وصفت مجلة Foreign Policy الأميركية، الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، "بالحرب الباردة"، متسائلة هل التدهور في العلاقات هو خطأ واشنطن أم بكين؟ وهل هناك شيء في طبيعة الحزب الشيوعي الصيني أو الرئيس الصيني شي جين بينغ نفسه يدفعه نحو المواجهة؟ أم أن الطبيعة الفوضوية والتنافسية للنظام الدولي هي المسؤولة؟

خطأ أميركا الاستراتيجي

تقول المجلة إنه على "الرغم من هذه التطورات، لا تزال الصين وروسيا تدركان أنه في الوقت الحالي، سيتم هزيمتهما إذا تسببت هجماتهما في الخضوع الكامل للولايات المتحدة. لكن على الرغم من كل ذلك، سيواصلان الهجوم والقتال بطريقة تقيد واشنطن نفسها بما يكفي لهم لضمان مكاسبهم".

وتابعت "حافظت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة على وجود عسكري كبير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ واتخذت إجراءات أخرى، لكنها فعلت في وقت واحد أكثر من أي دولة أخرى لتمكين النهوض الصيني الملحوظ، من خلال تمهيد طريق بكين إلى منظمة التجارة العالمية، وفتح أسواقها أمام البضائع الصينية، والسماح بنقل التقنيات المدنية المتقدمة، وتشجيع بكين على أن تصبح أكثر انخراطاً ومؤثرة في كل من الدبلوماسية الإقليمية والعالمية".

أدوات قوة الصين

تقول المجلة إن "معظم المراقبين يوافقون على أن قوة بكين وحزمها بدآ يظهران بشكل جلي في عامي 2008 و 2009 في خضم الأزمة المالية العالمية، في وقت كانت فيه إدارة أوباما الجديدة تشدد على الحاجة إلى طمأنة بكين، وأهمية ما يعرف بظهور عالم متعدد الأقطاب، وحتى التلميح إلى إمكانية إنشاء "G-2" لإدارة الشؤون العالمية".

وأبان التقرير أن الرئيس الصيني وضع بلاده في مواجهة تحد عالمي للتأثير الأميركي. حيث وسعت بكين تحت حكمه بصمتها العسكرية العالمية، واستخدمت مبادرة الحزام والطريق لإبراز القوة الاقتصادية، فيما تتحدث مبادرة "صنع في الصين 2025" عن طموحها لانتزاع الأسبقية الاقتصادية من الولايات المتحدة من خلال الاستيلاء على المناصب القيادية للابتكار التكنولوجي.



ما يمكن أن تفعله واشنطن

أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة استطاعت خلال الحرب الباردة حشد الحلفاء ضد الاتحاد السوفيتي، والإقناع أن هذه السياسة هي بمثابة كفاح ضروري، يمكنها أن تحشد الدول خلفها لإقناعهم أنها تسعى إلى بناء مجتمع عالمي حر ومزدهر، إلا أن هذا التحرك يتطلب أن يكون المسؤولون الأميركيون واقعيين بشأن طبيعة التحدي وأن يوضحوا ما سوف يتطلبه الاجتماع. وهذا بدوره سيتطلب مستوى من القيادة السياسية الرصينة والحازمة.