شدد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أن ما يقوم به النظامُ الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتطويرِ برامجه النوويةِ والصاروخية، وتهديدهِ لحريةِ الملاحة العالمية بما يهددُ إمداداتِ النفط للعالم، يُعد تحدياً سافراً لمواثيقِ ومبادئِ وقوانين الأممِ المتحدة لحفظِ السلم والأمن الدوليين.

جاء ذلك خلال كلمة خادم الحرمين الشرفين التي ألقاها في مستهل أعمال قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة المنعقدة في مكة المكرمة.

وقال الملك خلال الكلمة :

"يطيبُ لي أن أرحبَ بكم في بلدكم الثاني المملكةِ العربية السعودية، وأشكرَ لكم تلبية الدعوة لهذه القمةِ الطارئة، والتي تنعقدُ في ظل تحدياتٍ مباشرةٍ تهددُ الأمنَ والاستقرار إقليمياً ودولياً. ولقد استطعنا في الماضي تجاوزَ العديدِ من التحديات التي استهدفت الأمنَ والاستقرار، وكذلك الحفاظُ على المكتسبات وتحقيقُ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعية في دولنا، وسنعملُ معاً بحولِ الله لمواجهةِ كافة التحديات والتهديدات بعزم وحزم.

إخواني أصحابَ الجلالة والسمو..

إن ما يقوم به النظامُ الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتطويرِ برامجه النوويةِ والصاروخية، وتهديدهِ لحريةِ الملاحة العالمية بما يهددُ إمداداتِ النفط للعالم، يُعد تحدياً سافراً لمواثيقِ ومبادئِ وقوانين الأممِ المتحدة لحفظِ السلم والأمن الدوليين. كما أن دعمَه للإرهابِ عبر أربعةِ عقودٍ وتهديده للأمنِ والاستقرار بهدف توسيعِ النفوذ والهيمنةِ هو عملٌ ترفضُه الأعرافُ والمواثيق الدولية.

إن الأعمالَ الإجرامية التي حدثت مؤخراً باستهدافِ أحدِ أهم طرقِ التجارة العالمية بعملٍ تخريبي طالَ أربعَ ناقلاتٍ تجارية بالقربِ من المياه الإقليميةِ لدولةِ الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وكذلك استهدافُ محطتي ضخٍ للنفط، وعدد من المنشآتِ الحيوية في المملكة. تستدعي منا جميعاً العملَ بشكل جاد للحفاظِ على أمنِ ومكتسبات دولِ مجلسِ التعاون.

إخواني أصحاب الجلالة والسمو..

إن المملكةَ حريصةٌ على أمنِ واستقرار المنطقة، وتجنيِبها ويلاتِ الحروب. وتحقيقِ السلام والاستقرارِ والازدهار لكافةِ شعوبِ المنطقة بما في ذلك الشعبُ الإيراني. وستظلُ يدُ المملكة دائماُ ممدودةً للسلام، وسوف تستمرُ بالعملِ في دعمِ كافة الجهودِ للحفاظ على الأمنِ والاستقرار في المنطقة.

وفي الختام فإنه لا بدَ من الإشارة إلى أن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادع وحازمٍ لمواجهة الأنشطةِ التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة. هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم. ونطالبُ المجتمعَ الدولي بتحملِ مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارساتُ الإيرانية من تهديدٍ للأمن والسلمِ والدوليين. واستخدامِ كافةِ الوسائل، لوقف النظامِ الإيراني من التدخلِ في الشؤون الداخليةِ للدول الأخرى. ورعايتهِ للأنشطةِ الإرهابية في المنطقةِ والعالم، والتوقفِ عن تهديدِ حريةِ الملاحةِ في المضائق الدولية.

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته".

وكانت القمة الخليجية الطائرة، قد بدأت في قصر الصفا بمكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ولدى وصول قادة ورؤساء وفود الدول الخليجية، كان في استقبالهم خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

واستقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مستشار السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني .