أكد وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، في حديثه لـ»الوطن»، أن المملكة لا تثق بالنظام الإيراني، لأنه قائم على تصدير الثورة للخارج والتدخلات الخارجية منصوص عليها في دستوره الذي يجب أن يتغير قبل تقديمهم معاهدة بعدم الاعتداء، مطالبا النظام الإيراني بإخراج ميليشياته من الدول العربية مع إيقاف الدعم المالي والسياسي لكل التنظيمات في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وكشف السبهان أن اقتراح اتفاقية عدم الاعتداء على دول الجوار العربي في الخليج التي أوصى بها نائب وزير الخارجية الإيراني، هي مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي فقط، بينما عليهم احترام سيادة دول الجوار، بدلا من زرع خلايا التجسس وتدريب شبابها عسكريا وتسليم كل المطلوبين لدولهم، قبل اقتراح أي اتفاقيات بعدم الاعتداء والتي وهي مجرد نوايا زائفة.

نظام طهران والمراوغة

وأضاف: «نحن سئمنا من نظام طهران والمراوغة والمماطلة لم تجد نفعا ونريد أفعالا وليس تصريحات إعلامية عند إحساسها بالخطر أو عندما تتأثر اقتصاديا، ونحن في السعودية جربنا كل السبل مع نظام طهران وتعاملنا بمبدأ حسن الجوار مع النظام الإيراني وبادرنا بمد يد السلام وحسن الجوار لإيران واستقبلنا أكثر من رئيس إيراني، منهم هاشمي رفسنجاني، ومحمد خاتمي، وأحمدي نجاد، ولم نجد منهم غير الإرهاب».

وأكد وزير الدولة أنه حتى بيت الله الحرام وحجاجه لم يسلموا من شر النظام الإيراني على مدى العقود الماضية، حيث إن الجميع يذكر ما فعلته إيران في حج عام 1987م، وكذلك تفجير أبراج الخبر عام 1996م، واغتيالات الدبلوماسيين السعوديين، وكذلك محاولة اغتيال الوزير عادل الجبير عندما كان سفيرا في واشنطن، مشيرا إلى أن المملكة لا تثق بالنظام الإيراني، لأنه قائم على تصدير الثورة للخارج والتدخلات الخارجية منصوص عليها في دستوره الذي يجب أن يتغير بدلا من معاهدة عدم الاعتداء.

القمتان الطارئتان

وعن عقد قمتين طارئتين، خليجية وعربية، في مكة المكرمة، لفت السبهان إلى أنها جاءت من باب الحرص على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة، مبينا أن تعزيز الأمن والاستقرار هو الهدف الرئيسي الذي دائما ما تعمل عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها.

وأضاف: «أن التاريخ شاهد على ذلك، فمن أبرز ما بادرت به المملكة كان اتفاق الطائف الذي شكل منعطفا تاريخيا للبنان الشقيق، والمبادرة الخليجية التي أتت استجابة للشعب اليمني وحفظ اليمن ممثلا في شرعيته واستقراره وأمنه، وأخيرا المصالحة الإثيوبية الإريترية، وكان للمملكة الريادة الأممية في رعاية الكثير من المصالحات الأخرى في أفغانستان والصومال وبين الفصائل الفلسطينية».

استهداف الحوثي للمملكة

وأشار السبهان إلى أنه ليس مستغربا أن تبادر المملكة بعقد القمتين استجابة لظروف صعبة تمر بها المنطقة خصوصا ما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من هجوم على محطتي ضخ نفط وسط المملكة، وهناك صواريخ إيرانية تطلق بأيد حوثية تستهدف بيت الله وكعبته المشرفة، وقال «إنه رغم دناءة وعجرفة نظام الملالي في طهران، ففي الوقت نفسه كانت هناك أياد للسلم والسلام والشهامة والإنسانية، حيث قامت السعودية بمساعدة سفينة إيرانية وسحبها إلى ميناء جدة وإنقاذ الـ26 بحارا الذين كانوا على متنها، وتم التعامل معهم بإنسانية واحترام كما تعودنا في مملكة الإنسانية والسلام».

وبين وزير الدولة لشؤون الخليج العربي أن الأحداث باتت متسارعة والمنطقة غير مستقرة، والسبب واحد وهو نظام الملالي في طهران، فلو نظرنا لكل الدول غير المستقرة لوجدنا أصابع إيران تعبث بها، بدءا من لبنان ثم العراق وسورية واليمن وغيرها.

استهداف الداعم قبل الجماعة

وقال: «أما من ناحية التعامل معها، فإني أرى استهداف الممول والداعم المالي لهذه الجماعات يكون قبل استهداف الجماعات الإرهابية نفسها، وللأسف في أحيان كثيرة نرى دولا هي التي تمول هذه الجماعات الإرهابية، وهذه الدول أعضاء في الأمم المتحدة، وقد يكون الدعم ليس ماديا فقط، وإنما إعلامي ولوجستي والأمثلة كثيرة، فحزب الله في لبنان وميليشيات الحوثي في اليمن، كلها تمول من نظام طهران، هذا النظام الذي ترك شعبه تحت خط الفقر وتحت وطأة العقوبات بسبب أحلام وأوهام وخرافات لن تتحقق».

