فيما تتوقع نقابة عمال كوردستان أن تؤدي الجولة الثانية من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، إلى تدفق أعداد كبيرة من العمالة الإيرانية على إقليم كوردستان، ودعت إلى وضع حد للتدفق، يرى محللون سياسيون ضرورة وضع الضوابط لهذا التدفق، ومن بينهم من ذكر أنها مسيسة لصالح نظام الملالي.

تذمر كبير

كشف صاحب أحد معامل الحدادة ومكتب للديكور في أربيل، مثنى معاد لـ"الوطن" ، أن العامل الإيراني بات يطلب زيادة على أجرته اليومية وهي خمسة آلاف دينار فقط وكأنه يستجدي، وذلك خلال تنفيذه للعمل، مبينا أن أغلب المواد المستخدمة فيه إيرانية الصنع. وعند سؤال العامل الإيراني كيف يمكن لدولة مصنعة وكبيرة وغنية أن يتسول شعبها بين الدول ويملؤون الشوارع ؟ ألم يكن من المفترض أن تكون صاحب معمل أو على الأقل أحد العاملين فيه داخل إيران ؟ كيف ستقاتلون إذن؟ وتواجهون تلك القوة القادمة؟ أجاب "بسبب الحصار أصبحنا نعمل نحن المئات في المعامل التي لا تحتاج إلا للعشرات، وبأجور ميتة لا تكاد تسد الحاجة فضلا عن ارتفاع الأسعار، حيث عملت الآن لمدة عشرين يوما بأجرة تقارب الـ(400) دولار وسأعود لإيران لإنقاذ عائلتي من الجوع.

تدفق مريب

أكد رئيس فرع أربيل لنقابة عمال كوردستان، صابر عثمان علي، أنه بسبب بدء الجولة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران واحتمال تردي الأوضاع المالية في إيران، نتوقع تدفق عشرات آلاف الأيدي العاملة الإيرانية على إقليم كوردستان، ولهذا نطالب الحكومة والوزارات المعنية بوضع حد لتدفق العمالة الأجنبية عموماً والإيرانية على وجه الخصوص، تلافياً لارتفاع نسبة البطالة وحرمان العمالة المحلية من فرص العمل".

تأثير العقوبات

وفقا لإحصاءات مطلعة، فإن إحصائيات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الإقليم قد بينت أن تدفق العمالة الأجنبية في تزايد. بينما ذكر مدير دائرة العمل في أربيل، كارزان علي إبراهيم أن "أغلب العمال الذين يأتوننا لاستحصال إجازات عمل، إيرانيون ويرتفع عددهم بصورة يومية" مرجعا السبب لتأثيرات العقوبات الأميركية على إيران وتراجع سعر صرف العملة الإيرانية.

عجز حكومي

كشف المحلل السياسي رعد هاشم، أن هذا التدفق المريب والذي اتضح بشكل جلي في الفترة الأخيرة يؤكد ما يتم تسريبه وما ينشر من تداعيات تصيب نظام الملالي في مقتل، وتؤكد وهن بنيته التحتية، وتكشف أيضا عجز الحكومة الإيرانية عن توفير فرص عمل تنتشل البطالة، لاسيما الشباب المدمنين على المخدرات بشكل كبير. وعن مدى تأثير العقوبات على هذا التدفق قال: هذا الحصار وهذه العقوبات بدت تفاعلاتها وآثارها تظهر بشكل واضح وجلي من خلال هذا الهروب الجماعي للقدرات العاملة الإيرانية للاشتغال وللعمل والهجرة إلى دول الجوار. وحذر قائلا "الأمر به حساسية كبيرة على دول الجوار لاسيما العراق، وعليهم أن يخشوا على بنيتهم الديموغرافية من هؤلاء العمال وتضع لهم ضوابط، ولا يخفى على الجميع أن الوضع الاقتصادي مزر بسبب الفساد بالبلد، فلا يحتمل العراق لأن يكون مرتعا ومستنقعا لهذه القدرات السلبية الآتية من إيران.

الحلول

عن الحلول قال هاشم "المطلوب تفعيل إطار العمل المشترك مع إيران ووضع ضوابط لعمل هؤلاء وهي الضوابط الاقتصادية والاجتماعية، وترخيص للعمالة بأن لا يأتي أي عامل بحجة الأجور الضعيفة فلها انعكاسات سلبية من الناحية الأمنية العسكرية والاقتصادية والاجتماعية. ويجب أن يتنبه إليها المعنيون بشأن تطبيق العقوبات وألا يغفلوا عن هذا التدفق المريب.

تصفية

أوضح المحلل السياسي الدكتور عماد الدين الجبوري، أنه رغم كثرة العمال الإيرانيين في محافظة أربيل بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران، إلا أن السبب الخفي الآخر يكمن في إعادة تصفية مسؤولي المعارضة الكردية الإيرانية، كما جرى في العام الماضي. وتابع "تم اغتيال خورشيد عزيز وكذلك حميد قادر وآخرين غيرهم، بالإضافة إلى محاولات الاغتيالات الفاشلة لرئيس حزب حرية كردستان إيران حسين يزداني، والتي تقف خلفها الاستخبارات الإيرانية وفيلق القدس"، مبينا أن مجموعة من المعارضة الكردية الإيرانية يتمركزون في منطقة قنديل وهم (حزب حرية كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني، حزب كوملة الشيوعي، حزب الحياة الحرة) فقد يكونون أهدافًا للتصفيات من قِبل النظام الإيراني. Asf تدفق العمالة الإيرانية لدول الجوار: أسبابها: - تأثيرات العقوبات الأميركية - تراجع سعر صرف العملة - ارتفاع نسبة البطالة وحرمان العمالة المحلية من فرص العمل. - وهن بنية نظام الملالي التحتية. - القدرات المعطلة والشباب المدمنون على المخدرات بشكل كبير.