ينتظر العديد من المراقبين للشأن السوداني أن يفصح المجلس العسكري الانتقالي عن الخيارات التي لوح بها رئيس اللجنة السياسية الفريق الركن شمس الدين كباشي، حينما قال إنه يمكن اتخاذ «الكثير من الخيارات التي تراعي مصلحة المواطن السوداني وتحفظ البلاد»، في حال تعثر المفاوضات وتعنت قوى إعلان الحرية والتغيير في قبول المقترحات العسكرية.

تغيير خطاب حميدتي

وأشارت مصادر إلى ملاحظة تغيّر واضح في خطاب نائب رئيس المجلس العسكري الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، حينما تعهد بنقل السلطة إلى أيادٍ أمينة، واتهم قوى الحرية والتغيير بأنها لا تريد المجلس العسكري شريكاً، بل في موقع شرفي، في إشارة إلى مطالبة المعارضة بأغلبية في المجلس السيادي مع تمثيل محدود للجيش.

اقتراب ساعة الخيارات

ويعكس هذا التغيير في خطاب حميدتي ربما إلى اقتراب ساعة الخيارات التي مازالت غير معروفة، خصوصاً بعد تنفيذ قوى إعلان الحرية والتغيير تهديدها بالإضراب العام، وقيام المجلس بجولات لترتيب علاقاته الخارجية مع الدول العربية ودول الجوار الأفريقي لاتخاذ موقف يراه أنه يراعي مصلحة السودان كما ذكر الفريق كباشي، ويحفظ البلاد من التشرذم.

المشهد السياسي مرتبك

ويتفق الجميع على أن توقف المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى التغيير أربك المشهد السياسي السوداني، وبدت الأجواء غامضة تنذر بتطورات لا يمكن التنبؤ بها في ظل الجولات الماكوكية التي يقوم بها رئيس المجلس الانتقالي عبدالفتاح برهان طالت حتى الآن 4 دول شملت مصر والإمارات العربية المتحدة وجنوب السودان وإثيوبيا، بينما زار نائبه المملكة العربية السعودية، في إشارة واضحة إلى البحث عن حلول للأزمة الداخلية.

تطورات دراماتيكية

ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تطورات دراماتيكية أقربها استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير وإعادة بحث الخيارات الممكنة، أو قد يلجأ المجلس العسكري إلى الإفصاح عن الخيارات التي هدد بها رئيس اللجنة السياسية، غير أن المعارضة مستعدة على ما يبدو لزيادة التصعيد بعد عيدالفطر المبارك.

التفاؤل حيال الجولات

وينتظر المحتجون في الميدان بروح التفاؤل نتائج الجولات الخارجية التي قام بها رئيس المجلس العسكري ونائبه إلى خمس دول عربية وإفريقية، ولعلها قد تحمل في جعبتها حلولا ناجعة للأزمة التي تراوح مكانها منذ نحو 6 أشهر دون الوصول إلى حل توافقي يجنب المواطنين المزيد من المعاناة.

السيناريوهات المنتظرة للمشهد السوداني

- اتخاذ المجلس العسكري للخيارات التي هدد بها

- العودة إلى طاولة المفاوضات

- الاستفادة من الجولات الخارجية لأعضاء المجلس.

- تصعيد قوى إعلان الحرية والتغيير لموقفها.

- استمرار حالة الغموض حتى نهاية رمضان.