصنيع الأسلحة محليا

في17 مايو 2017، تأسست الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وهي الكيان الوطني الجديد في قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، وتمثل مكوِّنا من مكونات رؤية السعودية 2030، كما تعتبر أيضا منصة مستدامة لتقديم المنتجات والخدمات العسكرية في السعودية، وتعود ملكيتها بشكل كامل إلى صندوق الاستثمارات العامة الذي يرأس مجلس إدارته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتعمل الشركة على المساهمة في دعم تحقيق أهداف رؤية 2030 لتوطين 50% من الإنفاق العسكري بالمملكة. وتتمثل مساهمات الشركة بحلول 2030 في أن تكون القيمة المتوقعة للصادرات 5 مليارات ريال، فيما سيبلغ حجم الإنفاق في البحث والتطوير نحو 6 مليارات ريال، وخلق 40 ألف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى أن مجموع المساهمات المباشرة في إجمالي الناتج المحلي السعودي سيكون 14 مليار ريال. وتتضمن وحدات الأعمال في الشركة الأنظمة الجوية، والأنظمة الأرضية والإلكترونيات الدفاعية والأسلحة والصواريخ، بحيث تستوفي كافة المنتجات والخدمات العسكرية السعودية أعلى المعايير والمواصفات العالمية.

قوة لا يستهان بها

وفقا لتصنيف Global Firepower لأقوى الجيوش في العالم لعام 2019، تحل المملكة في المرتبة 25 من مجموع 137 دولة. ويستخدم التصنيف أكثر من 55 معيارا لتقييم الدول حسب قدراتها العسكرية، منها العوامل الجغرافية والموارد وتنوع الأسلحة. وقالت مجلة «نيوزويك» الأميركية إن لدى السعودية نحو 231 ألف عسكري ينشطون في الجيش وربما يكون أقل من بعض الدول، إلا أن المملكة الآن تملك قوة لا يستهان بها خصوصا بعد مشاركة المملكة في التحالف الذي تقوده ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن ما يعني أن قواتها تملك الآلاف من المقاتلين المتمرسين. وأضافت المجلة أن المملكة تملك أيضا 25 ألف جندي في الاحتياط. وأضافت المجلة أنه يوجد في المملكة 16 مليون شخص، كلهم جاهزون للخدمة العسكرية، الأمر الذي يجعل المملكة قوة لا يستهان بها. بالإضافة إلى ذلك.

أفضل الجيوش تجهيزا في الشرق الأوسط

ذكرت بيانات نشرها معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام «SIPRI» في 2019، أن السعودية حلت في المرتبة الثالثة عالميا من حيث الإنفاق العسكري، وقال التقرير إن ميزانية المملكة تفوق بشكل أكبر 5 دول مجتمعة في المنطقة تضم العراق وإسرائيل وإيران والجزائر وعمان، وفقا للمعهد، فإن الجيش السعودي هو الأفضل تجهيزا في المنطقة.

اتفاقات للشراكة والصناعة

في أبريل 2018، زار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية في وادي السليكون بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية، وذلك للإطلاع على التقنيات المتقدمة في قطاعات الطيران والدفاع الجوي وتقنيات الصواريخ واتصالات الأقمار الصناعية، واطلع أيضا على منظومة الدفاع الجوي «ثاد» THAAD عالية التقنية التي تعاقدت المملكة مع الشركة الأميركية على شرائها وتوطين تقنياتها. وقد وقعت المملكة في نوفمبر 2018 اتفاقا يقضي بشراء المملكة 44 منصة لإطلاق صواريخ «ثاد»، وصواريخ أخرى، ومعدات أخرى بقيمة 15 مليار دولار (56.25 مليار ريال). كما أجرى ولي العهد خططا مع الشركة لإقامة مركز أبحاث وتطوير في المملكة بالتعاون مع جامعة «كاوست». كما تم عرض نظام القيادة والسيطرة والاتصالات الذي تم نقل تقنياته وتوطينه بالكامل في المملكة. في هذه الزيارة حرص الأمير محمد بن سلمان على نقل الأقمار الصناعية عالية الكفاءة بحيث بنيت لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعربسات وهي الأولى من نوعها والأكثر دقة وكفاءة، الأمر الذي سيعزز قدرات المملكة في التقنيات الفضائية. ويوفر القمر السعودي للاتصالات الأول قدرات عالية ومتقدمة للنطاق العريض (Ka-Band) بما يؤمن للقطاعات العسكرية والأمنية والمدنية شبكة فضائية للاتصالات المرئية والإنترنت والهاتف الاتصالات الآمنة، تشمل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا.

تدشين أول طائرة نفاثة سعودية الصنع

تتضمن طموحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن تصبح المملكة دولة مُصنّعة للسلاح وأن تعتمد على نفسها في هذا الإطار، ولذلك جاء القرار بتأسيس الشركة السعودية للصناعات العسكرية. وفي أبريل الماضي، دشن الأمير محمد أول طائرة تدريب نفاثة من طراز «هوك» تم تجميعها وتصنيع عدد من أجزائها محليا، وذلك في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية. وشهد الأمير حفل التدشين الذي اشتمل على عرض مرئي حول مراحل تجميع الطائرة، كما اطلع على مراحل تجميع وتصنيع الأجزاء الرئيسية لطائرة «هوك» من قبل الشباب السعودي، والاختبارات التي تتم على الطائرة بعد التجميع، واختبار قبول الطائرة بعد الطيران. كما استمع الأمير محمد بن سلمان إلى شرح عن مبادرات البرنامج السعودي البريطاني في نقل وتوطين التقنية، حيث يعمل أكثر من 70 % من الشباب السعودي على تجميع 22 طائرة من طراز هوك بعد تدربهم لأكثر من سنتين على أيدي خبرات عالمية. وقد أشرف البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي بالتعاون مع شركة ( BAE SYSTEMS ) على تدريب الشباب السعودي بمشاركة أكثر من 25 شركة وطنية.

* مساهمات الشركة السعودية للصناعات العسكرية بحلول 2030

- 5 مليارات ريال القيمة المتوقعة للصادرات

- 6 مليارات ريال حجم الإنفاق في البحث والتطوير

- 40 ألف فرصة عمل مباشرة

- 14 مليار ريال مجموع المساهمات المباشرة في إجمالي الناتج المحلي

* قدرات منظومة «ثاد» للدفاع الصاروخي

- إسقاط الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى خلال المرحلة النهائية من رحلتها

- يستخدم النظام تكنولوجيا اضرب لتقتل

- التي تدمر فيها الطاقة الحركية رؤوس الصواريخ القادمة

- يبلغ نطاق النظام 200 كم وقد يصل ارتفاعه إلى 150 كم

- تبلغ سرعة الصاروخ 8 أضعاف سرعة الصوت

- يستطيع التصدي للأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي حتى ارتفاع 150 كلم

* القوة العسكرية السعودية

- 15 مليون نسمة قوة بشرية متاحة للعمل

- 14 مليون يصلحون للخدمة العسكرية - 510 آلاف يصلون إلى سن الخدمة العسكرية

- 231 ألف جندي سعودي و25 ألف جندي في الاحتياط

- 212.6 مليار ريال ميزانية الدفاع

- 790 طائرة حربية بينها 177 مقاتلة و245 طائرة هجومية

- 21 مروحية

- 1142 دبابة و5472 مدرعة

- 524 مدفعا ذاتي الحركة و432 مدفع ميدان

- 322 منصة إطلاق صواريخ متعددة

- 55 قطعة بحرية بينها 7 فرقاطات و4 كورفيت و11 زورق دورية و3 كاسحات ألغام