مهامه السابقة كسفير

وعن مهامه السابقة كسفير للعراق وكيف ينظر له حاليا، قال السبهان، إن المملكة لديها ثقة كبيرة في الشعب العراقي بكل أطيافه، على أمل أن يعود العراق كما كان منارة للحضارة والثقافة والعلم، فلو تُرك الأمر للشعب العراقي من دون تدخلات إيران وميليشياتها، فمن المؤكد أن ينتظره مستقبل زاهر، قائلاً: «ونحن في المملكة نمد يدنا له بكل الحب والعطاء ونريده مستقرا ليعيش المواطن العراقي برخاء وازدهار، وهذا ما أكد عليه دائما سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي الأمير محمد بن سلمان».

مكانة خاصة للعراق

في الإطار، لفت إلى أن العراق له مكانة خاصة في قلبه، وفي قلب ووجدان كل مواطن سعودي، وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد هي التقارب مع العراق وإزالة كل العقبات ومساعدة الشعب العراقي في تمكينه من بناء وطنه وتأسيس مستقبله وإرساء أمنه واستقراره، مشيرا إلى أن هذه المرحلة من العلاقات السعودية العراقية هي انعطافة تاريخية ورغبة في التقارب والتعاون، وهي رغبة الطرفين، فالجغرافيا والعروبة والنسب والدين تجمعنا، وهناك مصالح مشتركة بيننا، والمستقبل سيكون أفضل لتحقيق ذلك بعد إنشاء مجلس تنسيقي سعودي عراقي والذي يعد دليلا جادا على أن العلاقات تعيش مرحلة جديدة تنعكس على البلدين العربيين الجارين وشعبيهما.

حالة من المد والجزر في العراق

وأكد السبهان أن العراق يعيش حالة من المد والجزر، ولكن التفاؤل يحدونا كثيرا في أن يحقق تقدما ملموسا كدولة سلم وسلام، وأن ينال الشعب العراقي فرصته للعيش الكريم، والعراق يزخر برجالات كثيرة وقيادة شابة قادرة على إحداث الفرق والأخذ بيد العراق وشعبه، وحماية مقدراته واستثمارها للنهوض به، وأن يكون وطنا آمنا ومستقرا ويستطيع استعادة مكانته العربية والعالمية وينافس في السباق الحضاري العالمي، وهو مؤهل لذلك بكل ما يملكه من إمكانيات بشرية وثروات طبيعية وقوة اقتصادية.

العراق أمانة في عنقي

وأضاف: «بالنسبة لي شخصيا لم أكن يوما بعيدا عن العراق سواء كنت سفيرا أو وزيرا، فأنا أعتبر العراق أمانة في عنقي، مثل ما هو أمانة في عنق كل عربي أبي وأصيل، وهو جزء من واجباتي كوزير دولة معني بشؤون هذه المنطقة مع زملائي الوزراء سواء في العراق أو في دول الخليج العربي أو حتى الدول العربية، فجميعنا يهمنا العراق وأمن العراق واستقراره وتحقيق الأمن الاستراتيجي لشعبه ولشعوب المنطقة».

مطالبه للحكومة العراقية

وطالب السبهان بأن تصهر الحكومة العراقية كل التنظيمات في أجهزة الدولة، وأن توظفها في إطارها المهني والاحترافي والحضاري، والعمل على دولة حديثة، وأن تتضافر جهود الجميع من أجل عراق عربي قوي ومنظم.

الموقف من الحشد

وكان السبهان قد استقبل فالح الفياض في وقت سابق عندما كان رئيسا لهيئة الحشد الشعبي، فيما بين السبهان أن استقباله جاء لكونه يشغل مستشار الأمن الوطني في العراق، بينما موقفه ثابت وواضح من أي ميليشيات مسلحة تعمل خارج القانون وتأخذ أوامرها من دولة أخرى لا يهمها استقرار العراق.

تصنيفاته للجماعات الإرهابية

وعن تصنيفاته للجماعات الإرهابية، قال إن ثامر السبهان ليس له تصنيفات خاصة، وإنما هناك معايير وتصنيفات دولية وكل دولة تضع قائمة للجماعات الإرهابية التي لها نشاط إرهابي يهدد أمنها واستقرارها، وبالتأكيد فإن أي ميليشيا أو فصيل يحمل السلاح خارج إطار الدولة فهو إرهابي ومهدد خطير لأمن المجتمع ويقوض أي فرص لاستقراره أو ازدهاره ويصادر مستقبله ومستقبل شعبه وأجياله القادمة.

من أقوال السبهان

- النظام الإيراني قائم على تصدير الثورة للخارج والتدخلات الخارجية منصوص عليها في دستوره

- اقتراح إيران باتفاقية عدم الاعتداء على دول الجوار مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي

- على الإيرانيين احترام سيادة دول الجوار بدلا من زرع خلايا التجسس وتدريب شبابها عسكريا

- الأحداث باتت متسارعة والمنطقة غير مستقرة، والسبب واحد وهو نظام الملالي في طهران

- النظام الإيراني ترك شعبه تحت خط الفقر وتحت وطأة العقوبات بسبب أوهام وخرافات لن تتحقق